«إخوان كاذبون».. «نهضتهم فنكوش».. والوعد الوحيد الذى نفذوه شن عمليات إرهابية فى سيناء

كتب: محمد طارق وإمام أحمد

«إخوان كاذبون».. «نهضتهم فنكوش».. والوعد الوحيد الذى نفذوه شن عمليات إرهابية فى سيناء

«إخوان كاذبون».. «نهضتهم فنكوش».. والوعد الوحيد الذى نفذوه شن عمليات إرهابية فى سيناء

«علشان الفقير ملهوش مكان.. وحق الشهيد لسه مجاش.. والاقتصاد انهار.. مش عايزينك»، هكذا أطلقت «تمرد» حملتها أواخر أيام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، لعزله من الحكم، وإعادة الدولة التى اختطفها تنظيم الإخوان الإرهابى بـ«الأكاذيب»، بعد أن تراجعوا عن كافة الوعود التى أطلقوها منذ وصولهم للحكم، باستثناء تهديدهم أثناء اعتصام رابعة بشن العمليات الإرهابية انتقاماً لـ«عزل مرسى».

لم تكن «تمرد» هى الحملة الأولى التى أطلقها المصريون أيام «المعزول».. فشعار «إخوان كاذبون» كان يتردد يومياً أثناء فترة حكم الجماعة الإرهابية، خصوصاً أن «أكاذيب الإخوان» بدأت من اليوم الأول لترشح الرئيس المعزول للانتخابات الرئاسية، بإطلاق برنامجه الانتخابى باسم «النهضة»، إلا أنه تحول سريعاً إلى «فنكوش»، فالإخوان تبنوا فى برنامجهم مبدأ الشورى وجعل مصر دولة دستورية، وتعهدوا بالفصل بين السلطات، إلا أن مرسى فاجأ الجميع، بعد شهور من حكمه، وبالتحديد فى 22 نوفمبر 2012، وأصدر إعلاناً دستورياً مكملاً استولى به على كافة السلطات، وجعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أى جهة أخرى، وأقال على أثره النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وجاء بالمستشار طلعت إبراهيم، وقام بتحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية، بحيث لا يحل أى منهما من جانب المحكمة الدستورية كما حدث مع مجلس الشعب.

{long_qoute_1}

كما وعد التنظيم الإرهابى، فى برنامجه الرئاسى، بعدم جعل مصر دولة دينية يحكمها رجال الدين، وهو ما تم عكسه تماماً، حيث تحكّم مكتب الإرشاد فى مقاليد الحكم، وكان «المعزول» ينفذ حرفياً كافة القرارات التى كان يقرها اجتماع مكتب الإرشاد الأسبوعى، بل إن موظفى الرئاسة ومساعدى «المعزول» كانوا يحضرون اجتماع الإرشاد وينقلون التعليمات لـ«مرسى»، وكان أبرز هؤلاء الحضور هو عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية لشئون العلاقات الخارجية فى عهد المعزول، حيث حضر اجتماع الإرشاد بالمقطم بتاريخ 1 سبتمبر 2012، ووصل حينها لمقر «الإرشاد» فى سيارة تابعة للرئاسة، قبل أن يخرج منه مسرعاً للهروب من الصحفيين.

وتعهّد «المعزول» أيضاً فى برنامجه الرئاسى بانتقاء ذوى الخبرة والكفاءة لتولى المناصب الحساسة فى الدولة، لكن التنظيم بدأ سريعاً مع وصول مرسى للحكم، فى تنفيذ خطة أخونة الدولة، وكشفت إحدى الوثائق المسربة من داخل مكتب الإرشاد عام 2013، كانت تحمل اسم «هياكل الدولة»، أن التنظيم وضع خطة محكمة للسيطرة على 37 وزارة، و3 مجالس هى «القومى للرياضة، والقومى للشباب، ومركز المعلومات التابع لرئاسة الوزراء»، و5 مناصب خاصة هى: «لجنة مكافحة الفساد، مستشار الرئيس للثقافة، البنك المركزى، لجنة تقصى الحقائق، ديوان المظالم»، بالإضافة لبنك الإسكان والتعمير وبنك الاستثمار القومى، وعدد من المؤسسات والهيئات الاقتصادية والأجهزة الرقابية، وهى «سوق الأوراق المالية وهيئة الرقابة المالية، والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، والجهاز المركزى للمحاسبات»، بالإضافة إلى أنها تتضمن ترشيحات لمناصب أخرى كهيئة البترول، والمحافظين ورؤساء الأحياء، وعدد من الوظائف داخل القطاع الحكومى والوزارات. استغل الإخوان شعار ثورة 25 يناير «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، لدغدغة مشاعر المواطنين، وتعهدوا بمكافحة ظاهرة الفقر، ومعالجة مشكلة البطالة وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، إلا أن البلد تعرض خلال فترة حكم «المعزول» لأزمة اقتصادية طاحنة انخفض خلالها تصنيف مصر الائتمانى، وارتفعت مؤشرات البطالة لتصل إلى 13.5% من القوى العاملة، بعد أن كانت فى حدود 11.5% فى عام 2012. وأوضحت دراسة أعدها مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أن فترة رئاسة محمد مرسى شهدت ارتفاع معدلات الفقر إلى 25.5% فى عام 2013 بعد أن سجلت المؤشرات الرسمية أن معدل الفقر كان 23.5% خلال 2012، كما ارتفعت الأسعار وزاد حجم التضخم ليصل لأكثر من 17.5% فى المؤشرات الرسمية، بعد أن كان فى حدود 14.5%.

{long_qoute_2}

وفى اعتصام رابعة، رفع الإخوان شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص»، على لسان مرشدهم العام محمد بديع، ودعوا حينها عدداً من المنظمات الحقوقية لزيارة الاعتصام للتأكد من هذا الأمر، قبل أن يعتدوا على الوفد الحقوقى بمجرد زيارة الاعتصام، وظل الإخوان لسنوات يتمسكون بفكرة أن الاعتصام كان سلمياً، رغم شهداء رجال الأمن الذين راحوا ضحية الاشتباك مع عناصر التنظيم المسلحة أثناء عملية الفض، بل إن أحد قيادات الاعتصام، وهو الإخوانى «أحمد المغير»، المعروف إعلامياً باسم «فتى خيرت الشاطر»، خرج فى أغسطس 2016 ليعترف بأن اعتصام رابعة كان مسلحاً، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية. وكتب «المغير»، فى تدوينة عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» تحت عنوان «سرية طيبة مول»: «هل اعتصام رابعة كان مسلح؟ الإجابة ممكن تكون صادمة للكثيرين: أيوه كان مسلح.. أو مفترض إنه كان مسلح، أسلحة نارية، كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف، ويمكن أكتر من كده».

أما الوعد الوحيد الذى نفذه التنظيم فهو تهديد القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، خلال اعتصام رابعة، باستمرار العمليات الإرهابية فى سيناء، فى حالة عدم عودة المعزول للحكم مرة أخرى، حيث اعترف البلتاجى حينها ضمنياً بمسئولية التنظيم عن أحداث العنف التى تجرى فى شبه جزيرة سيناء، وخرج فى فيديو شهير له حينها قائلاً إن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى سيتراجع فيها الجيش عما وصفه بالانقلاب وعودة مرسى إلى مهامه.

{long_qoute_3}

وبعد ثورة 30 يونيو وحتى الآن، لجأ الإخوان إلى سلاح ترويج الشائعات، التى تنوعت بين الجانب الاقتصادى والخدمى والسياسى، بعد تحريض المواطنين من خلال منصاتهم الإعلامية فى الخارج، والصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى.

وزارة التموين كان من نصيبها عدد كبير من الشائعات خلال الأعوام الماضية، أبرزها إضافة مادة للخبز من جانب الوزارة لتقليل الخصوبة لدى الرجال، وحذف عشوائى للمواطنين من بطاقات التموين، أيضاً لم تسلم البنوك من شائعات الإخوان، حيث روّجت كتائب التنظيم لإفلاس عدد من البنوك بعد رفع أسعار المحروقات، ومشاركة بنوك مصرية فى تمويل سد النهضة بإثيوبيا، ونالت قناة السويس الجديدة نصيباً واسعاً من الشائعات فى محاولة لتشويه الإنجاز الذى تحقق خلال 12 شهراً فقط، فادعت كتائب الإخوان تراجع إيرادات هيئة قناة السويس بعد بدء عمل القناة الجديدة، وروّجوا أيضاً لبيع أرض مصر حول قناة السويس لعدد من المستثمرين الأجانب.

وسارعت الحكومة إلى نفى هذا الكم الهائل من الشائعات الذى بلغ، بحسب التقدير الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، 21 ألف شائعة خلال 3 شهور فقط. وقال الدكتور محمود علم الدين، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن الحكومة تقدمت مؤخراً فى ملف مواجهة الشائعات، وأصبحت هناك آلية سريعة للرد عليها من خلال مجلس الوزراء، لكنه أكد أن مواجهة الشائعات ليس دور الحكومة وحدها، ولا وسائل الإعلام فقط، لكنه دور الجميع، بمن فى ذلك المواطنون أيضاً، مشيراً إلى أنه لا بد من وجود استراتيجية لدى كل هذه الأطراف فى التعامل مع الأخبار والمعلومات بصفة عامة، وتعتمد هذه الاستراتيجية على الشفافية والوضوح والسرعة والتواصل والاعتماد على المصادر الموثقة والرسمية. وأضاف «علم الدين»: «اعتدنا من الإخوان هذا الأمر فى جميع المراحل، والرأى العام فقد الثقة فى أخبارهم وما يتداولونه»، ونبّه إلى أهمية مفهوم «الوقاية من الشائعة»، من خلال عدم انتظار صدور الشائعة وانتشارها ثم نفيها، لكن بالسبق بتقديم المعلومات والتحليلات والآراء التى تغلق الباب من أساسه أمام صدور الشائعة.

المحامى مختار نوح، المفكر الإسلامى، المنشق عن الإخوان، أكد لـ«الوطن» أن التنظيم يعتمد على الكذب والمخادعة، وهما من أدواته التى استخدمها للوصول للحكم، وأثناء فترة حكمه، واستمرت بعد ثورة المصريين على حكم المرشد فى 30 يونيو، مشيراً إلى أن التنظيم وجّه كتائبه الإلكترونية وعناصره على أرض الواقع لترويج الأكاذيب والشائعات بهدف شق الصف بين الشعب والقائد الجديد الذى التف حوله وهتف باسمه فى ثورة 30 يونيو، وهو الرئيس السيسى، مضيفاً: المصريون فطنوا إلى هذا الأمر، ومنصات الإخوان الإعلامية والإلكترونية فقدت الثقة فيها بشكل كامل، حتى أصبح الغالبية من الشعب المصرى يصفونهم بـ«إخوان كاذبون».


مواضيع متعلقة