على بلاطة.. أعزائى المرضى النفسيين.. استخبوا
- أسلوب حياة
- الطبيب النفسى
- المرضى النفسيين
- بنى آدم
- دكتور نفسانى
- طاقة إيجابية
- قطع العلاقات
- نظرة المجتمع
- على بلاطة
- أسلوب حياة
- الطبيب النفسى
- المرضى النفسيين
- بنى آدم
- دكتور نفسانى
- طاقة إيجابية
- قطع العلاقات
- نظرة المجتمع
- على بلاطة
أعزائى المرضى النفسيين
تحية طيبة وبعد...
استخبوا، اوعوا تعترفوا، امسكوا نفسكم شوية، مفيش داعى تكشفوا عن حقيقة مرضكم قدام المجتمع الكامل المثالى، لتلاقوا العيال فجأة بيندهوا عليكم فى الشارع ويقولوا "المجانين أهُم" وحياتكم كلها تُقف، أقول لكم على حاجة، كل واحد فيكم يحبس نفسه جوة أوضة ويحكم على نفسه باعتزال الحياة علشان الناس كلها تنبسط وترتاح، أصلكم وقعتوا فى إيد مجتمع لا يُقدر المرض ولا يرحم المريض، اللهم بلغت.
كانت فضيحة بجلاجل لما أهل الحتة عرفوا إن شيرين بنت الأستاذ صلاح بتروح كل شهر لدكتور نفسانى بعد وفاة والدتها، شيرين بكل بساطة مستحملتش فكرة الموت والفراق لأكتر شخص مهم فى حياتها، فجالها شوية اكتئاب مقدرتش تقاومه زاد معاها حبتين، الأمر استدعى أن الأستاذ صلاح يحجز لها عند دكتور نفسانى علشان يساعدها فى الخروج من حالة الاكتئاب اللى هي فيها دى بسرعة.
فى سريه تامة كانت شيرين بتروح الجلسات بتاعتها، الأستاذ صلاح بصراحة كان عامل تخطيط ما يخرش المياه علشان محدش يعرف حاجة عن الموضوع ده، لإنه بكل بساطة بيمتلك نفس الثقافة اللى مجتمعنا الموقر بيمتلكها، واللى بتقول إن الطبيب النفسي وفكرة الذهاب له فضيحة وعار وجنون، بس للأسف السرية مطولتش والخطة خرت المياه، الست أنيسة جارتهم عرفت بالخبر من سعاد الممرضه اللى بتشتغل عند الدكتور اللى بتروح له شيرين، أصلها صاحبتها وحبيبتتها الروح بالروح وشافت شيرين عند الست أنيسة قبل كده فمكدبتش خبر واتصلت بيها وحكت لها الحكاية كلها بالتفاصيل.
الست أنيسة مسكتتش ولفت على الحتة بيت بيت تحكي لهم عن شيرين اللى اتجننت وبقت بتروح للدكتور النفسانى، الموضوع معداش كده بالساهل، فجأة كل بيوت الحتة قرروا قطع العلاقات مع شيرين وأبوها وإخواتها، ما هى بقت مجنونة، مبقاش فى حد بيصاحب شيرين أو بيعزمها على فرح أو حتى بيرمى عليها السلام، شيرين وعيليتها بقوا "منبوذين" فى الحتة كلها، حتى العرسان اللى كانت كل يوم والتانى بتخبط على بابها رجليهم اتقطعت خالص.
فجأة وبقدرة قادر شيرين وعيلتها بقوا مجانين والناس كلها خايفة تتعامل معاهم ليتنقل لهم عدوى الجنون والفضيحة، وكأن المرض النفسي ده عار لازم ستره، بصراحة الست أنيسة قامت بالواجب وزيادة والإشاعات ما سابتش شيرين لحد ما اكتئابها زاد وحاولت الانتحار بعد ماعاشت المأساة دى مع المجتمع واللى مقدرتش تقاومها.
يا أخى هو إحنا ليه كده، مالنا بنقلب على بعضنا 180 درجة فجأة، مالنا كده ما بنرحمش ولا بنخلى رحمة ربنا تنزل، عيلة كاملة حياتها تنتهى لمجرد إن بنتهم جالها شوية اكتئاب اعتبروه بعض الجهلاء جنون، إحنا ليه لحد دلوقتى مابنديش نفسنا فرصة نفرق بين المريض النفسي اللى بيبقى فى كامل وعيه وبين المريض العقلى، ده لو حتى مريض عقلى لازم نرحمه شوية ونرحم عيلته اللى هي كمان فى أحيان كتيرة بتتخلى عنه خوفاً من نظرة المجتمع.
شوف الخيبة يا أخى، شوية اكتئاب سموه جنان، مع إن فى الدول التانية اللى مش عربية طبعا كل أسرة بتأخد بعضها فى نهاية كل أسبوع وتروح للطبيب النفسى علشان يفضوا عنده كل الشحنات السلبية ويبدأوا الأسبوع الجديد بطاقة إيجابية وسلام نفسي، شوف يا أخى ولا حد بيقول على التانى مجنون ولا حاجة لأن دى ثقافة وأسلوب حياة.
يا مجتعمنا المثالى يا اللى مافكش غلطة المرض النفسي ده شىء عادى مش جنون ولا حاجة تفضح، حاولوا تفرقوا شوية بينه وبين المرض العقلى، حاولوا تدوا نفسكم فرصة تتعاملوا بإنسانية، فكروا شوية قبل ما تنهوا حياة بنى آدم بكلمه.
خليكم رحماء شوية مع المريض واحترموا المرض.
على فكرة شيرين وعيليتها لسه مستخبيين، قافلين عليهم باب بيتهم لحد دلوقتى لابيكلموا حد ولا حد بيكلمهم، وعلى فكرة برضه أهل الحته لسه مبسوطين ومازالوا مستمرين فى تأليف حكايات عن شيرين المجنونه .
أنا الحقيقه عاوزة أعرف، هو الغلط عند مين بالظبط عند المريض اللى بيستخبى، ولا عند المجتمع اللى ثقافته سطحيه وتافهه ولاعند الطبيب النفسى اللى مادفعش عن عقول مرضاه.
عزيزى المجتمع الموقر ..إذا كانت هذه العقول المُخيفه عقولنا .فجميعنا مرضى نفسيين.
إمضاء/
شيرين.. اللى المجتمع خلاها مجنونة.