باحث فى «الحركات الإسلامية»: صدموا الشباب فى العقيدة.. وجعلوهم يربطون بين الدين والتخلف

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى وسليمان إسماعيل

07:52 م | الجمعة 14 سبتمبر 2018

قال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تفشى ظاهرة الإلحاد فى المجتمع المصرى يرجع لعدد من العوامل يأتى على رأسها أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، والصدمة التى تعرض لها قطاع عريض من المصريين خلال السنة التى تولوا فيها زمام الحكم فى البلاد.

مصر الأولى عربياً من حيث الإلحاد.. لماذا؟

- فى البداية هذا أمر لا يقاس بالنسب ولكن ربما لأن مصر فى طبيعتها تتجاوز أعداد مواطنيها أعداد دول أخرى فى المنطقة العربية، ولكن الواقع هو أن الشعب المصرى كان علمانياً فى طبيعته وأكثر تحرراً، قبل الهجمة السلفية ونشر الأفكار المتشددة، ومنها فتاوى استفزازية تتنافى مع المنطق الصحيح، فنفرت الناس، والشعب المصرى أيضاً أكثر جرأة للمجاهرة بشىء كهذا.

وهل الإلحاد جريمة فى القانون المصرى؟

- لا يوجد تجريم دستورى أو قانونى للإلحاد فى مصر، لكن هناك نوع من التجريم الاجتماعى، فعلى سبيل المثال لو أن شاباً جاهر بالأمر فى الصعيد فربما يصل الأمر لقتله، لكن فى المدينة الأمر أصبح عادياً، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرى السابق، قال إنه تفاجأ بنسبة الإلحاد فى دراسة على عينة من 600 شخص، اتضح أن نسبة الإلحاد بينهم بلغت نحو 12%، وهذا أمر مفاجئ، فقد كنا نعتقد أنها 2% فقط.

{long_qoute_1}

هناك من يربط بين انتشار الإلحاد وبين أفكار الإخوان.. ما تفسيرك؟

- جماعة الإخوان الإرهابية تتحمل وزراً كبيراً فى هذا الإطار، فالإخوان هم من راحوا يعبثون بعقول العامة، وهم من أطلقوا الأكاذيب باسم الدين، وقالوا إن الإسلام هو الحل، لكنهم لم يقدموا أية حلول لمشكلات المجتمع المصرى، بل على العكس من ذلك، زادوها تعقيداً، وقالوا إنهم مشاركون لا مغالبون، واتضح بعدها كذبهم وسيطرتهم على مجلس الشعب فى 2012، كذلك كذبوا بشأن عدم الدفع بمرشح رئاسى ولكنهم رشحوا خيرت الشاطر ثم محمد مرسى، كما كذبوا بشأن مشروع النهضة «الفنكوشى»، وهناك جزء آخر من المسئولية يتحمله السلفيون وتنظيم داعش لأنهم أفتوا وكفروا الناس باسم الدين، و«داعش» قتل الناس باسم الدين.

هل تقصد أن المشكلة متأصلة لدينا وليست تأثراً بأفكار غربية؟

- حتى أكون دقيقاً، فإن الذين خرجوا بمظاهرات ما يعرف بـ«جمعة قندهار»، وتكلموا باسم الإسلام قد فاجأوا المصريين بالتعالى والاحتقار، والميليشيات المسلحة وتخويف المجتمع، وهذا من أكبر أسباب انتشار الظاهرة، لكن أيضاً احتكاك الشباب المصرى بشباب العالم بعد الثورة التكنولوجية، ورؤية التخلف وأسبابه، من ضمن الأسباب، فالمجتمع الغربى ينظر إليه هنا على أنه مجتمع كافر، لكنه فى نفس الوقت متقدم، ولديه مجموعة من القيم الملزمة للجميع، بينما يرى الشباب الغش والفساد قيماً منتشرة فى بلادنا، فمن الطبيعى جداً أن ينفر من الجماعات الإسلامية ويكره الدين بوجه عام، وبالتالى تنظيم الإخوان صدم الشباب فى العقيدة، وجعلهم يربطون بين الدين والتخلف.

ذكرت داعش والسلفيين كأسباب للظاهرة.. من أين أتى هؤلاء بفكرهم إذن؟

- كل الجماعات الإرهابية تستخدم لغة الإخوان، وفكر الإخوان، و«داعش» بما وصل إليه من تطرف وبشاعة وقتل وتنكيل وتدمير، هو التطور الطبيعى لأفكار «البنا»، وإذا نظرت إلى منهج أبوبكر البغدادى، الخليفة المزعوم، ستجد أنه استقى فكرة الخلافة وظل الله فى الأرض من كتب حسن البنا، مؤسس الإخوان نفسه، هؤلاء لا يعترفون بالأوطان.

المفتى: حكم «الجماعة» أدخل الشباب فى مرحلة «تشوش فكرى

عضو «كبار العلماء»: الإخوان لا يؤمنون بالإسلام قدر إيمانهم بجمع «الدولار»

باحث فى «الحركات الإسلامية»: صدموا الشباب فى العقيدة.. وجعلوهم يربطون بين الدين والتخلف

عضو «دفاع النواب»: أكاذيب التنظيم واستخدامه شعار «الإسلام هو الحل» وراء انتشار الظاهرة