مدرسة لـ«لم شمل اليمنيين».. وأحد القائمين عليها: تفتح أبوابها لجميع الجنسيات

مدرسة لـ«لم شمل اليمنيين».. وأحد القائمين عليها: تفتح أبوابها لجميع الجنسيات
- أولياء أمور
- إدارة المدرسة
- ابن بلد
- التعامل مع الأطفال
- الجالية اليمنية
- الجمهورية اليمنية
- الحرب فى اليمن
- الحمد لله
- الخارجية اليمنية
- الدفعة الثانية
- أولياء أمور
- إدارة المدرسة
- ابن بلد
- التعامل مع الأطفال
- الجالية اليمنية
- الجمهورية اليمنية
- الحرب فى اليمن
- الحمد لله
- الخارجية اليمنية
- الدفعة الثانية
مكتب ذو حجم متوسط داخل المبنى الإدارى للمدرسة اليمنية الوحيدة فى مصر بميدان لبنان فى منطقة المهندسين بالجيزة، فى الداخل منه جلس اليمنى «هيثم محمد»، وهو شاب فى أواخر عقده الثالث من العمر، يستقبل المقبلين إليه من أولياء أمور الأطفال اليمنيين بابتسامة هادئة، ويستمع إلى استفساراتهم حول طريقة الدراسة، ومصاريفها وإمكانية الالتحاق بها، فنحن على أعتاب عام دراسى جديد وهو المسئول عن استقبال هؤلاء الوافدين الجدد، ليرد عليهم فى هدوء يُشعر مَن أمامه بحميمية ابن بلده الذى جمعته الغربة به داخل الملتقى الوحيد لأطفال اليمن الذين لم يتمكنوا بعد من التأقلم على الدراسة داخل المدارس المصرية: «أكبر مستهدف لينا هو الجالية اليمنية اللى موجودة فى القاهرة، وبالطبع إحنا مدرسة دولية وفيه عندنا طلاب من دول تانية ولكن الهدف الرئيسى هم أبناء الجالية اليمنية»، يقولها «هيثم» قبل أن يخوض فى الحديث عن هذه المدرسة التى أنشئت العام الماضى وتستعد هذا العام لاستقبال الدفعة الثانية فيها، فهذه المدرسة، حسب «هيثم»، مثال مصغر للبيئة اليمنية التى يتقبلها الطفل بمجرد دخوله، فهو حسب تعبيره «يشعر أنه بين أهله وناسه».
دراسة اليمنيين فى المدارس المصرية ليس بها صعوبات كبيرة، وفق «هيثم»، ولكن هناك بعض اليمنيين حالياً مع ظروف الحرب فى اليمن ووضع التشرد الذى يعانى منه الكثيرون يأتون إلى مصر وهم فى حالة نفسية سيئة يكون من الصعب معها أن يدخل وينخرط مرة واحدة بين الآخرين فى المدارس المصرية، على عكس اليمنيين المقيمين فى مصر قبل اندلاع الأحداث، فهؤلاء، حسب «هيثم»، يدرس الكثير منهم فى المدارس المصرية بعدما تأقلموا على الوضع وما زالوا فيها حتى بعد إنشاء المدرسة اليمنية.
{long_qoute_1}
يوجد بالمدرسة جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعى وتنقسم إلى قسمين، أحدهما باللغة العربية والآخر بالإنجليزية، بداية من رياض الأطفال حتى الثانوية، وجميع المناهج الدراسية فيها يمنية خالصة، على العكس من الكادر المسئول عن إدارة المدرسة أو التدريس فيها، فهم مزيج بين اليمنيين والمصريين معاً، وتخضع المدرسة إلى الإشراف التام من قبل السفارة اليمنية، مشيراً إلى أن المدرسة هذا العام شهدت تطوراً كبيراً عن العام الماضى، حيث تم إنشاؤها فى 2017 على عجل بسبب ازدياد أعداد النازحين اليمنيين إلى مصر: «كان وقتها معانا المبنى الرئيسى فى ميدان لبنان ولما كان الإقبال أكثر من طاقة المبنى أخذنا مبنى آخر كبير فى قرية شبرامنت وجعلناه لقسم العربى وخصصنا المبنى الرئيسى لقسم الإنجليزى، والآن يجرى التطوير والتحديث والإقبال على فتح فروع أكثر فى أماكن مختلفة لأننا المدرسة اليمنية الوحيدة فى مصر ونسعى حسب خطط موضوعة أن ننتشر أكثر فى كل الأماكن». لم تكن مصاريف الدراسة فى المدرسة اليمنية مُبالغاً بها، حسب تعبير «هيثم»، الذى أوضح أن هذا المقابل المادى تم تحديده بناء على دراسة قامت على مراعاة الأبعاد والظروف التى يعيش فيها أبناء الجالية اليمنية فى مصر، خاصة المقبلين فى فترة ما بعد الحرب: «من المؤكد أن المدرسة ربحية ولكن التعليم هو الهدف الأول والأهم ويجب مراعاة البعد الإنسانى قبل تحقيق الربح ولو فيه طلاب غير قادرين على دفع المصاريف تتم مساعدتهم فى ذلك حتى يتاح لهم دفعها».
وحول الجنسيات التى التحقت بالمدرسة خلال العام الماضى وفى العام الدراسى الجديد المقبل، يقول «هيثم» إن المدرسة تفتح أبوابها لجميع الجنسيات، وبالفعل كان بها عدد قليل من الليبيين، وزاد عليهم هذا العام بعض الأردنيين، إلا أنها حتى الآن لم يكن من بين طلابها أى مصرى، موضحاً أن شهادة المدرسة تكون معتمدة من الجمهورية اليمنية ويتم تصديقها من السفارة، خاصة أن هناك بروتوكولاً بين الخارجية اليمنية ونظيرتها المصرية لفتح مدرسة تدرس المنهج الوطنى فى كلا البلدين، وهو ما تم تطبيقه من خلال المدرسة اليمنية. ومن بين كادر المدرسة، كان المصرى كامل محمود، يشغل منصب وكيل المدرسة، وكان من الحاضرين منذ اللحظة الأولى لإنشاء المدرسة، يؤمن إلى حد كبير بالدور الذى تقوم به المدرسة إلى جوار الدور التعليمى: «الهدف الأساسى من إنشاء المدرسة لم شمل اليمنيين اللى موجودين فى مصر مع اختلاف مناطقهم ومحافظاتهم وتوجهاتهم، وده اللى خلانى أرحب جداً بوجودى معاهم»، يقولها «كامل» الذى عمل معلماً باليمن لمدة تخطت 25 عاماً، جعلته، حسب قوله، يعرف المواطن اليمنى جيداً، وأصبح لديه قدرة التعامل معه سواء كان طفلاً أو كبيراً، ما سهل عليه العمل فى هذه المدرسة: «وجدت روحى فى المدرسة دى، خاصة إنى لما رجعت من اليمن من كام سنة واشتغلت فى مدارس مصرية محبتش الموضوع، وهنا مكانش فيه أى صعوبة بالنسبة لى فى التعامل مع الأطفال، وحتى المدرسين المصريين غيرى بيتأقلموا بعد فترة صغيرة».
لم يتوقع «كامل» مع بداية إنشاء المدرسة أن يكون عليها إقبال كبير كما هو الآن، ورغم ما واجهوه من صعاب فإنهم تجاوزوها خلال العام الماضى: «الحمد لله انتهى عام دراسى كامل وحالياً مراحل تطويل المدرسة جارية وأصبح لنا فرعان للمدرسة، وكل هذا من باب مواكبة تطور العملية التعليمية واستقبال واستيعاب أكبر عدد من اليمنيين».