يا عزيزى كلنا مرضى نفسيون (ملف)

يا عزيزى كلنا مرضى نفسيون (ملف)
- أعداد المصابين
- الأمانة العامة
- الحياة الاقتصادية
- الصحة والسكان
- الطب البديل
- الطبيب النفسى
- المرض النفسى
- المرضى النفسيين
- المريض النفسى
- ضغوط الحياة
- أعداد المصابين
- الأمانة العامة
- الحياة الاقتصادية
- الصحة والسكان
- الطب البديل
- الطبيب النفسى
- المرض النفسى
- المرضى النفسيين
- المريض النفسى
- ضغوط الحياة
لا شىء يستطيع أن يُفسد الحياة مثلما يفعل المرض النفسى، فأصحابه يعيشون نصف حياة، يقفون فى منتصف الطريق بين الحياة والموت، لا هم أحياء قادرون على مواجهة المجتمع بمرضهم، ولا هم فى عداد الموتى.. فقط أحياء يعيشون فى بيوت مغلقة أشبه بالقبور. إيقاع الحياة السريع واللهث وراء لقمة العيش وضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية، اجتمعت الأسباب لتسهم فى زيادة معدلات الإصابة بالمرض النفسى، ذلك المرض الغامض الذى أصبح ضيفاً ثقيلاً فى معظم البيوت، يتسلل خفية ليقبع على الصدور، يكتم الأنفاس ويغيم الرؤية ويضيق الأفق، ومرضاه يقعون ضحايا، سواء فى البيوت المغلقة أو فى المصحات والعيادات النفسية، أو على الأرصفة، كلٌّ حسب موقعه الاجتماعى.
{long_qoute_1}
أولى العثرات التى تواجه المرضى النفسيين أو أسرهم هى عدم الاعتراف به، فما يمكن إنكاره بعض الوقت لا يمكن إنكاره طويلاً، ومهما تنصّل المريض من مرضه خوفاً من أن تلاحقه «وصمة عار»، سيظل يلاحقه إلى أن ينال منه، بالموت أو الجنون أو يفضى به إلى السجن، حيث يتحول من ضحية إلى جانٍ، بعد أن يفقد السيطرة على تصرفاته.. وحسبما جاء فى نتائج المسح القومى للصحة النفسية الذى أجرته الأمانة العامة للصحة النفسية، التابعة لوزارة الصحة والسكان، فإن 25% من المصريين يعانون من مشاكل نفسية، 0٫04% فقط يذهبون إلى الطبيب النفسى والباقى لا يعترف بالمرض أو يلجأ إلى العلاجات الشعبية أو الطب البديل، لذا ارتفعت أعداد المصابين وتفاقمت حالاتهم واكتظت بهم العيادات النفسية، ومن لم تصل قدماه إلى عيادة الطبيب النفسى تحول إلى مشرّد فى الشوارع، فاقداً الأهلية والعقل وغير مدرك لما هو فيه.
للدراما المصرية دور لا يمكن إنكاره فى تشويه المريض النفسى وتعزيز الفهم الخاطئ حول المرض، فدائماً ما يظهر المريض النفسى عبر الشاشة مجنوناً يصدر سلوكيات مخيفة أو مؤذية للآخرين، وهو ما خلق صورة ذهنية لن تُمحى بسهولة.