"سنكسار اليوم".. قصة البابا إنيانوس ثاني بطاركة الكنيسة القبطية

02:15 م | الأربعاء 28 نوفمبر 2018

يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، بوفاة البابا إنيانوس ثاني بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتذكار كنيستي الأمير تادرس الشاطبي، بحسب الاعتقاد المسيحي.

"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الخميس، 20 من شهر هاتور لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم من سنة 86 ميلادية توفى الأنبا إنيانوس ثاني باباوات الإسكندرية، وكان هذا البابا من أهالي مدينة الإسكندرية، ابنا لوالدين وثنيين، وكان إسكافيا، وحدث انه لما دخل القديس مرقس الرسول مدينة الإسكندرية، عثر فانقطع حذاؤه فدفعه لإنيانوس ليصلحه، وقد حدث وهو يغرز فيه المخراز إن نفذ إلى الجهة الأخرى وجرح إصبعه، فصرخ من الألم، فلما سمع القديس مرقس ذلك اخذ ترابا من الأرض وتفل عليه ووضعه علي إصبع إنيانوس فبرئ في الحال، وتعجب إنيانوس من ذلك كثيرا، واخذ القديس مرقس إلى منزله، وسأله عن اسمه ومعتقده، ومن أين أتي، فقص عليه الرسول عن المسيحية، فاستضاء عقل انيانوس وآمن هو وأهل بيته، ولازموا سماع تعليم الرسول، فعلمهم علوم الكنيسة وفرائضها وسننها.

ويدون السنكسار، أنه لما عزم القديس مرقس علي الذهاب إلى الخمس المدن الغربية، وضع يده علي انيانوس وكرسه بطريركا علي مدينة الإسكندرية سنة 64 ميلادي، فظل يبشر أهلها وجعل داره كنيسة، ويقال أنها هي المعروفة بكنيسة القديس مار مرقس والتي تقوم في مكانها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وأقام هذا القديس علي الكرسي اثنتين وعشرون سنة قبل وفاته.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.