المتحدث باسم «الأونروا»: نقص التمويل له تداعيات خطيرة على 5 ملايين لاجئ فلسطينى

كتب: نادية الدكرورى

المتحدث باسم «الأونروا»: نقص التمويل له تداعيات خطيرة على 5 ملايين لاجئ فلسطينى

المتحدث باسم «الأونروا»: نقص التمويل له تداعيات خطيرة على 5 ملايين لاجئ فلسطينى

وصف المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين فى الشرق الأدنى، «الأونروا»، سامى مشعشع، الأزمة المالية التى تعانى منها الوكالة بـ«الأشد»، بفعل تخفيض الدعم الأمريكى من 300 مليون دولار إلى 65 مليوناً فقط، لافتاً فى حوار لـ«الوطن» إلى أن عدداً من الخدمات داخل الوكالة تأثرت بفعل ذلك بتوقف برنامج خدمات الصحة النفسية المجتمعية الشهر المقبل، وكذلك برنامج العيادات المتنقلة فى أكتوبر المقبل. وإلى نص الحوار:

بداية، ما الوضع المالى الحالى للوكالة بعد تخفيض الدعم الأمريكى؟

- لا نزال فى أزمة بسبب تخفيض الدعم الأمريكى للوكالة، وهى «أصعب وأشد» الأزمات التى مرت على الوكالة، بل تعد تهديداً وجودياً للوكالة، ولا يمكن لأى أحد أن يدعى خلاف ذلك، إلا أننا أيضاً مصممون على المحافظة على خدماتنا الرئيسية للملايين من لاجئى فلسطين الذين يعتمدون علينا فى الأردن ولبنان والأراضى الفلسطينية المحتلة وسوريا، وعلى المحافظة على ما نقدر عليه من مساعدتنا الطارئة. وعلى الرغم من كافة التحديات التى تواجهها الوكالة، إلا أنها «ستنتصر»، ولن يضعف «دفاعنا عن حقوق وكرامة لاجئى فلسطين».

{long_qoute_1}

كيف أثّر نقص التمويل على الخدمات التى تقدمها الوكالة للاجئين؟

- تخفيض الدعم الأمريكى لـ«الأونروا» من 300 مليون دولار إلى 65 مليوناً فقط، أثر بشكل كبير، وأدى إلى «تعليق كافة الخدمات الطارئة فى الضفة الغربية لانعدام الدعم المالى المخصص للطوارئ، فضلاًَ عن تخفيض بعض خدمات الطوارئ الأخرى، مثل خدمات «الصحة النفسية والعمل مقابل المال، أى أنه ضرب خدمات الوكالة العادية والطارئة فى مقتل، ومساعداتنا الطارئة تعانى نقصاً حاداً فى التمويل، خصوصاً أن التبرعات الأمريكية لبرامج الطوارئ، وتقدر بنحو 100 مليون دولار سنوياً، لم تعد موجودة، وقد أجبرنا ذلك على اتخاذ إجراءات معينة للتعامل مع الوضع القائم، فى كل من الضفة الغربية، وقطاع غزة. والمسئولية الإنسانية للأونروا تقضى بأن نعطى الأولوية للاجئين الذين هم بأمس الحاجة، وحماية خدماتنا الأساسية.

وفى الضفة الغربية، وبسبب غياب التمويل الطارئ، ستقوم الأونروا بإيقاف أنشطة المال مقابل العمل اعتباراً من 31 يوليو الجارى، وستنقل الأسر التى أتى تقييمها خلال العامين الماضيين بأنها تعانى من فقر مدقع إلى برنامج الأونروا لشبكة الأمان الاجتماعى، وهو برنامج رئيس من برامج الوكالة مصممون على استمراره، لأنه يسهم فى أن الأشد فقراً داخل المخيمات يستمرون فى تلقى المساعدة، بجانب استمرار أنشطة الكوبونات الغذائية حتى نهاية العام الجارى، وكذلك برنامج المعونة الغذائية للمجتمعات البدوية.

وتعمل الأونروا مع شريكها، برنامج الغذاء العالمى، لتأمين التمويل من أجل استمرار برنامج المعونة الغذائية حتى 2019، وسيتوقف برنامج خدمات الصحة النفسية المجتمعية اعتباراً من 31 أغسطس المقبل، كما يتوقف نشاط العيادات الصحية المتنقلة 31 أكتوبر المقبل أيضاً.

ومع بذل «الأونروا» أقصى ما تستطيع من أجل تقليل الأثر على اللاجئين تقوم بإعطاء الأولوية لدعم الأمن الغذائى للاجئين الأشد عرضة للمخاطر وذلك عن طريق مواصلة برنامجها الغذائى الطارئ لنحو مليون لاجئ فى قطاع غزة. ومن أجل هذا الهدف فإن تعديلات ستدخل على برنامج الصحة النفسية المجتمعية وبرنامج خلق فرص عمل ووظائف الحماية. وسيتواصل عمل برنامج الصحة النفسية المجتمعى، على الرغم من أن ذلك سيكون بقدرة وتكلفة مخفضة. واعتباراً من سبتمبر 2018، سيتم إدماج أنشطة الصحة النفسية بشكل كبير فى دائرتى الصحة والتعليم بدلاً من أن تكون برنامجاً قائماً بذاته.

{long_qoute_2}

وكيف أسهمت هذه التدابير فى أزمة تسريح العاملين بالوكالة؟

- مع سريان هذه التدابير، فإن عدداً محدوداً من العاملين (محليين ودوليين على حد سواء) سوف يتأثرون، فإن نحو 154 موظفاً فى الضفة الغربية، و113 منهم فى قطاع غزة ممن تم توظيفهم على حساب أموال الطوارئ المستنزفة تلك، لن يتم تجديد عقودهم حال انتهائها. إن الأونروا تقدر تداعيات هذه التدابير على الموظفين المتضررين. وتقديراً للخدمة الهامة لهؤلاء الزملاء ولتفانيهم، وإذا ما اختاروا التقدم لأية وظيفة شاغرة فى المستقبل، فسيتم اعتبارهم «مرشحين داخليين»، ما يمنحهم فرصة استثنائية أكبر لإعادة توظيفهم لدى الوكالة. وبهدف حماية أكبر عدد ممكن من الوظائف والإبقاء على مكونات بعض التداخلات المبنية على الطوارئ عبر إدماجهم فى البرامج الرئيسية فى قطاع غزة، فإن نحو 280 موظفاً وموظفة سيتم نقلهم للعمل بدوام كامل فى وظائف قائمة أو وظائف تمت مراجعتها، فيما سيتم عرض وظائف بدوام جزئى لـ584 موظفاً وموظفة فى وظائف قائمة أو وظائف تمت مراجعتها.

ما تحركات الوكالة لمواجهة نقص التمويل؟

- تخفيض الدعم المالى للوكالة فرض أن تتحرك بسرعة بهدف زيادة الدعم من الدول الأخرى، وزيادة رقعة المتبرعين، ولدينا دعم سياسى مهول من 167 دولة داعمة للأونروا، وهذه الدول ستدعم موقف الوكالة من خلال تبرعات مالية جيدة، ونأمل أن تتواصل. وتحاول الوكالة التعامل مع ملف العجز المالى بتركيز وجدية أكبر، لأن ذلك له تداعيات خطيرة على 5 ملايين و400 لاجئ فلسطينى، سيفقدون الأمل إن لم يجدوا الوكالة شريكاً لهم، وسيكون له تداعياته الخطيرة أيضاً على الاستقرار فى المنطقة.

وتعرض مجتمع لاجئى فلسطين لتحديات معقدة وقاسية خلال العام الماضى، وتنمو بفعل تخفيض التمويل، ولم يعد لدى الأونروا وموظفيها واللاجئين إلا خيار واحد فقط هو مواجهة هذا الوضع سوياً، والمحافظة على العمل المهم للغاية الذى نقوم به. وتصميماً منا على عدم التخلى عن لاجئى فلسطين، قامت الأونروا وشركاؤها بحشد الدعم السياسى والمالى من سائر أرجاء المعمورة للمحافظة على عملياتها وتقديم الخدمات الأساسية للمنتفعين بكرامة وأمل.

أخيراً، ما تقييمك لموقف المجتمع الدولى من قضية اللاجئين؟

- المجتمع الدولى فشل سياسياً بامتياز فى إيجاد حل سياسى مقبول وعادل لقضية اللاجئين، ويجب ألا تعاقب الأونروا على صمودها ووقوفها مع اللاجئين على مدى سبعة عقود.


مواضيع متعلقة