«الوجهة الاستثمارية الأفضل فى أفريقيا» هل تصمد مصر فى ظل أزمات الأسواق الناشئة؟

كتب: إسراء مجدى ورباب إمام

«الوجهة الاستثمارية الأفضل فى أفريقيا» هل تصمد مصر فى ظل أزمات الأسواق الناشئة؟

«الوجهة الاستثمارية الأفضل فى أفريقيا» هل تصمد مصر فى ظل أزمات الأسواق الناشئة؟

حصلت مصر على المرتبة الأولى فى تقرير صادر عن مجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة (أونكتاد) باعتبارها الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبى المباشر الوافد لقارة أفريقيا خلال النصف الأول من عام 2018، حيث حققت مصر زيادة بنسبة 24% فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها، وتحدث التقرير عن تراجع الاستثمار الأجنبى المباشر (FDI) عالمياً بنسبة 41% فى النصف الأول من 2018، وأفاد التقرير أن نسبة الانخفاض الأكبر تركزت فى البلدان المتقدمة، حيث انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر بدرجة حادة بنسبة تصل إلى 69%.

{long_qoute_1}

وعزا التقرير ذلك الانخفاض إلى عدة أسباب منها عودة الشركات الأمريكية الكبرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد جمع أرباحها التى حققتها فروعها فى الخارج نتيجة عملية الإصلاح الضريبى، والاضطرابات فى الأسواق الناشئة وكذلك ضعف حركة التجارة العالمية وحالة عدم الاستقرار السياسى السائدة فى الكثير من الدول. وكانت أفضل الدول أداءً فى أفريقيا هى المغرب وجنوب أفريقيا والجزائر وبتسوانا، وتقدمت مصر لهذه المرتبة بعد حصولها على تقديرات إيجابية فى مؤشر ممارسة الأعمال 2019 Doing business الصادر عن البنك الدولى، حيث حصلت مصر على المرتبة 120 متقدمة بـ8 مراكز عن مرتبتها السابقة 128، فضلاً عن الفرص الاستثمارية المربحة التى نتجت عن المشروعات القومية التى تم تنفيذها خلال الفترة الماضية وحزمة الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها الدولة.

وأثيرت تساؤلات حول مدى قدرة مصر على الاستمرار كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبى المباشر فى أفريقيا خلال الفترة المقبلة إثر أزمات عديدة منها ارتفاع تكلفة النفط، خاصة أن مصر تصنف كدولة مستوردة للنفط وليست مصدرة، وكذلك الاضطرابات التى تمر بها الأسواق الناشئة حالياً وأبرزها هبوط أسواق المال، وارتفاع تكلفة التمويل.

{long_qoute_2}

وفى هذا الصدد قال محمد الهوارى، رئيس شركة البستان العقارية المالكة للعلامة التجارية «هايبر وان»، إن تفوق مصر على الدول الأفريقية أمر طبيعى نظراً لضعف الأسواق الأفريقية نسبياً، وأضاف أنه على الرغم من صدارة مصر أفريقياً إلا أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة للسوق المصرية لم يصل بعد للمستوى المطلوب، وأكد أنه يجب على مصر التطلع للصدارة العالمية وليست الصدارة الأفريقية فقط، وأكد أنه لتحقيق هذه الصدارة يجب على الدولة حل المشكلات التى تواجه المستثمرين مثل البيروقراطية فى الإجراءات وغياب القوانين الفعالة.

{long_qoute_3}

وفى سياق متصل قال هانى قسيس، وكيل المجلس التصديرى للكيماويات، والرئيس السابق لمجلس الأعمال المصرى الأمريكى، «يجب أن يكون هدفنا ليس المنافسة مع أفريقيا فقط ولكن على مستوى العالم»، وأشار إلى أهمية وجودنا ضمن أول 10 بلاد كوجهة جاذبة للاستثمار فى العالم، موضحاً أن «لكى تحتفظ الدولة بالوجهة الأولى فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر على مستوى أفريقيا يجب الاهتمام بتنمية الاستثمار الوطنى أولاً»، وأوضح قسيس أنه بالرغم من أهمية الاستثمار الأجنبى المباشر فى مساعدة الدولة فى حصد المزيد من العملات الأجنبية إلا أن الاستثمار الوطنى هو ركيزة تحقيق التنمية والأكثر قدرةً على التعامل مع المتغيرات المختلفة، والوجود فى السوق مهما ارتفعت التحديات، وطالب قسيس بالتركيز على المُصنع المصرى، حيث إن الصناعة المصرية غير مهاجرة والمستثمر المحلى دائرة رأسماله بالكامل تكون داخل الدولة ويستثمر فى كل القطاعات الصناعية منها والخدمية مثل قطاعات البترول والبنية التحتية، على عكس المستثمر الأجنبى الذى يعود بأرباح نشاطه فى نهاية المطاف إلى دولته الأم الأمر الذى قد يضر بالصناعة المحلية.


مواضيع متعلقة