بالفيديو| إسلام بحيرى: «التحديث» يعنى استعادة روح الدعوة الأولى و«البخارى ومسلم» أصح كتابين بعد القرآن لكنهما ليسا «ديناً»

بالفيديو| إسلام بحيرى: «التحديث» يعنى استعادة روح الدعوة الأولى و«البخارى ومسلم» أصح كتابين بعد القرآن لكنهما ليسا «ديناً»

بالفيديو| إسلام بحيرى: «التحديث» يعنى استعادة روح الدعوة الأولى و«البخارى ومسلم» أصح كتابين بعد القرآن لكنهما ليسا «ديناً»

قال الباحث فى الفكر الإسلامى، إسلام بحيرى، إن كتابى «البخارى ومسلم» هما أصح كتابين بعد القرآن الكريم، لكن تقديسهما يضر الإسلام، لأن البخارى ومسلم على اجتهادهما بشريان ولا يمكن أن يقدما إنتاجاً كاملاً، غير خاضع للنقد والاشتباك والاختلاف، وبالتالى علينا التوقف عن تقديسهما، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية تتمثل فى أن من يقفون ضد تجديد الخطاب الدينى، يساوون بين الكتابين والقرآن فى القداسة.

وأضاف فى حوار مع «الوطن» أن 40% من الأحاديث المنقولة تخالف القرآن، فى مقدمتها أحاديث سحر وانتحار النبى عليه الصلاة والسلام، ووفاته مديناً ليهودى، مؤكداً أن ناقل حديث حد الردة «مدلس» ومحسوب على الخوارج، وأن هذا الحديث يخالف كتاب الله، الذى يحتوى على 33 آية تدعو للحرية الفكرية والدينية.

{long_qoute_1}

وأكد «بحيرى» أن الإصلاح يُفرض بقوانين من قبل رأس الدولة، وتجديد الخطاب الدينى يتطلب إعادة قراءة كتب التراث وتقديمها فى مادة تُدرس للطلبة ليعرفوا الرؤى والأفكار الشاذة التى وردت فى الكتب القديمة.. إلى نص الحوار.

هل تحركنا خلال الفترة الماضية بشكل حقيقى فى ملف تجديد الخطاب الدينى؟

- اجتماعياً تحركنا كثيراً، ولدىّ أمثلة كثيرة تؤكد ذلك، لكن على المستوى الرسمى فالمؤسسة المنوط بها تجديد الخطاب، وهى الأزهر الشريف لم تتحرك خطوة واحدة، بل بالعكس تتعنت أكثر، ومنذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى لتجديد الخطاب الدينى، تبدو المؤسسة أكثر جموداً وصلابة مما كانت عليه فى السابق، والحمد لله المجتمع تجاوب مع الدعوة ويتحرك تجاه رفض الوصاية الدينية عليه، ولا بد أن يعلم القائمون على الأزهر أنه بنص الدستور، هو مؤسسة عاملة فى الدولة، وظيفتها نشر الدعوة الإسلامية، وليس السيطرة عليها أو السيطرة على المجتمع، ولا يحق لها عرقلة حركة التقدم الفكرى.

وكيف تلقى الدعوة للتجديد صداها، فى ظل اعتقاد بعض الأزهريين بأن التجديد تبديد للدين؟

- لدينا مفردات وأفكار نتجت من ألف سنة، ولا بد من تغييرها، نحتاج إلى فكر دينى جديد، والادعاء بأن التجديد تبديد للدين أمر غير صحيح، فالرئيس نفسه قال فى أحد المؤتمرات السابقة «هو انتوا خايفين يضيع الدين.. هو فيه أكتر من كده ضيعان»، وهذا حقيقى، التجديد لا يضيع الدين إنما ينقذه مما يعانيه الآن.

والمجتمع بدأ يتحرك ناحية التجديد، بعدما عايشنا جميعاً تجربة الحكم باسم الدين من قبل جماعات الإسلام السياسى فى 2012، فتجربة الإسلاميين فى السلطة دفعت الناس إلى أن ينظروا بشكل عملى إلى هذا التيار ويقيموه ليصلوا فى النهاية إلى ما نؤكده نحن دائماً، وهو أن هؤلاء لا يمثلون الدين، وأن الدين الذى تصدره الجماعات الظلامية ليس هو الإسلام الذى يؤمن به المصريون، فقد فوجئنا بهذه الجماعات تخرج ما فى بطون الكتب القديمة لتحكمنا به، خلال السنة الكبيسة التى حكم فيها الإخوان. {left_qoute_1}

ونحن كتيار إصلاح نؤمن بأنه لا بد من التوقف عن تقديس الفكر، الذى يتم تقديمه لنا منذ 12 قرناً من الزمان، ببساطة «كفاية عليه تقديس».

قلت إن الأزهر يتعنت ضد الدعوة إلى التجديد.. فما دلالات هذا التعنت؟

- هناك علامات تؤكد هذا الأمر، فمنذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى دعوته للتجديد، فى 31 ديسمبر 2014، بقوله إن «الخطاب الدينى القديم أصبح يعادى العالم، وإن مليار ونصف مش لازم يقتلوا الـ7 مليار»، فوجئنا بهجوم شديد ومنظم من الأزهر على التيار الإصلاحى، الذى أيد خطاب الرئيس.

وشخصيات أزهرية كثيرة وقفت ضد الإصلاح والتجديد، بل وصل الأمر بالأزهر إلى اعتبار الداعين للإصلاح متآمرين على الإسلام، ولا يجب الاستماع إليهم، وزاد الأمر إلى معاقبة من يدلى برأيه بالسجن، مثلما حدث فى قضيتى مع الأزهر، فتم سجنى بإصرار من مجمع البحوث الإسلامية، ثم تدخل الرئيس السيسى وألغى الحكم باعتبارى سجين رأى فأنا لم أزدر الإسلام.

وأتعجب كثيراً من فتح الأزهر بابه للسياسية الفرنسية المحسوبة على اليمين المتطرف، ماريان لوبان، ورغم أنها كانت تهاجم النبى محمداً، إلا أن شيخ الأزهر جلس معها وناقشها، ولم يفتح بابه للمثقفين والباحثين المخالفين له فى الرأى، بل قابلهم بلغة التخوين.

ومن الأمثلة على وقوف الأزهر ضد التجديد، ما حدث مع مطالبة الرئيس بتوثيق الطلاق، رغم أنه أمر يتوافق مع الإسلام ولا يخالفه، والدليل على ذلك قول الله تعالى «وأشهدوا ذوى عدل منكم»، فتخيل أنهم يرفضون تنفيذ الآية القرآنية، لمجرد أن الذى طالب بتنفيذها هو رئيس الدولة، ليس ذلك فحسب بل أصدر الأزهر بياناً يعتبر فيه هذا الأمر هجوماً على الإسلام.

{long_qoute_2}

هل من دلالات أخرى؟

- طبعاً، فالأزهر يتجاهل استمرار الإساءة لصورة الإسلام فى الخارج، لأنه يرفض التحرك لـ«تكفير» تنظيم «داعش»، الذى يقتل ويحرق ويدمر باسم الدين، بل يصر على أن عناصره مسلمون من أهل القبلة لكنهم على ضلال، وهذا دليل.

شيخ الأزهر تحدث عن وجود هجمة قوية لإنكار السنة.. فهل التيار الإصلاحى ينكر السنة النبوية؟

- لا يوجد أحد من الإصلاحيين أو المثقفين يقول إننا لا نحتاج إلى السنة نهائياً، وأن نعتمد على القرآن فقط، وأتحدى الأزهريين أن يأتونا بشخصية واحدة تقول هذا الكلام، حتى القرآنيون أنا أنتقدهم، فالاعتماد على القرآن فقط مشكلة فكرية كبرى، فلا نفهم سياقات القرآن الداخلية إلا من خلال صحيح السنة النبوية، وأقول لمن يدعى أننا ننكر السنة، إننى أرى أن كتاب البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، فالسنة أصل من أصول الدين، والدين قرآن وسنة.

إذا كان رأيك كذلك فما الذى تنتقده بالضبط؟

- كتاب «البخارى» يحتوى على 7272 حديثاً بالتكرارات، و«مسلم» يحتوى على 6300 حديث بالتكرارات، وهناك كتب للسنة عديدة منها «السنن» و«المسانيد»، وبالتالى مجموع ما جاء فى تلك الكتب ألف ألف حديث يعنى مليون حديث، وهذا كلام غير منطقى بالمرة وغير دينى.

الصحابة المكيون نقلوا ما يقرب من 12 حديثاً، فيما نقل الصحابة المدنيون آلاف الأحاديث، وكأن الرسول خلال فترة وجوده فى مكة قبل الانتقال إلى المدينة لم يتكلم، وفى تقديرى أن كل الأحاديث دون «البخارى» و«مسلم» أحاديث ضعيفة، فهما أفضل من غيرهما لكننى لست مع وصفهما بالكمال، لأن البخارى ومسلم ليسا من الملائكة، ولا يمكن أن نساوى بين ما نقلاه والقرآن الكريم، والدليل على ذلك قول الله تعالى «الم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين»، فالقرآن هو الكتاب الوحيد، الذى لا يأتيه الريب والشك، معنى ذلك أن أى كتاب آخر لا بد أن يدخله الريب، لكن بعض المدعين يصلون فى دفاعهم عن الكتابين بأنهما يعادلان القرآن، وهذا خطأ، لأن كتاب الله يقينى الثبوت وظنى الدلالة، أما السنة بكلام العلماء فهى ظنية الثبوت ظنية الدلالة، وبالتالى فأقوى أحاديث السنة ظنى الثبوت، لأنه نقله من بشر عن بشر، ومشكلتنا أن «البخارى» و«مسلم» تعبا واجتهدا لكى يأتيا لنا بأصح الأحاديث، لكن لا يصح أن نصف كتابيهما بالكمال، وللأسف لدينا أزمة فى تعامل السلف مع السنة.

وما تلك الأزمة؟

- السلف رحمهم الله آمنوا بفكرة أن سند حديث لو قوى وسليم وصحيح نأخذ به مهما كان نص الحديث، فقبول النص عن السلف يأتى بتعاظم السند، حتى لو كان هذا النص يخالف القرآن الكريم، ونحن لا يمكن أن نقبل بحديث يخالف القرآن، وهناك أحاديث كثيرة موجودة فى كتب السنة تؤكد ذلك، منها حديث «السحر»، وقولهم إن «الرسول سُحر ستة أشهر وذهب بعقله وكان لا يدرى من أمره شيئاً، وكان يظن أنه عاشر زوجته ولم يعاشرها، وأن ملكين حضرا للنبى وأن لبيب ابن الأعصم اليهودى سحر الرسول وأن الملائكة وجدوا السحر وعالجوه»، وهنا يأتى السؤال: كيف نتقبل مثل هذا الحديث؟، فهل هذا يتوافق مع قول الله «والله يعصمك من الناس»، خاصة أن العصمة كاملة؟، والسلف يرفضون إنكار هذا الحديث لأن «البخارى» هو من قدمه، وحينما نسأل أهل التراث عن موقف نزول القرآن خلال الـ6 شهور، التى ذهب فيها عقل النبى بسبب السحر، يقولون لك إن عقله النبوى غير عقله الإنسان، وهذا كلام فاسد، والإمام محمد عبده دائماً ما يقول عن هذا الحديث إنه من عمل الملحدين، وليس بحديث.

لكن هل خطأ «البخارى» فى حديث واحد يعطينا مبرراً لرفض مجمل أحاديثه؟

- مشكلتنا أن ما ورد فى كتابى «البخارى» و«مسلم» أصبح ديناً عند الأزهريين، وليسا رأياً، بل حولوه إلى نص مقدس، وبالتالى فنحن نطالب بإعادة «البخارى» إلى بشريته، وأن ننتقد رأيه فيما صح عن أحاديث رسول الله.

أعرف أن الرجل أعظم من جمع أحاديث الرسول، لكن هذا لا يمنع أنه بشر ولا يمكن أن يقدم عملاً مكتملاً، لكن هناك قيادة أزهرية كبرى قالت إن «البخارى وحى من الله، وإن الله أوحى له بذلك»، ونحن نرفض هذا التقديس المبالغ فيه، فكيف نقبل مثلاً بحديث يقول إن الرسول مات مديناً ليهودى؟ رغم أن الله قال فى كتابه «ووجدك عائلاً فأغنى»، وقال أيضاً «واعلموا أنما غنمتم من شىء فإن لله خمسه وللرسول» فكيف يموت الرسول فقيراً، وهذا الحديث يشتمل على خطأ تاريخى أيضاً، فاليهود أُجلوا من المدينة من 8 هجرياً، فكيف يكون هناك يهودى بالمدينة سنة 11 هجرياً؟ كذلك كيف يقترض الرسول من يهود ويترك أغنياء المسلمين؟ ورغم ذلك، البخارى وضع الحديث لأن الإسناد قوى.

وأيضاً هناك حديث انقطاع الوحى، وأن الرسول حاول الانتحار، فهذا هذى غير مقبول، وهذه الأحاديث تضر بالإسلام كثيراً، وأيضاً حديث الردة، الذى نقله «البخارى» من «عكرمة مولى ابن عباس» رغم أنه اتهم بأنه محسوب على الخوارج، وأن نجل «ابن عباس» أكد أن «عكرمة» يكذب على أبيه، فهو حديث لا يتوافق مع القرآن، الذى يؤكد فى 33 آية على الحرية الفكرية والدينية فى الإسلام، منها «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وقول الله «إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا»، وهنا يعنى أنه سُمح لهم بالعودة للإيمان مرة أخرى ولم يتم قتلهم، ولنا فى تعامل رسول الله مع عبدالله بن أبى السرح، الذى قال إنه يؤلف القرآن مع سيدنا محمد، ورغم ذلك عاد وقبل الرسول وجوده فى المدينة، وأصبح والى مصر فى عهد عثمان بن عفان، وبالتالى فحكم الردة ليس موجوداً فى القرآن، بل الموجود عكسه تماماً، ويتمثل فى الحرية الفكرية.. فكيف لنا أن نقبل بحديث خطير كهذا وناقله مدلس على مولاه؟. {left_qoute_2}

وما الذى يمنع تنقيح الكتب القديمة والتراث الفكرى؟

- علينا أن نُبعد عن الإسلام الأفكار المخيفة التى علقت به، ويزعمون أنها من قول الرسول وفعله، بداية من قتل المرتد، وحتى القول إن النبى مات مديناً، وفى تقديرى فإن 40% من الأحاديث المنقولة خاطئة.

وما زلنا نأمل أن يستجيب الأزهر لتصحيح الأخطاء الموجودة فى كتب الأحاديث وكتب الفقه، ويجب أن نسمى الفقه القديم بـ«تاريخ الفقه الإسلامى» ونصنع لأنفسنا فقهاً جديداً وتفسيرات جديدة للقرآن، ونرفض أن يكون لدينا كهنوت دينى، وبالتالى نرفض اعتبار التجديد مؤامرة.

لكن الأزهر يتبرأ دائماً من الرؤى والأفكار الشاذة ولا يعترف بها؟

- غير صحيح.. الأزهر لا يرفض الرؤى الفقهية الشاذة، والدليل على ذلك أنه يؤمن بأن كل من ليس بمسلم فهو كافر، حتى أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وأنا أعترض على ذلك، فأهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كفاراً، والدليل أن الله قال فى القرآن الكريم «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً»، وربنا يخاطبهم فى القرآن دائماً بأهل الكتاب، أما المخاطبون بالكفر فى القرآن فكانوا أهل قريش، الذين لم يكن لهم دين، وقول الله تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، كان يقصد فئة من اليهود والنصارى يعادون الرسول ويقفون أمامه، ولم يقصد بها كل أهل الديانتين.

كذلك أتعجب من انتقاد بعض المتحدثين فى الدين للرئيس عبدالفتاح السيسى عندما ذهب إلى الكنيسة لتهنئة الإخوة الأقباط، وقال إنه فى بيت من بيوت الله، خاصة أن كلام الرئيس يتوافق مع قول الله تعالى «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُه إِنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ»، وهذا معناه أن الله لا يريد أن تهدم كنيسة أو تحرق، كما فعل أصحاب الفكر المتطرف.

أؤكد ثانية أن الإسلام لم يصف أهل الكتاب من اليهود والنصارى بالكفر، وأى خلاف فى تصورهم العقائدى مع تصورنا، لا يجعلنا نصفهم بالكفار، وبالتالى أرفض وصفهم بأهل الذمة، والجزية لم تفرض على المسيحيين واليهود فى العموم، بل فرضت على فئة معينة منهم حددها القرآن، رداً على ما فعلوه بالرسول، وبالتالى فتعميم الجزية على أهل الكتاب كان حكماً خاطئاً من الفقهاء، رحمهم الله، لأنها فرضت فقط على قوم قطعوا كل سبل الأكل والشرب على الرسول والمسلمين، وهم «الغساسنة»، وكانوا على حدود الأردن، وكانوا من أهل الكتاب.

كيف ترى فقه الجهاد فى الإسلام؟

- كل آيات القرآن التى نزلت فى الجهاد، كانت آيات قتال للدفاع وليست للهجوم، فقال الله تعالى «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، لذلك أرفض وصف ما قام به الرسول بـ«الغزوات»، معاذ الله أن يكون الرسول غازياً، لأن كل المعارك التى خاضها كانت مواقف دفاعية، سواء «بدر» أو «أحد» أو «الخندق» و«الأحزاب»، لأن الرسول حارب لأجل الدين، حتى حينما ذهب إلى فتح مكة لم يقتل أحداً، وحينما قال سعد بن عبادة «اليوم يوم الملحمة»، عزله الرسول الكريم وولى نجله، وقال «بل اليوم يوم المرحمة»، وبالتالى كل ما قاله الفقهاء فى فقه الجهاد يخالف صحيح الدين، وتلك الألفاظ والأحكام التراثية البشرية لا تهمنى فى شىء.

{long_qoute_3}

إذن ما تعريف تجديد الخطاب الدينى من وجهة نظرك؟

- فى ظنى التجديد هو العودة للإسلام الأصلى «البيور»، الذى كان يمارس خلال الثلاثة والعشرين عاماً الأولى، فترة دعوة النبى الكريم، وتلك الفترة شاهدت أفضل تطبيق للآيات وكانت سياقاً محترماً للدين، والمشكلة أن الإسلام دخل عليه إنتاج القرون الثلاثة الأولى من حديث وفقه وتفسير، فورثنا مصطلحات «أهل الذمة» و«دار الإيمان والكفر» و«دار الحرب ودار الإسلام»، وجميعها رؤى بشرية لا يعرفها الإسلام، لأن الرسول أسس للمواطنة فى «وثيقة المدينة».

فى رأيك هل الهوى السياسى يحكم الأزهر؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى يقدر الأزهر الشريف جداً، لكن يجب ألا يكون الأزهر تحت أى قدر أكبر من الدولة المصرية، وهو الآن يكاد يكون جزيرة منعزلة، لا يريد حكامه الاستجابة لا للسياسيين ولا لقمة السلطة ولا للمجتمع والناس، ويصرون على أن كل دعوات التجديد مؤامرة على الإسلام، وهم ثابتون وراسخون. وبيان الأزهر عن توثيق الطلاق الشفهى، هو بيان سياسى بحت، فهو كمؤسسة ليس متهماً، بل كلنا نريد أن نحافظ عليه لأنه من قوة مصر الناعمة، لكن الخلاف مع من يدير المؤسسة بأشخاصهم فهم بشر، وأغلب الأفعال التى تصدر عن المؤسسة خلال الأربع سنوات الأخيرة سياسية، خاصة دعوات تصحيح الخطاب الدينى.

وفى ظنى أن 50% ممن هم داخل الأزهر ينتمون للإخوان والسلفية، والدليل على ذلك تصريح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر نفسه، عام 2012 عندما التقى محمد بديع، مرشد الجماعة الإرهابية، حيث قال إن نصف الإخوان أزهريون، فأغلب المقربين للشيخ إخوان، ومن بينهم محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عباس شومان أيضاً.

وهناك أيضاً محمد السليمانى، مستشار الإمام الأكبر القريب لفكر الإخوان، بهيئة التدريس فى جامعة الأزهر يؤيدون الإخوان، وبالتالى فالأزهر مخطوف من كل هؤلاء، وأعتقد أن الشيخ الطيب يستطيع تطهير المؤسسة من الإخوان، لكن السؤال هل هو يريد ذلك بالفعل؟ لا أظن، فتصرفاته تقول إنه لا يريد، ومع كامل احترامى وإجلالى لمقام شيخ الأزهر، أنا لا أؤيد بقاء الإمام الأكبر فى منصبه مدى الحياة.

وإذا لم يستجب الأزهر لدعوات التجديد.. ما دور الدولة لتحقيقها؟

- الإصلاح يُفرض ولا يُنتظر، عندما ألغيت العبودية لم يأخذ أحد رأى مشايخ الأزهر، والتجربة الأوروبية فى الإصلاح لم تنتظر استجابة المؤسسة الدينية، بل فرض الأمراء الآراء الحرة، وروشتة العلاج فى نظرى تتمثل فى فرض الإصلاح من قبل رأس السلطة بقوانين وتشريعات، مع تعيين المتنورين فى الأزهر فى أماكن جيدة بالدولة كى تستفيد المؤسسة العريقة من المجددين، مع إجراء حوار سنوى ترعاه الدولة حول تجديد وتحديث الخطاب، وإعادة قراءة كتب التراث لكى نقدم جديداً.


مواضيع متعلقة