مسئول فى «الإرشاد الزراعى»: «الغربية» تزرع 100 ألف فدان.. و99% منها تتحول لـ«سيلاج»

مسئول فى «الإرشاد الزراعى»: «الغربية» تزرع 100 ألف فدان.. و99% منها تتحول لـ«سيلاج»
- سيلاج
- الإرشاد الزراعي
- الأعلاف
- الذرة
- علف حيواني
- محصول البرسيم
- سيلاج
- الإرشاد الزراعي
- الأعلاف
- الذرة
- علف حيواني
- محصول البرسيم
تُعد الغربية واحدة من أكثر المحافظات التى تستخدم السيلاج غذاء حيوانياً، كونها تضم قرية أبشواى الملق التابعة لمركز قطور (مملكة الثروة الحيوانية ومنتجات الألبان)، وهى أكبر قرى الجمهورية تربية للمواشى وإنتاجاً للألبان، بنحو 9 آلاف طن لبن يومياً، تمثل 25% من إنتاج مصر. ويستخدم أصحاب مزارع تربية المواشى السيلاج علفاً بديلاً نتيجة الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف الجافة ورغبتهم فى زيادة كميات الألبان على مدار العام، وعدم اقتصارها على موسم محصول البرسيم.
قال الدكتور محمد الششتاوى، طبيب بيطرى، إن المواشى التى تتغذى على السيلاج يزيد إنتاجها من اللبن ومشتقاته (سمن وزبدة وقشطة)، مضيفاً: «إذا كان محصول البرسيم هو المحصول الأهم لمربى المواشى، كونه موسماً يزيد فيه دخل الفلاح من بيع اللبن ومنتجاته، لكنه محصول عمره 5 أشهر فقط على مدار العام، بينما السيلاج علف غذائى حيوانى يتم تخزينه واستخدامه على مدار العام، وهذا ما يميزه عن محصول البرسيم».
وأكد مسئول بالإرشاد الزراعى أن تحويل الذرة إلى سيلاج واستخدامه كعلف حيوانى أصبح اتجاهاً كبيراً من قبَل مربى المواشى فى المحافظة بعد غلاء أسعار الأعلاف، ويُعتبر مركز قطور من أكبر المناطق فى تربية المواشى والإنتاج الحيوانى، ويكفى أن به قرية أبشواى الملق أكبر قرى الجمهورية تربية للثروة الحيوانية وإنتاج الألبان ومشتقاته: «ظاهرة تحويل الذرة إلى سيلاج بدأت فى مركز قطور عام 2000، ولكن بشكل بسيط، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف من ناحية وعدم مطابقة بعضها للمواصفات وغشها من خلال مصانع بير سلم فى ظل ضعف الرقابة من ناحية أخرى». وأضاف: «مساحة المحافظة الزراعية 315 ألف فدان، يزرع منها نحو 100 ألف فدان ذرة سنوياً، 25% منها فى مركز قطور، وللأسف 99% منها يحصده المزارعون قبل اكتمال مراحل نموه ويقومون بتحويله إلى سيلاج وبيعه إلى أصحاب مزارع المواشى، أو استخدامه فى علف المواشى الخاصة بهم». موضحاً أن مراكز الإرشاد بمدن ومراكز المحافظة تسعى دائماً لمواجهة تلك الظاهرة من خلال وضع حلول أمام المزارعين والتحدث معهم سواء فى الندوات أو اللقاءات معهم وسط الأراضى الزراعية، وتوعيتهم بخطورة ذلك على محصول أساسى واستراتيجى يؤثر فى إنتاج زيت الطعام، الذى نستورده بنسبة تتخطى الـ90%. وقال إبراهيم الشهاوى، مهندس زراعى، إن الفلاح إذا فرم نصف محصول الذرة وجفف النصف الآخر تكون الاستفادة مضاعفة.. الاستفادة الأولى توفير علف للمواشى يضمن معه تحقيق نسبة بروتين كبيرة يستطيع من خلالها الحصول على أعلى نسبة من إنتاجية اللبن واللحوم، والاستفادة الثانية أن المزارع يستطيع استخدام الذرة المجفف فى صناعة الخبز المنزلى وعلف الدواجن، ويستطيع بيعه لشركات تقوم باستخراج زيت الذرة المستخدم فى الطعام، ما يوفر على الدولة عملة صعبة.
{long_qoute_1}
وأشار الدكتور أحمد شلبى، أستاذ العلوم الزراعية بجامعة طنطا، إلى أن البعد الاقتصادى هو المحرك الرئيسى وراء سعى مربى المواشى لاستخدام السيلاج فى علف مواشيهم، وهو المحرك لرغبة الفلاح فى بيع محصوله بأقل أسعار التكلفة الإنتاجية: «دائماً ما يسعى مربى المواشى لتقليل النفقات وتحقيق أعلى ربح ممكن من وراء عمله فى تربية المواشى، وعند المقارنة اقتصادياً بين الأعلاف الجافة والسيلاج، سنجد أن السيلاج أقل تكلفة بسبب أنه غذاء قليل السعر إلى جانب أنه غذاء دائم على مدار العام».
وقال مصطفى النجار، مهندس زراعى، إن الذرة الصفراء أو البيضاء تُعد محصولاً استراتيجياً، ويعود تاريخها للعصر الفرعونى، بسبب أهميتها فى تغذية الإنسان والحيوان والدواجن، وهو محصول يدخل فى صناعة الأعلاف الجافة بنسب تصل إلى 70٪، وصناعة الخبز بنسبة 20٪، وأيضاً فى بعض الصناعات مثل استخراج سكر الجلوكوز وزيت الطعام، لافتاً إلى أن مصر تستورد 97% من احتياجها من زيت الطعام من الخارج، وهى أسعار مرتبطة بالدولار وعلى الدولة وضع خطط تعمل على إنتاج زيت محلى فى ظل سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى السلع الاستراتيجية.
وأوضح أن الغربية خلال السنوات السابقة كانت من أكبر المحافظات التى تزرع محصول الأرز بنحو 140 ألف فدان سنوياً، بنسبة تصل لـ50% من مساحتها الزراعية، المقدَّرة بنحو 320 ألف فدان، وبعد تخفيض المساحة إلى 40 ألف فدان فقط، يبحث الفلاح عن محصول بديل من أجل زراعته، ودائماً يكون هذا المحصول هو الذرة، لكن بسبب الصعوبة الشديدة التى يجدها المزارع فى تسويق محصول الذرة وعدم تحديد السعر المناسب للأردب من قبَل الحكومة ويغطى التكلفة، لا يقوم الفلاح بتجفيفه، ويلجأ إلى أصحاب مزارع تربية المواشى، الذين يتسارعون من أجل حجز أكبر مساحات منزرعة بالذرة من أجل فرمها وتحويلها إلى علف للمواشى «سيلاج» قبل اكتمال مرحلة النمو.
وقال مصدر مسئول بمديرية الزراعة بالغربية، إن الدولة تستورد سنوياً نحو 9 ملايين طن ذرة صفراء، بمعدل 1.8 مليار دولار، ومؤخراً انتبهت وزارة الزراعة لذلك، فسعت لزيادة المساحات المنزرعة بالذرة وحث الفلاحين على ذلك من خلال حملات توعية بهدف الحد من الاستيراد فى ظل صعوبة توفير العملة الأجنبية. وأشار المصدر، طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن ما تفعله الحكومة أمر مقبول، لكن المشكلة لن تُحل بهذه الطريقة، فلم تتطرق الحكومة للمشكلة الرئيسية وهى آلية تسلُّم الذرة من الفلاح وعدم تركه فريسة سهلة للتجار الذين يسعون لاحتكار السلعة باعتبارها محصولاً رئيسياً يتحكم فى أسعار الأعلاف الخاصة بالمواشى والدواجن، مطالباً بتحديد سعر الطن بشكل يتناسب مع أهمية المحصول ويحقق مكسباً للفلاح كما يحدث فى محصول القمح، ما يشجع المزارعين على زراعة الذرة وتوريدها للجمعيات الزراعية، موضحاً أن سعر الأردب من قبَل الحكومة لا يتخطى الـ300 جنيه.