حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «الشرقاوية» بدمياط.. مقلب للقمامة يهدد أرواح الآلاف

كتب: سهاد الخضرى

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «الشرقاوية» بدمياط.. مقلب للقمامة يهدد أرواح الآلاف

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «الشرقاوية» بدمياط.. مقلب للقمامة يهدد أرواح الآلاف

لم يعد السكوت ممكناً، بعد أن تحولت شبكة الترع والمصارف فى كل محافظات مصر إلى شرايين مسدودة بالقمامة وورد النيل والأعشاب الضارة.

وخلال كلمته فى سبتمبر الماضى، أثناء افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بأنه يعرف حقيقة ما آلت إليه الأمور فى هذا الملف الخطير الذى يشكل عصب الحياة فى مصر. وأوضح الرئيس: لا يمكن أبداً لمسئولى الحكومة والمحافظين والأهالى أن يسمحوا بكل هذا الإهمال للترع والمصارف.

وطالب الرئيس الجميع ببذل أقصى الاهتمام بتطهيرها فوراً والحفاظ عليها من التعديات.

«الوطن» تفتح هذا الملف فى حملة متصلة، لتشير إلى أن شبكة الرى العملاقة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر، ما زالت تعانى من إهمال خطير، وأن هذا الإهمال لو استمر أكثر من ذلك سنصحو على كارثة انسداد أهم شرايين الحياة والنماء والخصوبة فى كل قرى ومدن مصر.

{long_qoute_1}

ترعة «الشرقاوية» واحدة من أهم وأطول الترع بمحافظة دمياط، تسبب الإهمال الذى أصابها على مدار السنوات القليلة الماضية فى تحوُّلها إلى مقلب كبير للقمامة والحيوانات النافقة، بالإضافة إلى اختلاط مياهها بالصرف الصحى، على مرأى ومسمع من مسئولى «الرى» بالمحافظة، الأمر الذى يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بين ما يقرب من 10 آلاف مواطن من سكان القرى المطلّة على جانبَى الترعة، لم تصلها خدمات الصرف الصحى.

وبينما حمَّل الأهالى مديرية الرى بدمياط مسئولية الحالة المتردية التى وصلت إليها ترعة «الشرقاوية»، ردَّ مسئولو المديرية بأنه يتم تنفيذ حملات منتظمة لتطهير الترعة بصورة شهرية، ورفع جميع الملوثات منها، بالإضافة إلى تحرير المحاضر الإدارية اللازمة بحق المخالفين، بينما ألقى مسئولو شركة مياه الشرب والصرف الصحى مسئولية عدم توصيل خدمات الصرف إلى بعض القرى بالمحافظة، على الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى.

أشرف أبوعيطة، عضو سابق بالمجلس المحلى عن قرية «الخياطة»، قال لـ«الوطن»، إن ترعة «الشرقاوية» تعانى كثيراً من الإهمال، خاصةً المنطقة المارة بمحاذاة الطريق إلى مدينة عزبة البرج، ولم تتم تغطية مسافات كبيرة من الترعة، بداية من كوبرى «صيام» القديم، حتى منطقة «حلمى شتا»، ما يسمح للأهالى بإلقاء مخلفات الصرف الصحى والقمامة بها، بالإضافة إلى الكثير من الإشغالات على جانبى الترعة، مما يؤدى إلى وقوع العديد من الحوادث فى هذه المسافة، وعادةً ما تسقط بعض السيارات والدراجات النارية فى الترعة، بسبب هذه الإشغالات.

كما أعرب هشام الفار، مدرس من أبناء قرية «أبوجريدة»، عن أسفه لما وصفه بـ «الوضع المزرى للغاية» الذى وصلت إليه ترعة «الشرقاوية»، مشيراً إلى أن المجرى الرئيسى للترعة بالقرية تغطيه الحشائش وأكوام القمامة، وتنبعث منها روائح كريهة نتيجة إلقاء مخلفات الصرف الصحى بها، الأمر الذى أثار حالة من الاستياء والغضب بين سكان القرية.

مجدى البسطويسى، نقيب الفلاحين بدمياط، أكد لـ«الوطن» أنه رغم أن ترعة «الشرقاوية» غير مخصصة أساساً لرى الأراضى الزراعية، نظراً لاختلاط مياهها بالصرف الصحى، فإن عدداً كبيراً من المزارعين يعتمدون عليها فى رى زراعاتهم، بسبب عدم وجود مصادر أخرى لمياه الرى، وطالب بضرورة توصيل المياه إلى نهايات الترع التى تخدم القرى الواقعة على الطريق بين مدينتَى دمياط وعزبة البرج، أو معالجة مياه الصرف الصحى بما يسمح باستخدامها فى الزراعة.

ومن جانبه، أكد وكيل وزارة الرى بدمياط، المهندس علاء سعود، لـ«الوطن»، أن المديرية تقوم بإجراء أعمال التطهير لترعة «الشرقاوية» بصفة دورية، مشيراً إلى أنه فيما يخص التعديات الواقعة على مجرى الترعة، يتم تحرير المحاضر الإدارية اللازمة ضد المخالفين، من خلال الحملات الدورية التى يتم تنفيذها لرفع أى مخالفات، وأضاف أن ترعة «الشرقاوية» تمر فى زمام إدارة رى دمياط، بطول 50 كليومتراً، بدءاً من مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وحتى دمياط.

كما اعتبر رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدمياط، المهندس محمد عسل، أن مسئولية الشركة تقتصر على تشغيل وصيانة المرافق فى المناطق المخدومة بمياه الشرب والصرف الصحى، أما المناطق التى لم تصل إليها تلك الخدمات، فتكون المسئولية فيها على الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وكذلك على إدارات البيئة والرى وحماية نهر النيل، حيث إنها الجهات المنوط بها تحرير المحاضر اللازمة بحق المخالفين.


مواضيع متعلقة