المدارس.. منهج سنغافورى وامتحانات أمريكية ومدرسون مصريون

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

المدارس.. منهج سنغافورى وامتحانات أمريكية ومدرسون مصريون

المدارس.. منهج سنغافورى وامتحانات أمريكية ومدرسون مصريون

على بُعد خطوات من منطقة «عباس العقاد» بمدينة نصر، تحديداً فى شارع النشاط، تقع أقدم مدرسة ليبية فى مصر، تخدم أبناء الجالية الليبية فقط. المدرسة التى تعرضت لأزمات عديدة، منذ تأسيسها وحتى الآن، هى الأولى من نوعها التى تتولى أمور الطلبة الليبيين، وتنقسم إلى تعليم أساسى، وثانوى.

«النجم الساطع» التى تأسست عام ٢٠٠٥، تعرضت لخطر الإغلاق، وذلك بعدما تم افتتاح فرع لها بمحافظة الإسكندرية بالمخالفة للقانون المصرى، وكان يتبع فصيلاً سياسياً اعتبر أنه يمثل تهديداً للأمن القومى المصرى، وللتحايل على القانون تغير اسمها من «١٧ فبراير» إلى «النجم الساطع»، فتقرر إغلاقها لمدة عام دراسى فى ٢٠١٥، لحين الانتهاء من جميع التراخيص.

«ماعندناش علمى علوم ورياضة، الثانوى بينقسم لعلمى وأدبى، والتربية الدينية بمجموع، زيها زى الكيمياء والفيزياء، وبناخد دروس فى معظم المواد، والمدرسين مصريين».. بهذه الكلمات بدأ حسن فرج، طالب بالصف الثالث الثانوى، كلامه، مشيراً لوجود بعض الاختلافات الطفيفة بين نظامى التعليم الثانوى فى مصر وليبيا، لافتاً إلى أن الدراسة بحسب المنهج الليبى ثلاث سنوات، السنة الثالثة فيها هى الوحيدة التى تكون بمجموع، وبها التقسيم علمى، بدون شعبتى رياضة وعلوم، وأدبى.

{long_qoute_1}

أما عن المواد الليبية، فيقول «فرج»: «بندرس لغة عربية، وبتكون مقسمة إلى أدب وبلاغة وصرف، والدرجة فيها من ١٦٠، والنجاح بيكون من ٨٠، والتربية الإسلامية مجموعها ٨٠، والنجاح فيها من ٤٠، بالإضافة إلى مادة الكتابة العربية وبتكون من ٤٠، والنجاح من ٢٠، كل دول معاهم باقى مواد التخصص، والعلمى بيكون معاه فيزياء وكيمياء وجميع المواد العلمية، والأدبى بيكون تاريخ مصرى وإسلامى وتاريخ العرب، وكذلك جميع مواد الشعبة العلمية».

ويضيف «فرج»: «الامتحانات بتكون عبارة عن اختيار من متعدد، نفس النظام الأمريكى»، مشيراً إلى أن التعليم الليبى يعتمد على النظام الأمريكى فى وضع الامتحانات، كما أن للتاريخ العربى وضعاً مهماً فى منهجهم، لذلك لا يخلو فصل دراسى من جزء عن تاريخ العرب، بالإضافة إلى الاهتمام بشكل كبير بمادة الكتابة العربية، لإتقان اللغة العربية بشكل كبير. وفيما يتعلق بمصروفات المدرسة، فيوضح الطالب الليبى أنه لا يدفع شيئاً، ولا يعلم هل المدرسة مجانية أم أن السفارة الليبية تدعمها، أما عن الدروس الخصوصية فيشير إلى أنها تحتل مكاناً مقدساً لديهم، وإن كان لا بد من الحضور أولاً للمدرسة، وبعد الانتهاء من اليوم الدراسى، تبدأ رحلة الدروس التى عادة ما تكون فى منزل الطالب، حيث لا توجد «سناتر» أو مراكز دروس خصوصية خاصة بهم، والحصة تكون بحضور طالب أو اثنين، وكلما زاد العدد قلت «فلوس الحصة». وبعد انتهاء المرحلة الثانوية، كما يقول «فرج»، فإن الحاصلين على الشعبة الأدبية دائماً ما يفضلون العودة إلى ليبيا ليكملوا دراستهم هناك، لكن الحاصلين على الشعبة العلمية يلتحقون بإحدى الجامعات المصرية، ودائماً ما يفضلون كليات الطب البشرى، عن باقى كليات القطاع الطبى.

{long_qoute_2}

«مصر أفضل تعليمياً من ليبيا».. بهذه الكلمات بدأ أبوزيد فؤاد، ٢٠ سنة، حديثه موضحاً، أنه قرر الالتحاق بكلية الطب بإحدى الجامعات المصرية، عقب إتمام دراسته فى مدرسة «النجم الساطع» وذلك لرغبته فى أن يكون متخصصاً فى مجال الجراحة العامة، مقتدياً بالمصرى مجدى يعقوب.

ويوضح «أبوزيد» أن السبب الأساسى فى اختياره لمصر تحديداً كمكان يتلقى به العلم هو الشهرة الكبيرة التى ينالها التعليم المصرى فى ليبيا، حيث إن الكثير من المدارس الليبية تستعين بمدرسين مصريين، لذلك لا توجد صعوبة فى تلقى المناهج الدراسية فى مصر على يد مدرسين مصريين، لاعتياد الليبيين على ذلك، بحسب «أبوزيد» الذى جاء إلى مصر منذ خمسة أعوام بعد الاضطرابات التى تلت سقوط الرئيس الليبى معمر القذافى، وعدم انتظام التعليم هناك.

ويقارن «فؤاد» بين المنهجين المصرى والليبى، من حيث المواد ومدى الاختلاف بينها، موضحاً أنه لا يوجد اختلاف بين المنهجين، حيث إن كليهما يعرض مواد علمية وحقائق ثابتة، مشيراً إلى اختلاف طرق التدريس وتوزيع المناهج.

وعن الأساليب المتبعة فى التدريس توضح أسماء زينهم، الإخصائية النفسية والاجتماعية بالمدرسة، أن النظام المتبع داخل المدرسة يعتمد على الدمج بين الطلبة، حيث إنه يوجد وسط الطلبة داخل الفصول بعض الحالات الخاصة «داون»، وكذلك بعض الطلاب الذين يعانون من أمراض التوحد، وهذا أسلوب جديد تتبعه المدرسة الليبية فى القاهرة، لمساعدة هؤلاء الطلاب على التأقلم وسط الطلاب الأسوياء.

وتقول مديرة المدرسة، التى رفضت ذكر اسمها، إن المنهج الذى تعتمد عليه مدارس النجم الساطع هو المنهج السنغافورى، حيث إنه يخاطب العقل بشكل كبير: «فى السبعينات كان المنهج مصرياً، وبعد كده اتغير، وأدخلنا المنهج السنغافورى، لأنه منهج عقلى أكثر من كونه مجرد تلقين فقط، لكن ما يعيبه هو وجود بعض المصطلحات التى لا تليق بالهوية الإسلامية، مما أجبر مستشارى التعليم فى ليبيا على حذف هذه المصطلحات، وهذا ما جعل المنهج مفككاً، وربما يشعر الطلاب بصعوبة بالغة فى تحصيل علومه، كما أن النظام التصاعدى فى التعليم غريب نوعاً ما، حيث إن الطالب فى بداية دراسته يأخذ الأرقام والحروف ومعها الكلمات، وهذا يشكل صعوبة كبيرة على عقول الأطفال الصغار»، على حد قولها.

وعن كيفية استقبال المدرسة لطلابها الجدد، تقول: «المدرسة ابتدائى وإعدادى وثانوى، وأنا مسئولة عن الثلاث مراحل دى، فى بداية دخول الطالب المدرسة، بعمل له فصل دراسى كامل لمراجعة الحروف والأرقام، والوقوف على مستواه، ويكون الطالب ملزماً بالحضور يومياً، كما أنه فى حالة أن يكون للطالب أحد أقاربه معلماً، فيتحتم عليه الحضور مع هذا الطالب، وإعطائه دروسه بنفسه».


مواضيع متعلقة