حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: مصرف «شبرا ملكان».. قنبلة موقوتة تهدد أرواح 100 ألف أسرة بالغربية

كتب: أحمد فتحى

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: مصرف «شبرا ملكان».. قنبلة موقوتة تهدد أرواح 100 ألف أسرة بالغربية

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: مصرف «شبرا ملكان».. قنبلة موقوتة تهدد أرواح 100 ألف أسرة بالغربية

لم يعد السكوت ممكناً، بعد أن تحولت شبكة الترع والمصارف فى كل محافظات مصر إلى شرايين مسدودة بالقمامة وورد النيل والأعشاب الضارة.

وخلال كلمته فى سبتمبر الماضى، أثناء افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بأنه يعرف حقيقة ما آلت إليه الأمور فى هذا الملف الخطير الذى يشكل عصب الحياة فى مصر.

وأوضح الرئيس: لا يمكن أبداً لمسئولى الحكومة والمحافظين والأهالى أن يسمحوا بكل هذا الإهمال للترع والمصارف.

وطالب الرئيس الجميع ببذل أقصى الاهتمام بتطهيرها فوراً والحفاظ عليها من التعديات.

«الوطن» تفتح هذا الملف فى حملة متصلة، لتشير إلى أن شبكة الرى العملاقة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر، ما زالت تعانى من إهمال خطير.

معاناة حقيقية يعيشها أفراد أكثر من 100 ألف أسرة فى عدد من القرى التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بسبب ارتفاع منسوب المياه فى مصرف «شبرا ملكان» لأكثر من 3 أمتار عن المنسوب الطبيعى، الأمر الذى يتسبب فى طفح مياه المجارى فى شوارع تلك القرى، بل واقتحام منازلهم، خاصة فى قرى «صفط تراب»، و«شبرا ملكان»، و«عياش»، بالإضافة إلى تراكم أكوام القمامة والحيوانات النافقة التى غطت مجرى المصرف، لتوفر مأوى لكثير من أنواع الحشرات والزواحف، فى الوقت الذى لم تحرك فيه الأجهزة المعنية ساكناً، لإنهاء هذه المعاناة.

انتقلت «الوطن» إلى عدد من القرى التى يمر بها مصرف «شبرا ملكان»، للوقوف على حجم المأساة، حيث وصف أهالى تلك القرى المصرف بأنه «قنبلة موقوتة» تهدد أرواحهم وأرواح أبنائهم، بسبب انتشار القمامة بمختلف أنواعها والحيوانات النافقة به، مما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة بينهم، فضلاً عن مهاجمة الثعابين والأفاعى للمزارعين فى حقولهم، وأكدوا أن المصرف لم يتم تطهيره منذ أكثر من 3 سنوات، رغم تكرار الشكاوى التى تقدم بها المواطنون إلى جميع المسئولين، بداية من إدارة الرى ومجلس مدينة المحلة، حتى مديرية الرى وديوان عام محافظة الغربية.

{left_qoute_1}

«كارثة حقيقية تهدد حياة أطفالنا وكبار السن والسيدات، اشتكينا كثيراً إلى مديرية الرى، وإلى مجلس المدينة، لإغاثتنا من الخطر الداهم الذى يمثله المصرف على أبنائنا، وطالبنا بتطهير المصرف أكثر من مرة، ولكن لا حياة لمن تنادى»، بتلك الكلمات بدأ «عبداللطيف الصياد»، أحد أهالى قرية «شبرا ملكان»، حديثه لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن أهالى القرية والقرى المجاورة التى يمر بها المصرف تقدموا بشكوى جماعية إلى رئاسة مجلس الوزراء، بعدما طفح بهم الكيل من تجاهل القيادات التنفيذية، وعلى رأسهم المسئولون فى مدينة المحلة.

وتابع «الصياد» بقوله: «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مسئول لا يراعى الله فينا، ويكفينا أن نقول إن حياتنا فى خطر، بسبب بلاعات الصرف الصحى الأهلية المفتوحة للتخلص من مياه الصرف الزراعى، وكل يوم نقوم بتأجير سيارات لكسح المياه على نفقتنا، لإنقاذ أبنائنا من أخطار الأمراض التى تهدد حياتهم»، وأضاف أن مياه المصرف التى أغرقت شوارع القرية محملة بالمواد الكيماوية السامة ومخلفات الأسمدة التى تتسبب فى تآكل جدران عشرات المنازل، الأمر الذى يهدد بانهيار تلك المنازل على رؤوس ساكنيها.

وقالت «علية محمود»، ربة منزل، تقيم بقرية «صفط تراب»، إن مصرف «شبرا ملكان» تنتشر به أطنان من القمامة الملوثة بالقاذورات وورد النيل، بداية من نقطة انطلاقه فى قرية «محلة روح»، بطول الطريق الفرعى «طنطا - المحلة»، مروراً بقرى «عياش»، و«شبرا ملكان»، و«عزبة البرلسى»، و«صفط تراب»، مشيرة إلى أن المصرف يمتد بطول نحو 10 كيلومترات. واعتبرت أن «المسئولين فى وادى النسيان»، قائلة: «بنموت احنا وولادنا، ولا يشغلهم سوى البقاء فى مناصبهم، دون اعتبار لأرواح آلاف المواطنين الذين يعيشون فى خطر حقيقى».

ومن جانبه، أكد محافظ الغربية اللواء هشام السعيد، لـ«الوطن»، أنه أصدر تعليمات عاجلة إلى رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة محمد سراج، لوضع حلول عاجلة لمشكلة مصرف «شبرا ملكان»، وسرعة الدفع بسيارات الكسح اللازمة لشفط مياه الصرف من شوارع القرية، وتطهير المصرف بالكامل فى أقرب وقت.


مواضيع متعلقة