«أجناد مصر والعقاب الثورى وحسم».. ميليشيات إخوانية ذابت فى «تنظيم البغدادى»

كتب: محمد طارق وسعيد حجازى

«أجناد مصر والعقاب الثورى وحسم».. ميليشيات إخوانية ذابت فى «تنظيم البغدادى»

«أجناد مصر والعقاب الثورى وحسم».. ميليشيات إخوانية ذابت فى «تنظيم البغدادى»

بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة عام 2013، تفرقت الجماعة الإرهابية إلى شِيع وقبائل، بين هارب للخارج وسجين وداعشيين انضموا للتنظيم الإرهابى، سواء داخل سيناء أو فى سوريا والعراق، فخرجت من رحم الاعتصام المسلح ميليشيات بدأت فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة ورجال الجيش والشرطة، واندمجت بعد ذلك بالكامل فى قلب «داعش».

وأصدر تنظيم الإخوان، بعد فض الاعتصامين، «وثيقة الدم»، التى أعلنها فى بيان عام 2015، واعتمدت عليها عناصره لتشكيل تنظيمات مسلحة والانضمام لتنظيم داعش الإرهابى، الذى أسسه أبوبكر البغدادى، وأفتت الوثيقة بجواز قتل رجال الشرطة المكلفين بالتصدى للعناصر الإرهابية، وحددت مراحل التصعيد ضد نظام الحكم، حيث تبدأ بمظاهرات ومسيرات ثم الخروج بالسلاح، وحرّضت الوثيقة مؤيدى الرئيس الأسبق، محمد مرسى، على قتل من سموهم «المتورطين فى دماء الإخوان» دون الرجوع إلى جهة القضاء.

وأجازت وثيقة الإخوان الدموية استهداف منشآت الدولة، فضلاً عن الممتلكات الخاصة لمن وصفتهم بـ«رؤوس النظام ومواليه»، داعمة العمليات التى ينفذها تنظيم داعش فى سيناء ضد الجيش والشرطة، بزعم أن جهادهم ضد قوات الأمن «واجب».

{long_qoute_1}

وكان أول التنظيمات الإرهابية المنبثقة عن اعتصامى رابعة والنهضة الإخوانيين، «أجناد مصر»، الذى أعلن نفسه سريعاً عبر «فيس بوك» فى 24 يناير 2014، بهدف ما سموه «الانتقام لقتلى الإخوان»، وتمركزت عمليات «أجناد مصر» فى القاهرة والجيزة تحت شعار «القصاص حياة»، لكن بعد مقتل مؤسس التنظيم، همام عطية، اندمج ضمن «داعش»، بينما تعتبر حركة «حسم» الإرهابية، التابعة لتنظيم الإخوان، التى أسسها طارق الجوهرى، المسئول السابق عن حراسة وتأمين منزل «مرسى»، أشهر هذه الميليشيات، وقد تورطت فى عمليات إرهابية كثيرة، أبرزها محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، واغتيال ضباط شرطة.

وشكّل الإخوان ميليشيات وكتائب مسلحة أخرى لنشر العنف، منها «المقاومة الشعبية»، «العقاب الثورى»، بحسب اعترافات بعض تلك العناصر المقبوض عليها، إلا أن هذه الكتائب أقل تنظيماً من «أجناد مصر»، حيث تخصصت فى حرق سيارات الشرطة وزرع العبوات الناسفة أمام الأقسام والمنشآت العامة والخاصة، وقطع الطرق، وحرق القطارات، وقتل المواطنين الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن الضربات الأمنية لها أدت لتراجع نشاطها، فلجأت أخيراً إلى الانضمام لـ«داعش».

هذه الميليشيات المسلحة كانت تديرها لجنة إدارة الأزمة، التى سيطرت على مكتب إرشاد الإخوان فى مصر بعد أشهر قليلة من فض «رابعة»، بحسب بيانات لجنة إدارة الأزمة التابعة للإخوان، وأصدرت هذه اللجنة، عبر ما يسمى «الهيئة الشرعية لجماعة الإخوان»، وثيقة تتضمن عدداً من الفتاوى تجيز اغتيال رجال الشرطة والجيش والقضاة والإعلاميين والسياسيين والأقباط، وحرق واستهداف المؤسسات العامة، وقتل المواطنين المعارضين للإخوان، وتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات المسلحة فى سيناء، وذلك لدعم ميليشياتها.

{long_qoute_2}

وقال عمرو عمار، أحد كوادر الإخوان المنشقين، إن الأمر لم يتوقف فقط عند حد تشكيل ميليشيات إخوانية مسلحة، بل إن هناك عدداً من معتصمى رابعة انضموا لتنظيم «بيت المقدس» الإرهابى فى سيناء، فضلاً عن مبايعة عناصر من تنظيمات «العقاب الثورى والمقاومة الشعبية» لـ«البغدادى»، زعيم «داعش».

علاقة الإخوان بـ«داعش سيناء»، كشفها اعتراف الإخوانى أحمد المغير، المعروف إعلامياً باسم «فتى خيرت الشاطر»، منذ شهور، فى منشور له على صفحته بـ«فيس بوك»، حيث قال إن عصام العريان، القيادى الإخوانى، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة «المنحل»، كلفه بالهروب إلى حدود مصر الغربية، أو الشرقية، (مطروح أو سيناء)، وإصدار بيانات تحرض على تنفيذ عمليات ضد قوات الأمن خلال الأيام الأخيرة للاعتصام، وقال «المغير»: «لما كان مرضى عنى وكنت باحضر فى غرفة العمليات اللى كانت بتدير الاعتصام (دى غير اللى كانت جنب المسجد، دى كانت غرفة العمليات الفعلية)، القيادات الموجودة هناك كانت مفهّمانى إن المرة دى مختلفة، وإننا مستعدين للتصعيد للمستوى العسكرى لو تطلب الأمر وأن الخمسينيات مش هتتكرر تانى».

فى سياق متصل، أوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، فى بيان أمس، أن تنظيم داعش قام بتكوين تنظيمات عنقودية صغيرة منتشرة فى عدة دول حول العالم، مستفيداً من حالة التشرذم والتفكك التى أصابت تنظيم الإخوان، والتى شكَّلت القاعدة الخصبة لإعداد وتصدير العناصر المنضمة إلى تنظيم داعش الإرهابى، وذكر البيان أن تنظيم داعش الإرهابى استغل أفكار منظّرى الإخوان، كـ«الخلافة والدولة الإسلامية والحاكمية وجاهلية المجتمعات»، لإقناع الأفراد بالانضمام إليه وتحقيق ما فشلت فيه الجماعات التى أطلقت على نفسها جماعات «الإسلام السياسى»، وأكد أن مواجهة التنظيمات الإرهابية كـ«داعش» و«القاعدة» تتطلب أولاً مواجهة أفكار ومشاريع الإخوان، التى رُوِّج لها عبر عشرات السنين، وأسسها حسن البنا، وزاد عليها سيد قطب.

وشدد المرصد على أن خطابات تنظيم داعش الأخيرة وُجِّهت لتجنيد بقايا تنظيمات الإخوان وغيرها، باعتبارهم حاملين للأفكار الهدامة والقاتلة، ومن ثم يمكن استثمارهم فى الأعمال الإرهابية وتشكيل الخلايا العنقودية، التى تشكل خطورة بالغة، لافتاً إلى أن خطر تنظيم داعش سيستمر حتى إن تم القضاء عليه بشكل كامل فى العراق وسوريا.


مواضيع متعلقة