«الوطن» فى رحلة نيلية: أوتوبيس قديم جداً وبطىء وحاله يصعب على الكافر

كتب: عمر نور الدين

«الوطن» فى رحلة نيلية: أوتوبيس قديم جداً وبطىء وحاله يصعب على الكافر

«الوطن» فى رحلة نيلية: أوتوبيس قديم جداً وبطىء وحاله يصعب على الكافر

«نفسى أشوف أوتوبيسات نهرية كويسة من شبرا الخيمة حتى حلوان هتوفر عليّا قرشين أصرفهم وأبسط بيهم العيال، بدل ما أصرفهم على المواصلات ومترو الأنفاق، ده غير المجهود الكبير اللى ببذله عشان أركبهم والله العضمة كبرت وما بقاش فيّا حيل زى الأول أنى أتنقل بين المواصلات، خاصة بعد غلا البنزين وزيادة تذاكر المترو».. قالها عم «عبدالباسط محمد»، عامل، 51 عاماً، وأحد الركاب المستديمين للنقل النهرى.

وأضاف: «باركب النقل النهرى عشان بيحسّسنى براحة نفسية بعيداً عن الزحمة والدوشة»، وتابع أن النقل النهرى «ما بينفعنيش كتير عشان بطىء جداً وبانتظر بين 15 و20 دقيقة على ما يتملى والسواق يطلع بينا، وبينقلنى مسافة صغيرة وبضطر أركبه من الهم اللى بشوفه فى المواصلات، ويا ريت المسئولين يحسوا بينا ويستبدلوا الأوتوبيسات النهرية المتهالكة بأخرى حديثة وسريعة، ويعملوا مراسى على امتداد المسافة بين منطقتى «شبرا - حلوان» هيوفروا علينا كتير ويخفّوا زحمة المرور».

ويسرد «عبدالباسط»، خلال وجود «الوطن» داخل الأوتوبيس النهرى بمحطة «جامعة القاهرة»، اللحظات التى يقضيها أثناء رحلته قائلاً: «ليه المسئولين ما يستغلوش نهر النيل فى المواصلات، ده له مميزات كثيرة ويربط بين أنحاء القاهرة الكبرى، ويعتبر بديلاً غير تقليدى للمواصلات العادية، وتركبه كمواصلة للمكان اللى أنت عاوز تروحه وفى نفس الوقت بيبقى نزهة لنقاء الهواء، وروعة منظر نهر النيل وجمال الطبيعة، كما يشعرك بالراحة النفسية».

{long_qoute_1}

وقال محمد صلاح، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة الأزهر، إن الأوتوبيس النهرى غير قادر كلياً على حل الأزمة المرورية لأنه ببساطة لا يوجد إلا فى منطقة نهر النيل فقط، ولكن بالطبع له القدرة على تخفيف أزمة الزحام فى هذه المناطق إذا تم الاهتمام به والعمل على وضع الخطط التى تساعد فى إحيائه، وإنشاء المحطات التى تربط المناطق الأكثر ازدحاماً، موضحاً أن الأوتوبيس النهرى يتميز باستيعاب عدد كبير جداً من الأفراد، كما أنه ينتقل إلى المكان المراد بطريقة مباشرة «مفيهوش محطات»، ولكن المشكلة تكمن فى أنه «قديم»: «هو آه نعم شغال، ولكن قديم وبطىء جداً، علاوة على ذلك فإن العاملين يهملون نظافة الأوتوبيسات والمحطات وبحس أنه مقلب قمامة».

وأضاف «صلاح» أن النقل النهرى أفضل من البرى من الناحية الصحية، حيث إن الزحام المرورى وعوادم السيارات والأتربة المتصاعدة نتيجة المواصلات البرية تؤثر على الرئتين: «بتعمل حالة اسمها anthracosis نتيجة استنشاق الأتربة والعوادم الناتجة من السيارات، ما يسبب تغييراً فى لون الرئة واسمرارها ويسبب مشاكل تؤثر على الجهاز التنفسى»، مؤكداً أن 80% من المصريين يعانون من تلك المشكلات، أما الأوتوبيس النهرى فالعوادم التى تخرج منه تتوزع فى كمية أكبر من الهواء ولا تصيب الإنسان بضرر، حيث إن تركيز المواد الضارة فى النقل النهرى ضعيف جداً مقارنة بتركيزها فى النقل البرى.

وقال إبراهيم مطر، عامل، 45 عاماً، إن «النقل النهرى وصل لحالة متردية للغاية، كما أن المسئولين لم يعملوا على تطويرها ولا تحديثها، وأيضاً الأوتوبيسات لا تصلح للاستخدام الآدمى»، موضحاً أن «الزجاج بمنافذ الأوتوبيسات مكسور، والغطاء الجلدى للمقاعد مقطوع، وعلى المسئولين وضع خطة لتطويره وتحديثه واستبدال الحديث بالقديم لنقل فئة كبيرة من المواطنين».

{long_qoute_2}

وأضاف «مطر» لـ«الوطن»، أن «حالة الأوتوبيسات متهالكة تماماً، جار عليها الزمن، ولا تستطيع السير، وتحدث بها الأعطال باستمرار، ما يتسبب فى تأخيرنا عن العمل، ولذلك نلجأ إلى المواصلات المعتادة وسط الزحام المرورى فى ظل ارتفاع درجات الحرارة»، موضحاً أن المواصلات النهرية يمكنها مساعدة مترو الأنفاق فى نقل المواطنين وتخفيف العبء عنهم، كما أنه أكثر أماناً من المواصلات البرية حيث تنتشر شرطة المسطحات المائية فى كل مكان». من جانبه، قال محمود خطاب، 59 عاماً، وأحد سائقى الأوتوبيسات النهرية منذ 36 عاماً، إن مرفق «النقل النهرى» متدنٍّ للغاية ومعرّض للانزلاق إلى الهاوية، خاصة أن أغلب الأوتوبيسات متهالكة ولا تصلح للعمل، وأضاف أن السبب الحقيقى وراء تدهور الأوتوبيسات النهرية هو الإهمال وعدم التطوير، حيث ترجع بداية الأوتوبيسات النهرية إلى أكثر من 60 عاماً دون تجديد أو تحديث، كما أن أقصى سرعة لها فى الوقت الحالى لا تتعدى 25 كم فى الساعة، مؤكداً أن الأوتوبيس النهرى بحاجة ملحة إلى صيانة شاملة وبصفة مستمرة ودورية، بالإضافة إلى استبدال القديم منها أخرى أحدث.

وأضاف «عم محمود» لـ«الوطن»، أن «جميع الأوتوبيسات الجديدة التى تأتى للهيئة يتم أخذها للأوتوبيسات السياحية دون النظر إلى المواصلات النهرية التى تخدم المواطنين»، مؤكداً أنه إذا تم تطوير وتحديث مرفق «النقل النهرى» فسيؤدى ذلك إلى زيادة عدد ركاب المرفق ويسهم فى زيادة الدخل القومى للدولة، مضيفاً أن الأوتوبيس يستوعب عدداً كبيراً من الأفراد، وهذا يساعد ولو قليلاً فى فك أزمة الازدحام المرورى، لافتاً إلى أن هناك عجزاً شديداً فى سائقى الأوتوبيس النهرى: عددنا ما يزيدش عن 20 واحد»، موضحاً أن ذلك يرجع إلى خروج من يبلغ سن المعاش دون إيجاد من يسد محله، ما يجعلنا تحت ضغط فى العمل رغم انخفاض مرتباتنا.


مواضيع متعلقة