حكاية لاعب صائم| رفيق صايفي.. "الدين قبل الكرة"

07:18 م | الأربعاء 16 مايو 2018

يرتبط شهر رمضان المبارك بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأسها تأتي قصص الصائمين الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، ولا يغنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم "الوطن"، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـ"الصيام"، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية "موسكو" خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية غابت لمدة 28 عامًا.

المهاجم الجزائري رفيق صايفي الذي استمرت مسيرته مع كرة القدم 17 عامًا، هو أحد اللاعبين الذين طافوا عددًا كبيرًا من الملاعب داخل فرنسا، حيث لعب لأندية تروا وأجاكسيو ولوريان وإستر، وتدرب تحت قيادة عدة مدربين أوروبيين.

طوال رحلة "صايفي" في ملاعب أوروبا لم يفطر يومًا خلال شهر رمضان من أجل مباراة لكرة القدم، "شهر رمضان شيء مقدس ولا يمكن التلاعب به وبقيمه مهما كانت الأسباب"، وفقًا لحوار اللاعب مع جريدة "النهار" الجزائرية.

تعرض "صايفي" مع صديقه الجزائري الآخر فريد غازي أثناء تواجدهما بنادي تروا لضغوط من مدربهما الفرنسي آلان بيران من أجل الإفطار، ووصل الأمر لحد استبعادهما من المباريات رغم وجودهما كأساسيين وفقًا لحديث "غازي" لجريدة "الشروق" الجزائرية.

لم يستسلم "صايفي" أبدًا لضغوط مدربيه من أجل الإفطار في شهر رمضان، ولم يعترف يومًا حتى بالفتاوى التي استعان بها هؤلاء المدربين والتي تجيز للاعبي الكرة الإفطار، حيث يقول "لقد كانوا يضغطون علينا نحن المسلمين للإفطار، وأنا شخصيًا كنت أتعرض للضغط من بعض المدربين"، وفقًا لحواره مع "النهار" الجزائرية، التي يواصل لها "أنا ما نستعرفش بالفتاوى التي تبيح لنا الإفطار أيام المباريات والتدريبات".

حتى الرخصة التي تتيح له الإفطار، وهي السفر الطويل أثناء الصيام لأداء المباريات في مدن أخرى، لم يستخدمها مهاجم منتخب الجزائر على الإطلاق حسب تأكيده "لم يسبق لي الإفطار أبدا سواء لعبت في ملعبنا أو خارجه"، رغم تعرضه للاستبعاد من المباريات واللعب مع فرق الرديف "لأن الدين قبل كل كرة القدم" كما يؤمن "صايفي".

لم تكن كل حكايات اللاعب مع صيام شهر رمضان تتلخص في معاناته مع المدربين الرافضين أداءه للفريضة الدينية، حيث ساعده وتعاون معه بعض المدربين خلال مسيرته الاحترافية، ولم يقفوا عائقًا أمام صيامه للشهر المبارك.

"لقد كانت علاقتي بغوركوف رائعة وكنت أتفاهم معه كثيرا سواء في رمضان أو غير رمضان" هكذا يتحدث "صايفي" عن مدربه الفرنسي كريستيان جوركوف الذي قاده في نادي لوريان، فالمدرب الفرنسي وفقًا للاعب كان يحترم اللاعبين المسلمين وشعائرهم، "كان يساعدنا على الصيام، حيث كان يجتمع باللاعبين المسلمين قبل شهر رمضان ويخصص لمن قرروا الصيام برنامجا خاصة بحصة تدريبية واحدة يوميا عكس بقية اللاعبين"، حسب اللاعب.

مساعدة جوركوف للاعب أثناء صيامه لم تخذله، حيث يعتبر "صايفي" أن أفضل مبارياته التي لعبها وهو صائم كانت بقميص لوريان تحت قيادة جوركوف، فيقول اللاعب لجريدة "النهار".. "لقاء لوريان أمام فريق كان انتهى بالتعادل، لعبت أساسيًا لمدة ساعة وسجلت هدفًا، حينها أديت مقابلة في القمة وكل من شاهد اللقاء يتخيل له أني كنت مفطرًا والبقية صائمون".

مدربٌ آخر ساعد اللاعب الجزائري الذي اعتزل عام 2010، وهو البوسني ميشا بازدارفيتش، الذي كان يدربه في نادي إيستر وقدم له الإفطار على خط الملعب حين كان يخوض أحد المباريات وهو صائم، وحل الإفطار أثناء أحداثها "أثناء مقابلة رسمية أمام ليون لعبتها أساسيًا وأنا صائم، وعندما حان وقت الأذان قدم لي بازدارفيتش التمر والماء والعصير من على خط التماس، من أجل الإفطار".