أوراقهم تحكي| "متآمران".. جلال الشرقاوي يصف سمير غانم وجورج سيدهم

كتب: سارة سعيد

أوراقهم تحكي| "متآمران".. جلال الشرقاوي يصف سمير غانم وجورج سيدهم

أوراقهم تحكي| "متآمران".. جلال الشرقاوي يصف سمير غانم وجورج سيدهم

"أردت أن أقدم وثيقة للأجيال القادمة بعد أن تقاعست الأجهزة الرسمية ثقافة وإعلاما عن أداء هذه المهمة بالنسبة لي ولجيلي وللأجيال السابقة واللاحقة من المخرجين".. بهذه الكلمات لخص المخرج المسرحي، جلال الشرقاوي، ما أراد أن يوصله إلى جمهوره في مذكراته الصادرة في كتابين باسم "حياتي في المسرح"، اللذين يقترب صفحات كل منهما من 800 صفحة، لم يتناول فيهما أحداث شخصية ومشواره الفني فقط، بل تضم أيضًا تاريخًا كاملا للمسرح المصري خلال 40 عامًا قضاها في بين أروقة المسرح لتمثل توثيقا جانبا من هذا التاريخ. 

في الجزء الأول من الموسوعة، تناول الشرقاوي نشأته في 14 يونيو من العام 1934، ومشواره مع الفن، وعدوى عشق المسرح التي انتقلت إليه من شقيقه الأكبر حلمي، ومن ثم التحاقه بمعهد التمثيل بعد تخرجه في كلية العلوم جامعة فؤاد الأول عام 1952، وسفره إلى موسكو ثم فرنسا في بعثة لدراسة الإخراج، ثم عودته إلى مصر وتألقه في المسرح ليعرف عصره كما اعتبره كثير من النقاد بالعصر الذهبي للمسرح المصري.

مساحة كبيرة أفردها الشرقاوي في كتابه عن أعماله الفنية، ومعاركه، وانتصاراته، وكبواته، وخلافاته، إلى أن وصل لخلافه الشهير مع وزير الثقافة آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، واستقالته من هيئة المسرح عام 1970 مع ثلاثة من زملائه هم: كرم مطاوع، وسعد أردش، وأحمد عبد الحليم.

وبعيدا عن تفاصيل الخلاف مع وزير الثقافة، أفرد الشرقاوي مساحة كبيرة لعرض الخلاف الذي دب بينه وبين سمير غانم وجورج سيدهم والتي وصلت إلى المحاكم، ولم تنته إلا بتدخل محمود أمين العالم، رئيس مؤسسة المسرح وقتها.  

يقول الشرقاوي، في مذكراته، إن علاقته بجورج سيدهم وسمير غانم، بدأت بعد وفاة الضيف أحمد، حيث كان عقد الفرقة على وشك الانفراط بعدما فقدت عقلها المدبر والمخطط، وعندما بحثا الاثنين عن ثالث ينضم لهما فكرا في الاستعانة بجلال الشرقاوي، وكان وقتها قد خرج من مسرح الدولة وحالته النفسية والمادية صعبة والظروف مهيأة لانضمامه لهما.

الشرقاوي، أشار في مذكراته، إلى أن سمير غانم وجورج سيدهم اتفقا معه على أن يعمل مديرا فنيا للفرقة نظير مكافأة شهرية قدرها 100 جنيه، وأسندا إليه إخراج مسرحية "انت اللي قتلت عليوة"، مقابل 250 جنيها على أن يتم افتتاحها في موسم عام 1970 الصيفي. ووافق الشرقاوي لرغبته في إثبات قدراته الفنية وتطوير أعضاء فرقة الثلاثي، وتحويلهم من مجرد "مضحكين هزليين" إلى فرقة أكثر احتراما، على حد قوله، فنهج سياسة ردعهم في الخروج عن النص كما اعتادا، وهو ما سبب خلافات بينهما هدأت من روعه موقف "شهم" للشرقاوي إذ ساعد في حل الأزمة المالية للفرقة ودفع من جيبه الخاص 500 جنيه حلت مشاكل الفرقة.

لكن المشاكل، زادت حدتها بين الشرقاوي، ابن مسرح الدولة الملتزم، وجورج وسمير، أبنا المسرح الخاص الذي لا يعترف بقيود وحدود، ورفض الاثنان نص "أوبرا ملك الشحاتين" الذي كان الشرقاوي يعده، وجعل نجيب سرور يكتبه مقابل 250 جنيها من أموال الفرقة، اعتقد الشرقاوي، أن رفض الثنائي بمثابة فض الشراكة بهدوء، حتى بعدما طلبا منه تقسيط المبلغ المتبقي على أقساط، إلا أنه فوجئ باستدعائه للحضور في قسم الأزبكية.

الشرقاوي وجد نفسه أمام بلاغ مقدم ضده منهما يتهماه فيه بتبديد نص "ملك الشحاتين"، "واتضح فيما بعد أنها مؤامرة دبرها جورج لإجباره على التنازل عن الأقساط"، بحسب تعبير الشرقاوي.

 

المخرج المسرحي صب في مذكراته اتهامات قاسية لكلاهما إذ وصف جورج بأنه العقل المدبر والمتآمر لفرقة الثلاثي، أما سمير غانم فقال عنه "لم يكن له في الطور ولا في الطحين، فهو لا يهتم بشيء إلا أن يمثل ويقبض فقط"، وتفاقمت الأزمة ورد الشرقاوي على قضيتهما برفع دعوى شيكات بدون رصيد ضدهما، ولم يحل الخلافات بينهما سوى محمود أمين العالم، رئيس مؤسسة المسرح وقتها.

 وبسبب هذه الواقعة، اعتبر الشرقاوي أن مسرحية "انت اللي قتلت عليوة" من أسوأ ما قدمه في حياته، بل و"سقطة حقيقية" في حياته، وتنازل الشرقاوي عن القضايا التي أقامها ضد الثلاثي مقابل إدراج مسرحية "ملك الشحاتين" ضمن عروض الفرقة الغنائية الاستعراضية وأن يتولى الشرقاوي إخراجها لصيف 1971، وقد كان.


مواضيع متعلقة