حكاية لاعب صائم| عمر كانوتيه.. غيّر صيامه موعد تدريب فريقه

كتب: عبدالرحمن قناوي

حكاية لاعب صائم| عمر كانوتيه.. غيّر صيامه موعد تدريب فريقه

حكاية لاعب صائم| عمر كانوتيه.. غيّر صيامه موعد تدريب فريقه

يرتبط شهر رمضان المبارك بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأسها تأتي قصص الصائمين الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، ولا يغنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم "الوطن"، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـ"الصيام"، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية "موسكو" خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية غابت لمدة 28 عامًا.

من بين كل اللاعبين المسلمين الذين مروا على ملاعب أوروبا، يظل اسم اللاعب المالي فريدريك كانوتيه محفورًا في الأذهان، بمواقفه التي كان يؤكد فيها مرارًا وتكرارًا تمسكه بعقائده وتعاليم دينه وفرائضه، والحرص دومًا على تأديتها والمداومة عليها، ومن بين تلك الفرائض والتعاليم صيام شهر رمضان.

فريدريك عمر كانوتيه، الذي اعتنق الإسلام في سن العشرين، لم يتوان لحظةً في الدفاع عنه والتمسك به في كل مكان يذهب إليه، فالرجل الذي وصف بـ"الإرهابي" من جمهور توتنهام الإنجليزي حين كان لاعبًا في صفوفه، لم يتحمل البقاء في الفريق بعد تفجيرات لندن 2005، وانتقل إلى نادي أشبيلية الأسباني ليكتب تاريخًا جديدًا ويعيد النادي الأندلسي الغائب عن البطولات منذ 1948 إلى منصات التتويج.

تمسك "كانوتيه" بتعاليم الدين الإسلامي جعلته يُصّر على الصيام، وعدم اتباع تعليمات مدربه الأسباني مارسيلينو تارسيا بضرورة الإفطار، وفي حديثٍ له مع موقع جول العالمي قال كانوتيه: "الصوم والتمسك بتعاليم ديني يزيدني قوة وحيوية.. ولا تعارض في ذلك؛ فمن يعرف الإسلام جيدا يدرك تماما أنه لا يضعف الإنسان بقدر ما يقويه ويفيد صحته".

أمام إصرار كانوتيه على الصيام، وأداء صلاة التراويح في المسجد الذي بناه في مدينة إشبيلية، اضطر مدربه لتغيير مواعيد تدريبات الفريق، لتتناسب مع مواعيد صيام عمر وصلواته، الذي دام إصراره على أداء الفريضة رغم معاناته التي عبر عنها قائلًا في حديثه مع موقع (جول) عام 2009، أحيانا يكون الأمر صعبًا في ظل حرارة الجو المرتفعة في جنوب إسبانيا، ولكنني أستطيع القيام بالأمر الحمد لله".

صيام كانوتيه وامتناعه عن الطعام والشراب رغم أداء التدريبات والمباريات، كان مثار تساؤلات لمدربيه وزملائه كما أكد هو بنفسه في حواره لصحيفة "إندبندنت" البريطانية قائلا: "الأمر يجعل الزملاء والمدربين يتساءلون حول عدم تناولي للطعام، يروني أصلي في غرفة الملابس، ولا أفكر أبدا في الطريقة التي ينظرون لي بها، أنا فقط شخص طبيعي يعيش حياته بطريقته".

لم تكن خلافات أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2007، مع بعض جماهير ناديه ومدربه بسبب التزامه الديني، وإصراره على الصيام رغم رفض النادي، عائقًا أمام صنع شعبيةٍ كبيرةٍ له داخل جدران الفريق الأندلسي، الذي قرر تكريمه عقب رحيله عن الفريق في صيف 2012، حين قرر تغيير اسم نادي إشبيلية لكرة القدم "Sevilla futbol club (SFC)" إلى نادي "إشبيلية كانوتيه" "Sevilla futbol Kanoute (SFK)"، وذلك ليوم واحد هو يوم 25 سبتمبر موعد إقامة المباراة الخيرية الخامسة "تشامبيونز فور أفريكا" لصالح القارة الإفريقية والتي كان يقيمها كانوتيه كل عام على ملعب رامون سانشيث بيثخوان بين نادي إشبيلية وفريق نجوم إفريقيا.


مواضيع متعلقة