الإخوان ومفاهيم القوة الناعمة.. الهروب لنوافذ إعلامية لبث الأكاذيب

الإخوان ومفاهيم القوة الناعمة.. الهروب لنوافذ إعلامية لبث الأكاذيب
ما بين الفن والرياضة والتعليم والتكنولوجيا والمهارات الدبلوماسية والتاريخ والإعلام، تتشكل القوى الناعمة المعبرة ثقافيا عن طبيعة المجتمع ومدى تقدمه بالإضافة لقدرة التأثير على الآخرين داخليا وخارجيا.
وتبنت مصر خلال الفترة الناصرية، سياسة اجتماعية منحازة للفقراء مصبحة مصدر للجاذبية في المنطقة العربية، لتتجلى الرسالة الفكرية للنظام في فتح المجال أمام المبدعين الشباب وقتها مما ساهم في بزوغ حركة فنية وأدبية تركت أثرها في الوعي والوجدان المصري والعربي حتى الآن، وذلك حسب دراسة عن القوة الناعمة في مصر، للدكتور محمود عبد الله، الخبير السابق بالمركز العربي للبحوث والدراسات.
وبحسب الدراسة السابقة، أكدت أنه مع تراجع الدولة عن تبني الثقافة كوسيلة للتعبير عن رسالتها الأيديولوجية للعالم، وترجيحها للسياسة والاقتصاد، والانفتاح السياسي الشكلي، تراجعت قوة مصر الناعمة تراجعا مشهودا .
من جانبه، أوضح الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قدم منظومة إعلامية بالإذاعة والتلفزيون ذات تأثير كبير في القوى الناعمة، ومع مرور الوقت تراجعت خاصة قبيل ثورة 25 يناير وبعدها، مؤكدا أن التأثيرات كجزء من المجتمع تأتي بشيء من التراجع والإرباك في المحيط الداخلي.
ومع التراجع الملحوظ في القوى الناعمة في بعض الأوقات لم يصدر إساءة للدولة من جانب الفنانين والإعلاميين في فترات الحكم المختلفة، عكس ما حدث بعد انتهاء فترة حكم الإخوان عقب ثورة 30 يونيو؛ ظاهرين مؤيديهم على حقيقتهم محاولين النيل من الدولة.
الهروب لنوافذ إعلامية خارجية وبث الأكاذيب وتشويه الدولة، أساليب لجأ إليها أغلب الإعلاميين والفنانين الذين هربوا خارج مصر مع سقوط حكم الإخوان، ومن بين هؤلاء النماذج، الفنانين هشام عبدالله ومحمد شومان، واللذين تم إدراجهما على قوائم ترقب الوصول بقرار من النائب العام، نبيل صادق، وذلك عقب فرارهما وانضمامهما إلى قناة "الشرق" الإخوانية التي تبث من تركيا.
كما حاول هشام عبد الله خلال برنامجه "ابن البلد" والذي كان يعرض على قناة "الشرق" الإخوانية، النيل من مؤسسات الدولة، وانتقاد كبار المسؤولين في الدولة، مثيرا للفتن وإشاعة الفوضى بالبلاد، لذا صدر حكم محكمة جنح الدقي الدائرة 5 إرهاب بحبسه 3 سنوات.
وألقت أجهزة الأمن في تركيا القبض على هشام عبد الله، بسبب انتهاء جواز السفر الخاص به وعدم حصوله على أوراق إقامة، ولم يتدخل مسؤولو القناة لمحاولة حل مشكلته وإنقاذه من هذا الموقف.
ويرى محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن هؤلاء النماذج الذين فروا إلى خارج البلاد، أساءوا لأنفسهم قبل إساءتهم للقوى الناعمة وللدولة، مشيرا إلى أن نسبة مشاهدة القنوات التي تبث من الخارج قليلة نتيجة إدراك الجمهور توجهاتها المعادية لمصر، ولن يراها إلا من يحملون مثل أفكارهم.
وعن القوة الناعمة حاليا، قال محمد المرسي في تصريحات خاصة لـ"الوطن" إنه في ظل تواجد هيئات عملية والرغبة الواضحة للدولة في تقديم صورة أفضل من الممكن أن ترجع مصر إلى ريادتها في القوة الناعمة مثل ما سبق.