«المُربّون»: نعتمد على «السيلاج» بنسبة 70%.. والشركات تبيعه جاهزاً

07:25 م | الثلاثاء 15 يناير 2019

«بدون استخدام السيلاج فى علف المواشى بيوتنا تخرب».. شعار يرفعه أصحاب مزارع المواشى، فى الآونة الأخيرة، للتغلب على أسعار الأعلاف الجافة، التى تخطى فيها سعر الكيلو ثمن كيلو اللبن.. يقول صابر الخياط، صاحب مزرعة مواشى بقرية إبشواى الملق، الملقبة بقلعة تربية الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان بين محافظات الجمهورية، إنه وغيره من أصحاب مزارع المواشى فى القرية يعتمدون بشكل أساسى على السيلاج فى تغذية مواشيهم، بنسبة تتخطى الـ70%، طوال العام، والباقى ما بين علف مصنع وقش أرز وبرسيم، ما يضمن لهم نظاماً غذائياً متكاملاً طوال العام، خاصة أن محصول البرسيم عمره 5 أشهر فى العام فقط.

«صابر» أوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل جنونى وتخطى سعر الطن مؤخراً 6 آلاف جنيه، دفعهم إلى فرم محصول الذرة وتخزينه واستخدامه «سيلاج» كعلف بديل للمواشى خاصة أن سعره أرخص مقارنة بسعر العلف الجاف: «السيلاج الـ5 كيلو جرام منه بسعر كيلو واحد من الأعلاف الجافة خاصة أن غالبيتها مغشوشة ولا تعود بنفس فائدة السيلاج».

وأشار عبدالمقصود ربيع، صاحب إحدى المزارع بإبشواى الملق، إلى أن اعتماده فى غذاء المواشى على الأعلاف الجافة بنسبة 100% فى الوقت الحالى يسبب لهم خسائر فادحة وكبيرة بسبب ارتفاع سعر كيلو الأعلاف الجافة مقارنة بسعر كيلو اللبن: «من 3 سنوات سعر كيلو العلف الجاف كان لا يتخطى الـ50% من سعر كيلو اللبن، النهارده كيلو اللبن بـ5 جنيهات، فى الوقت اللى كيلو العلف الجاف تخطى فيه الـ6 جنيهات، ما دفع الفلاح للاعتماد على مواد غذائية أخرى بديلة تكون وسائل مساعدة فى توفير غذاء متكامل للحيوان وفى الوقت نفسه تقلل سعر التكلفة».

وتابع: «الفلاح وجد ضالته فى استخدام السيلاج كعلف حيوانى، إلى جانب الأعلاف الأخرى، ولكن اعتماده على السيلاج أصبح يتخطى نسبة الـ70% من غذاء الحيوان»، معللاً ذلك بقوله: «بدون السيلاج كانت بيوت أصحاب تربية المواشى وإنتاج الألبان ومشتقاته خربت، خاصة المزارع الصغيرة»، لافتاً إلى أن «السيلاج تتوافر فيه عناصر غذائية لا تتوافر فى الأعلاف العادية من حيث زيادة إنتاجية كمية اللبن بشكل يومى».

وأشار إبراهيم صبحى، صاحب مزرعة مواشى، إلى أنه كان فى بداية الأمر يستأجر أراضى ويزرعها بمحصول الذرة، وكان يحصد من الفدان 20 طن سيلاج ويقوم بتخزينها فى أكياس بلاستيك أو فى حفرة بالأرض ويضع عليها كميات كبيرة من الأتربة بهدف منع الهواء عنها ويظل طوال العام يعتمد عليها فى غذاء المواشى، ومع الوقت ظهرت شركات تقوم بتعبئة السيلاج للمربين فى أجولة زنة الواحد 25 كيلوجراماً وبيعه بسعر 40 جنيهاً، وبحكم أن القرية تعد من أكبر مناطق تسمين وتربية المواشى وإنتاج اللبن اتجه أصحاب محلات بيع الأعلاف للتعاون مع تلك الشركات وبيع السيلاج المعبأ فى القرية بعد زيادة الإقبال عليه مقارنة بالأعلاف المصنعة والتى تشهد تراجعاً كبيراً فى الاعتماد عليها فى الغذاء الحيوانى. من جانبه، قال الدكتور مصطفى الشيخ، مدير مديرية الطب البيطرى بالغربية السابق، صاحب مزرعة مواشى، إن السيلاج ليس بنفس قدرة وكفاءة الأعلاف الجافة المركزة، لكن الفلاح يستخدمه كعامل مساعد فى تقليل استهلاك الأعلاف الجافة التى ارتفعت أسعارها مؤخراً بشكل مُبالغ فيه، وأضاف: «معدل تناول الحيوان يومياً من الأعلاف الجافة 15 كيلوجراماً، ومع استخدام السيلاج تقل تلك الكمية إلى 8 كيلوجرامات ويستخدم معها 20 كيلوجرام سيلاج ما يحقق الغذاء المتكامل للحيوان».

وأوضح أن السيلاج يحقق فائدة غذائية عندما يتم حبس الهواء عنه بشكل جيد ما يؤدى لتفاعل عناصره الموجودة فيه إلى مواد نافعة وغذائية للحيوان، واستخدام الأعلاف الجافة بنسبة 100% فى غذاء الحيوان أمر مستحيل، كونه يكبد الفلاح خسائر كبيرة وتؤدى به فى النهاية إلى الاستدانة والحبس، مشيراً إلى أن طن الأعلاف الجافة سعره تخطى الـ6 آلاف جنيه، والفول الصويا سعره 8500 جنيه، وطن المستخلصات والمقويات سعره 8500 جنيه، وسعر طن الردة 4 آلاف و500 جنيه، وتابع: «غلاء الأعلاف جعل الفلاح يلجأ للحاجات البديلة ومنها السيلاج كونه شيئاً متوافراً وبأسعار رخيصة مقارنة بغيره وفى الوقت نفسه يؤدى نفس الغرض». مؤكداً أن الحل الوحيد لعودة الفلاح مرة أخرى لاستخدام الأعلاف الجافة المركزة وحصاد محصول الذرة بعد اكتمال مراحل نموه وبيعه للحكومة لاستخدامه فى أغراضه الطبيعية، تشديد الرقابة على أسواق الأعلاف وتقنين دور الوسيط بين المنتج والمستهلك والذى يحصل على أضعاف تكاليف المنتج: «طن العلف تكلفته لا تتخطى الـ3 آلاف جنيه فى المصنع ونفاجأ أنه يباع بـ6 آلاف جنيه، وكليو اللبن بـ5 جنيهات ويتم بيعه من قبل شركات ألبان بـ15 جنيهاً بعد نزع الدسم منه، كما أن أفضل كيلو لحم ثمنه لا يتخطى الـ100 جنيه ونفاجأ ببيعه بـ130 جنيهاً».