حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «السبعين» بالدقهلية بلا مياه منذ 5 أشهر.. والأهالى يروون بالصرف الصحى

كتب: صالح رمضان

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة:  ترعة «السبعين» بالدقهلية بلا مياه منذ 5 أشهر.. والأهالى يروون بالصرف الصحى

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «السبعين» بالدقهلية بلا مياه منذ 5 أشهر.. والأهالى يروون بالصرف الصحى

لم يعد السكوت ممكناً، بعد أن تحولت شبكة الترع والمصارف فى كل محافظات مصر إلى شرايين مسدودة بالقمامة وورد النيل والأعشاب الضارة.

وخلال كلمته فى سبتمبر الماضى، أثناء افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بأنه يعرف حقيقة ما آلت إليه الأمور فى هذا الملف الخطير الذى يشكل عصب الحياة فى مصر.

وأوضح الرئيس: لا يمكن أبداً لمسئولى الحكومة والمحافظين والأهالى أن يسمحوا بكل هذا الإهمال للترع والمصارف.

{left_qoute_1}

وطالب الرئيس الجميع ببذل أقصى الاهتمام بتطهيرها فوراً والحفاظ عليها من التعديات.

«الوطن» تفتح هذا الملف فى حملة متصلة، لتشير إلى أن شبكة الرى العملاقة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر، ما زالت تعانى من إهمال خطير، وأن هذا الإهمال لو استمر أكثر من ذلك سنصحو على كارثة انسداد أهم شرايين الحياة والنماء والخصوبة فى كل قرى ومدن مصر.

اشتكى أهالى قرى وعزب تابعة لمركز السنبلاوين بالدقهلية، من أزمة عطش تضرب أرضهم الزراعية، ما يهدد نحو ألف فدان بالبوار، وذلك بسبب عدم وصول المياه إلى ترعة «السبعين»، التى لم تعد تعانى قلة مياه الرى فقط، إنما تحولت إلى مصب للصرف الصحى، وأصبحت مليئة بـ«ورد النيل»، و«النسيلة» أيضاً، موضحين أن الترعة، التى تمر على عزب «الحازمى» و«على فتوح» و«الست سكينة» و«شعبان»، لم تشتم رائحة مياه الرى منذ نحو 5 أشهر، وإن حدث، فالمخلفات التى تملأها تمنع مرور المياه إلى أرضهم.

وقال عثمان إبراهيم عزيز، أحد المزارعين المتضررين، إن أرضه لا تصلها المياه، مثل كثيرين غيره، والمسئولون عن الرى لا يتابعون الأمر، رغم أن الأهالى أرسلوا استغاثات كثيرة لجميع المسئولين منهم المهندس سعد موسى وكل وزارة الرى بالدقهلية.

وأضاف «عزيز» أن المسئولين لم يستمعوا إلى شكواهم، موضحاً أن ترعة «السبعين»، مرتبطة بترعة «البوهية»، من أمام عزبة «شعبان»، ببوابة تتحكم فى مرور المياه، موضحاً أن هذه البوابة لم تفتح منذ 5 أشهر.

وقال صبرى السيد عجيلة، من المزارعين: «ما يحدث خراب على الفلاحين، جهزنا أرضنا لزراعة القمح، ولا نستطيع ريّها»، مضيفاً أن الأهالى استغاثوا بالدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، ومنال عطية الغندور، رئيس مركز ومدينة السنبلاوين، والمسئولين عن الرى، لتطهير الترعة وتسيير المياه فيها، قبل أن تبور الأرض وحتى الآن ينتظرون أى تحرك.

وأكد أن بعض الفلاحين لجأ إلى المياه الجوفية، و«دق طلمبات حبشية»، إلا أن الفدان الواحد يحتاج إلى وقود بـ400 جنيه فى كل مرة، كما أن المياه الجوفية محملة بالأملاح المضرة للأرض، مشيراً إلى أن بعض الأهالى يضطرون كثيراً للرى بمياه الصرف الصحى، التى تملأ الترعة.

وعبر خالد عبدالوهاب، أحد المواطنين، عن غضبه الشديد من حال الأرض، قائلاً «أصبحنا لا نعرف إذا كانت الترعة تستخدم للرى، أم أنها مصرف لمياه الصرف الصحى»، مشيراً إلى أن الترعة ليس بها نقطة مياه واحدة تصلح للاستخدام، وماكينات الرى تسحب مواد ملوثة فقط، لا يمكن وصفها بالمياه، والأهالى هنا لا يأكلون من محصول الأرض، ويتخلصون منه بالبيع، لأنهم يعلمون أنه ملوث بسبب مياه الصرف.

من جانبها قالت المهندسة سمر السيد عبدالعزيز، مسئولة الرى بالمنطقة، إن المياه فعلاً تأخرت على الأهالى، وأنا لا أمر على كل الترع، فقط أتابع الترع التى بها مشاكل، موضحة أن الأهالى أبلغوها بالخطأ أن ترعتهم كبيرة، وبالتالى فتحها يكون مسئولية المدير العام، أى سلطة أعلى منها، لكن عندما علمت أنها ترعة صغيرة، أمرت بفتحها فوراً، لكن بوابة الترعة بها مشكلة، والمديرية تحاول حلها الآن.

وأضافت لـ«الوطن» أنه «بالنسبة لمشكلة الصرف الصحى، فقد تم إرسال إنذارات للمواطنين بعدم تصريف مخلفاتهم فى الترعة، وحررنا محاضر لبعضهم، والقانون 48 الخاص بالبيئة، ليس به تصالح مع المخالفين، لذلك نلجأ أولاً لتحذير المواطنين»، موضحة أن مسألة وقف تصريف المخلفات فى الترعة تحتاج إلى تدخل رئاسة المركز لإيجاد بديل صرف لتلك العزب.


مواضيع متعلقة