مدارس السوريين: مراكز تأهيل نفسى أولاً بمناهج مصرية وأنشطة سورية وشهاداتها غير معترف بها

كتب: منة عبده ورؤى ممدوح

مدارس السوريين: مراكز تأهيل نفسى أولاً بمناهج مصرية وأنشطة سورية وشهاداتها غير معترف بها

مدارس السوريين: مراكز تأهيل نفسى أولاً بمناهج مصرية وأنشطة سورية وشهاداتها غير معترف بها

خلال السنوات الأخيرة، ومع ازدياد أعداد اللاجئين السوريين فى مصر، ظهرت مراكز تأهيل نفسى وتعليمى، تحت عنوان «مدارس سورية» فى مصر، توازى فى عملها «السناتر» المصرية، وقد انتشرت تدريجياً فى عدد من المناطق المصرية، أغلبها فى مدينة 6 أكتوبر، والعبور، والعاشر من رمضان، وذلك نظراً لزيادة الكثافة السكانية للاجئين السوريين فى هذه المناطق، لكنها تقتصر فقط على التأهيل النفسى وتدريس المناهج المصرية كاملة، بالإضافة إلى بعض الأنشطة السورية، التى اعتاد عليها الطلاب السوريون، كالموسيقى وغيرها، لكنها لا تختص بتقديم الامتحانات أو إعطاء الشهادات الرسمية، لأنها غير معترف بها ضمن الشهادات الموثقة فى مصر.

{long_qoute_1}

تقول هنادى محمد، مديرة أحد تلك المراكز التعليمية بالحى الثانى فى منطقة السادس من أكتوبر، إنها جاءت إلى مصر منذ 7 سنوات، وبعد وصولها بشهر ونصف، دعاها عدد من أصدقائها ومعارفها السوريين المقيمين فى مصر، لحضور اجتماع، لكى يناقشوا فيه موضوع عمل مركز لتأهيل الأطفال السوريين نفسياً وتعليمياً، لكى يستطيعوا العيش مرة أخرى حياة طبيعية، بعد مشاهدتهم الحروب فى بلدهم، ومعايشتهم لظروف يصعب على الأطفال رؤيتها، وفقدانهم أفراداً من عائلتهم، ومنازلهم: «الأطفال السوريون بيتأثروا بالحرب أكثر من الكبار فى السن، وبيكونوا فى احتياج لتأهيل نفسى، عشان يقدروا يعيشوا حياة طبيعية تانى».

وأضافت «هنادى» أنه فى البداية اقتصر الأمر على مركز واحد، يحوى بداخله جميع المراحل التعليمية، وبمرور الوقت، أصبح لكل مرحلة تعليمية مركز منفصل، ولفتت «هنادى» إلى أن هذه المراكز تقتصر فقط على تدريس المناهج المصرية كاملة للطلاب، وتقوم بعمل اختبارات بالإضافة إلى الأنشطة المختلفة التى تقدمها المراكز، وفى منتصف ونهاية العام، يقوم الطلاب بتأدية الامتحانات فى المدارس المصرية، للحصول على الشهادات الموثقة من الإدارة التعليمية التابعين لها: «عملنا مراكز عشان نساعد عدد أكبر من الطلبة إنهم يتعلموا، لعدم قدرة المدارس السورية على استيعاب أعداد كبيرة من السوريين».

وعن عدد المراكز التعليمية الحالية، قالت «هنادى» إن عددها وصل فى منطقة 6 أكتوبر فقط 17 مركزاً، يضم جميع المراحل التعليمية، بجانب عدد من المراكز الأخرى فى منطقتى العبور والعاشر من رمضان، وأشارت إلى استقبال هذه المراكز التعليمية جميع الجنسيات الموجودة فى مصر، ولكنها يكثر بها الجنسية السورية: «فيه أطفال مصريين وأطفال سودانيين موجودين فى المراكز، لكن الأطفال السوريين عددهم أكبر بكتير».

{long_qoute_2}

أما عن إجراءات وشروط الالتحاق بهذه المراكز التعليمية، قالت «هنادى»، إن هذه الإجراءات تقتصر على صور شخصية، وصورة من الباسبور، وبعض البيانات الشخصية والمعلومات عن الطفل المقدم على الالتحاق بالمركز التعليمى: «التقديم بيكون عبارة عن صور شخصية للأطفال، وبعض البيانات الشخصية عنهم».

وذكرت «هنادى» أن هناك عدداً كبيراً من المدرسين والمشرفين الموجودين فى المراكز التعليمية بجميع المراحل، من مختلف الجنسيات، بينهم مدرسون مصريون، لكن العدد الأكبر سوريون، وأرجعت ذلك إلى عدم تمكين المدرس السورى من العمل بالمدارس المصرية، وذلك وفقاً للإجراءات القانونية التى تحكم عمل المدارس فى مصر، وبالتالى هذه المراكز قامت بمساعدة الطلاب فى استكمال تعليمهم، بالإضافة إلى دورها فى توظيف عدد كبير من المدرسين السوريين الموجودين فى مصر، للرجوع إلى العمل، بعد انقطاعه فور تركهم حياتهم فى سوريا: «المدارس المصرية مش متاح إن المدرسين السوريين يشتغلوا فيها، لأن القانون مش بيسمح بده»، وأشارت مديرة المركز إلى أن هذه المراكز التعليمية أو المدارس السورية، كما يعتبرها البعض، مرخصة فى مصر، منذ نشأتها، ومعروفة وسط المجتمع المصرى، من قبل وزارة التضامن الاجتماعى.

من جانبه، قال أمين حموى، الذى جاء إلى مصر فى أبريل 2013، وهو من سكان حى مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق: «أول ما جيت على مصر كنت مخلص تعليم فى كلية الشريعة بجامعة دمشق، وكان لى نشاطات فى بعض حفلات الإنشاد الدينى والمساجد، وكنت بساعد والدى بالمطعم بتاعه»، وأضاف: «عندى بنت عمرها 4 سنوات، وولد عمره سنة واحدة، ولما جيت على مصر اشتغلت مدرس بمدرسة الأمل المشرق السورية، بالحى الثامن فى مدينة السادس من أكتوبر»، يقول «الحموى» إن إخوته معه فى مصر، ويدرسون بالمراحل التعليمية المختلفة بين الابتدائى والثانوى بالمدارس المصرية، مشيراً إلى المشاكل التى يتعرض لها إخوته فى الدراسة بمصر: «كثافة الفصول بالمدارس المصرية غير طبيعية، مفيش أماكن بالمدارس للعدد الكبير الموجود من الطلاب السوريين فى مصر، فبيروحوا على المدارس السورية».

وعن تفاصيل المدارس السورية فى مصر، قال «الحموى»: «هى بتكون مثل مدرسة خاصة، فيها مدير، وموجه، مدرسين، فصول، مدرسة متكاملة، الدراسة فيها من السبت إلى الأربعاء، والطلاب السوريين بيذهبوا إلى المدارس المصرية يوم الخميس، لكى يثبتوا حضورهم بالمدرسة، السناتر قدرت تحل مشكلة اللهجة السورية، فهى عبارة عن مجتمع سورى مصغر داخل المجتمع المصرى، لأن الطلاب السوريين ممكن ما يفهموا اللهجة المصرية فى الدراسة، والسنتر السورى جعلنا أسرة سورية واحدة، من خلاله بنتواصل مع أسر الطلاب السورية، وكمان بتساعد الطلاب فى عملية استعادة المناهج اللى درسوها من قبل، لأن بسبب الحروب ممكن يكون الطالب انقطع عن الدراسة لمدة سنة أو سنتين، فبيكون محتاج وقت عشان يقدر يدرس من جديد، بنعملهم دورات تقوية، لأن المدرس السورى هو اللى هيقدر يتعامل مع الطالب السورى أكثر من المدرس المصرى»، وتابع: «أكتر شىء بنتمناه إن المدارس السورية يعترف بيها فى مصر، عشان نسهل على الطلاب السوريين، لأنهم بيكونوا بيدرسوا بمدرستين فى وقت واحد»، وأشار إلى وجود عدد من أفراد أسرته وأصدقائه فى سوريا حتى الآن، قائلاً: «عندى أقارب كتير فى سوريا، أعمامى وخلانى وستى، وولاد أعمامى، وأصدقائى فى العاصمة دمشق، وفيه أفراد من أسرتى راحوا على تركيا، ماليزيا، أوروبا»، وأشار «الحموى» إلى أكبر الأزمات التى تواجه كل السوريين الموجودين فى مصر، قائلاً: «أكبر أزمة بتواجهنا هى أزمة الإقامات فى مصر، والتعامل مع السفارة السورية، وها الأزمة بتكلفنا وقت ومجهود كتير، ومصاريف كمان». وأنهى حديثه بقوله: «لم نشعر يوماً بالغربة فى مصر، بنرتاح كتير بالتعامل مع الشعب المصرى، لأنه شعب طيب، بسيط، متقبل الآخر، ما عنده غرور، وما حسسنا إننا غرباء، نفسياً مرتاحين لوجودنا فى مصر، أحسن كتير من دول أخرى».

 

 

الحموى


مواضيع متعلقة