حكاية لاعب صائم| "أبيدال".. الزاهد الذي قهر السرطان بقوة الإيمان

07:23 م | الأحد 06 مايو 2018

يرتبط شهر رمضان بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأس هؤلاء يأتي الصائمون الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، لا يثنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم "الوطن"، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـ"الصيام"، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية "موسكو" خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية بعد غياب دام 28 عامًا.

من بين كل اللاعبين المسلمين الذين وطئت أقدامهم ملاعب أوروبا، تبرز حكاية لاعب برشلونة السابق، الفرنسي صاحب الأصول العاجية، إريك أبيدال، الذي أشهر إسلامه عام 2007 عقب زواجه من لاعبة الجمباز الجزائرية حياة كبير.

أبيدال انتقل للفريق الكتالوني عام 2007، وفي نفس الصيف أفردت صحيفة "الموندو" الكتالونية تقريراً عن اللاعبين المسلمين في الفريق الذين يصرون على صيام شهر رمضان، وهم الثلاثي يايا توريه الإيفواري، وسيدو كيتا المالي، والوافد الفرنسي الجديد إريك أبيدال، وأن فريق برشلونة وضع لهم نظاما غذائيا وتدريبيا خاصًا للتوافق مع صيام الشهر الكريم.

وبعد أربعة أعوام من انضمام الفرنسي لنادي الإقليم الكتالوني عام 2011، تعرض للمحنة الأكبر في حياته، حين اكتشف إصابته بسرطان الكبد، وأجرى عملية في 17 مارس لاستئصال الورم الخبيث، وسط تكهنات وتوقعات بانتهاء مسيرته مع الساحرة المستديرة، ليهزم أبيدال التوقعات والمرض ويعود قويًا ليشارك في مباراتي قبل نهائي ونهائي دوري الأبطال الأوروبي، في مايو من نفس العام، رافعًا كأس البطولة التي فاز بها فريقه، في مشهدٍ أسر قلوب عشاق كرة القدم حول العالم.

مرض أبيدال كان سببًا في صدامه مع مدربه الأسباني بيب جوارديولا في صيف نفس العام، خلال معسكر الاستعداد الذي أُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتزامن مع شهر رمضان، ووفقاً لجريدة "سبورت" الداعمة لفريق كتالونيا، بدأ الخلاف الكبير حين طلب المدرب الأسباني من لاعبه الإفطار، نظرًا لارتفاع درجة الحرارة وعدد ساعات الصيام الكثيرة التي تتجاوز الـ 17 ساعة في أمريكا، مستعينًا بنصيحة الفريق الطبي لبرشلونة، الذي حذر الفرنسي من الصيام بسبب حالته الصحية وإجرائه عملية مؤخرًا.

اللاعب المتدين المتمسك بتعاليم دينه صمم على صيام الشهر الكريم، متغاضيًا عن غضب مدربه وتعليمات أطبائه، مؤكدًا أن صيامه لن يؤثر عليه، وأنه حتى لا يخاف الموت، حيث كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حينها، "أنا لا أصوم ولا أصلي بسبب الخوف من الموت بعد مرضي، لكن في الحقيقة الصلاة تزيد زهدي في الدنيا".

المرض اللعين عادد لمهاجمة أبيدال عام 2012 من جديد بعد انتشاره في كبده، واضطراره لإجراء عملية زرع كبد بالكامل، ليعتزل الكرة بشكلٍ كاملٍ بعدها بعامٍ واحد، ولكن ذلك لم يثنه أبدًا عن صيام شهر رمضان حتى أثناء المباريات، موضحاً في حوارٍ أجراه مع صحيفة "فرانس 2" أن إفطاره في رمضان مستحيل "‬نعم أؤدي‮ ‬واجباتي‮ ‬الدينية على‮ ‬غرار الصوم وأؤكد أني‮ ‬ويايا توري‮ ‬كنا محظوظان بلعب المباريات ليليا وهو ما‮ ‬يساعدنا على الصوم نهارا والإفطار ليلا وحتى في‮ ‬التدريبات نؤديها ونحن صائمون،‮ ‬لكن لم‮ ‬يسبق لي‮ ‬وأن فطرت وأنا أخوض مواجهة رسمية لأن ذلك مستحيل".