«فرحة».. ترسم البسمة على وجوه أطفال سوريا

كتب: منة عبده ورؤى ممدوح

«فرحة».. ترسم البسمة على وجوه أطفال سوريا

«فرحة».. ترسم البسمة على وجوه أطفال سوريا

«اللهم احفظ مصر وشعبها وأهلها من كل مكروه وسوء»، دعاء تستمع إليه فور الاتصال بشاهر رجوب، 27 عاماً، الذى وصل مصر فى أواخر عام 2012، حرمته ظروفه الاقتصادية فى بلاده من الحصول على مؤهل دراسى عالٍ، رغم طموحه الكبير.

مجيئه إلى مصر كان بمثابة «فاتحة خير»، إذ فكر بمجرد وصوله فى إنشاء مشروع صغير لكى يساعده على العيش، وبالفعل تعاون مع سيدتين فى تصنيع أطباق الحلويات الشرقية فى المنزل، ومن ثم يقوم هو بعملية بيعها وتسويقها فى مول العرب، وصارت منتجاته مميزة لدى زبائنه، وأصبح مشهوراً بحلوياته.

{long_qoute_1}

وذات يوم، وصل هذا المول رجل مصطحباً معه زوجته للتسوق، وطلب أن يشترى من «شاهر» جميع ما لديه، وكرر هذا الرجل يوماً بعد آخر شراء جميع أطباق الحلويات، وهو ما أثار فضول «شاهر»، الذى لم يتردد فى طرح السؤال الذى يدور فى رأسه، ليجيبه الرجل على الفور، ويخبره بأنه يأخذ تلك الحلويات، ويعطيها للسوريين المحتاجين كعمل خيرى.

شعر حينها «شاهر» بالفرح لسببين، أولهما: أن هذا الرجل اختار حلوياته، والثانى: أنه اشترك فى عمل خيرى دون أن يشعر. وكان ذلك هو الخطوة الأولى لـ«شاهر» فى طريقه للعمل الخيرى، حيث تعاون مع ذلك الرجل فى مساعدة اللاجئين السوريين فى مدينة السادس من أكتوبر، وذلك على حد قوله: «طلب منى أن أساعده فى توزيع بطاطين ودفايات، وهذا ساعدنى فى تجميع معلومات عن هؤلاء اللاجئين والارتباط بعلاقات جيدة معهم». وبمرور الأيام، انضم «شاهر» للعمل مع منظمة عالمية، تحت عنوان «هيئة إنقاذ الطفولة فى مصر»، التى كانت تعمل على توزيع كوبونات مالية بقيمة 200 جنيه للفرد، على أسر هؤلاء اللاجئين. وتابع: «قمنا بعمل أكثر من مليون زيارة للأسر السورية، ونجحت فى المشروع وحصلت على مكافأة وشهادة تقدير من المنظمة».

نجاح «شاهر» دفعه للتفكير فى إنشاء مشروعه الخاص، واختار اسم «فرحة سوريا» لفريق عمله لمساعدة هؤلاء اللاجئين، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، خاصة الأطفال، وذلك على حد تعبيره: «جمعت عدداً من الشباب السوريين والمصريين وتم قبول المشروع، واختيارى قائداً للفريق، والمسئول عنه فى مدينة السادس من أكتوبر». وتعددت الأعمال التى ينفذها «شاهر» فى هذا المشروع: «لم نتوقف على الدعم المادى لأبناء الجالية، بل امتد ليشمل النشاط التعليمى والرياضى والترفيهى، بجانب عملى الأساسى كمسئول الأنشطة فى المدرسة السورية «بناة الحضارة»، ونساعد الأطفال على خروجهم من جو الدراسة، وننظم رحلات ترفيهية لآثار مصر، لأن كثيراً من هؤلاء الأطفال ولد فى مصر»، وأنهى كلامه بقوله: «كل شىء بيفرح الناس هكون موجود فيه.. ودايماً هرسم البسمة على وجوههم».

وعند سؤاله عن سبب حبه للأطفال، قال: «ولدت يتيماً واتحرمت من كلمة بابا.. بحب أفرح الأطفال حتى ولو على حساب حياتى».

وفى نهاية كلامه أوضح سبب وضعه لدعاء مصر على هاتفه، قائلاً: «بحب مصر وبعشق شعبها وبتمنى أكون مصرى فى يوم من الأيام».


مواضيع متعلقة