حكاية لاعب صائم| النني.. عزيمة الطفولة تعينه على الصوم في الأرسنال

01:59 ص | الأربعاء 06 يونيو 2018

يرتبط شهر رمضان المبارك بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأسها تأتي قصص الصائمين الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، ولا يغنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم الوطن، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـالصيام، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية موسكو خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية غابت لمدة 28 عامًا.

لاعبون مصريون كثيرون مروا على المستطيل الأخضر لملاعب أوروبا، منهم من مر مرور الكرام ورحل من أوروبا كما دخل دون أن يشعر به أحد، وآخرون تركوا بصماتهم على الفرق الصغيرة والمتوسطة التي ارتدوا قمصانها، ليتذكره الجمهور دومًا كجزءٍ من تاريخ أنديتهم، ومن بينهم من ترك تلك البصمة ثم صعد لفرق المقدمة في أوروبا ليصنع معهم المجد، على غرار لاعب منتخب مصر ونادي أرسنال الإنجليزي، محمد النني.

النني الذي بدأ يداعب الكرة داخل جدران القلعة الحمراء كأحد ناشئي النادي الأهلي، لم يحالفه حظ التصعيد للفريق الأول لينتقل لفريق المقاولون العرب، بعزيمة الرافض للاستسلام والهزيمة، ليجري تصعيده سريعًا للفريق الأول الذي التقطته أعين كشافي نادي بازل السويسري، لينتقل إليه برفقة النجم محمد صلاح.

اللاعب الشاب الذي نشأ في أسرة متوسطة في أحد أقاليم مصر، اكتسب منها عزيمة وتدينًا جعلاه بعد انتقاله لأوروبا، يتمسك بعاداته وتقاليده التي التي تربى عليها، وتعاليم الدين وفرائضه التي عمل بها طوال حياته، ومنها صيام شهر رمضان المعظم الذي حرص عليه ولم يتخل عنه.

"بالفعل إنه أمر صعب ... أتناول وجبة واحدة بدلا من ثلاث وجبات .. ولذلك فإن القوة التي أملكها تتأثر .. ولكن ألعب بنفس المجهود"، تصريحاتٌ أدلى بها لاعب أرسنال الإنجليزي لقناة ناديه عقب انتقاله من بازل السويسري، أعلن فيها تمسكه بالصيام، وعدم تأثر مجهوده خلال المباريات، رغم الصعوبة التي يلقاها نتيجة قلة التغذية خلال اليوم.

عائلة النني التي أنشأته على التدين والتمسك بتعاليم الدين وفرائضه، تركته بعد زواجه لعائلةٍ أخرى استكملت مسيرة التنشئة، بدعمٍ كبيرٍ ساعده على صيام الشهر الفضيل خلال مباريات فريقه، وبعزيمة إضافية على تلك التي يمتلكها منذ الصغر وأوصلته لأحد اكبر أندية إنجلترا.

وقالت صحيفة "الجارديان" الإنجليزية في أحد تقاريرها "النني يستمد قوته من عائلته الصغيرة التي تتكون من زوجته وابنه الصغير، وتدينه والتزامه بتعاليم الإسلام وأداء فروضه، حتى أثناء رحلات الفريق، إضافةً لصيامه في شهر رمضان".