بالفيديو| يموت «وردة» وتعيش سيرته.. أبناء أشهر بائع ورد بوسط البلد: «هنكمل سكته»

كتب: عبدالله عويس

بالفيديو| يموت «وردة» وتعيش سيرته.. أبناء أشهر بائع ورد بوسط البلد: «هنكمل سكته»

بالفيديو| يموت «وردة» وتعيش سيرته.. أبناء أشهر بائع ورد بوسط البلد: «هنكمل سكته»

سيفتقده رواد «شامبليون»، وكشك الورد الذى حارب لأجله فى آخر العمر، وسيظل ذكرى جميلة خفيفة كروحه الطيبة.. بعد أن غيبه الموت وهو لا يزال فى الـ58 من عمره. وبينما كانت الدعوات الصادقة تذهب لـ«محمد وردة» من قلوب محبيه، كان أولاده يتمنون من كل الذين تعاملوا معه ألا ينسوه قط، وأن تستمر تلك الدعوات له كلما خطر بذاكرتهم.

من مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، كان «درويش عبدالسلام» الذى اشتهر فيما بعد بـ«محمد وردة» يخرج كل صباح، إلى محطة القطار، ومنها إلى القاهرة، وصولا إلى كشك الورد، فى رحلة استمرت حوالى 40 عاما، لم يمنعه عنها أى شيء، حتى حينما أزال الحى كشكه منذ عام ودخل فى صراع لاستعادته، لكن المرض منع الرجل من الخروج من المنزل منذ فترة: «كان عنده ورم فى الرئة، وتعب أوى ومبقاش قادر يتحرك ولا ينزل الشغل» يحكى محمود، ابنه الذى يدرس بالصف الثالث الثانوى، والذى كان مرافقا له أيام مرضه فى لحظاته الأخيرة: «كان بيوصينا كإنه حاسس إنه رايح، والورد كان ليه نصيب كبير من كلامه».

عشق الرجل للورد بدأ منذ طفولته، وحين التحق بأحد المصانع للعمل، لم يكد يستمر به حتى تركه واتجه للورد، وهو شاهد على قصص حب توجت عنده، وكثيرا ما أهدى بعض المارة من بضاعته، بابتسامته التى لا تغيب عن وجهه، وبكلماته الرقيقة: «كان بيخرج كل يوم الصبح بدرى، ويرجع على الساعة 10 مثلا، وكان يوماتى يجيب لأمى وردة، مرة بيضا ومرة حمرا، حسب مزاجه وذوقه» يحكى محمود، متمنيا من كل محبيه الدعوات المستمرة له: «أبويا عاش ومات وهو بيحب الورد واللى بيحبوه، وآخر وصيته معانا كانت على الورد، ونفسه حد مننا يشتغل فيه».

توفى «وردة» مساء أمس الأحد، وله 5 من الأولاد، كثيرا ما حكى لهم عن الورد، وكان يصحبهم أحيانا إلى الكشك، وهناك يلقنهم دروسا بشأنه، وهم محمد ومحمود ومصطفى وأحمد ومنة، ويتمنى ابنه مصطفى أن يكمل مسيرة والده: «محبته للورد مكنتش طبيعية، وحببنا إحنا كمان فيه، وإن شاء الله نكمل بعده شغله بنفس محبته دى، وكان دايما بيضحك فى وش الناس وعمره ما زعل حد» يحكى الشاب الذى رأى فى جنازة والده كثيرا من أصدقاء والده، الذين عاشوا معه سنوات طويله فى شارع شامبليون بوسط البلد: «وعاملين جنازة فى قرية دهمشا فى مركز مشتول هنا فى الشرقية، ومبسوطين بمحبة الناس ليه عشان ده دليل إن ربنا كمان بيحبه». بينما يفكر محمد، ابنه الأكبر فى العمل الذى أوصاهم به والده، ورغم أن الشاب تلقى من الأب كثيرا من المعلومات والتفاصيل بشأن العمل، وكان يساعده فى الكشك أحيانا، إلا أنه اتجه لمهنة مختلفة، وبعد الوفاة يحاول الشاب أخذ قرار إما بالعمل مكان والده، أو أن يفسح المجال لأحد إخوته: «أنا أو حد من إخواتى لازم نكمل رسالته مع الورد».

لـ«وردة» مواقف كثيرة، يحكيها محبوه على مواقع التواصل، متذكرين إهداءه لهم أكثر من مرة، لكبسّام أحمد ابن مركزه بالشرقية ذو الـ19 عاما يتذكر له موقفا لن ينساه، حين كان فى الـ17 من عمره وطلب منه «بوكيه ورد» ليهديه إلى أحد أقاربه بعد خطبته، ولم يعرف الصبى إذا كان بمقدوره أن يتكفل بثمن البوكيه من عدمه، فاستشعر منه الرجل ذلك دون كلام، وأهداه البوكيه وامتنع عن أخذ المقابل: «ورفض ياخد منى فلوس تماما، وجابهولى معاه من الكشك فى القاهرة بعد ما زوقه، وقاللى لما تكبر أنا هجيبلك بوكيه فرحك».

 

 


مواضيع متعلقة