أوراقهم تحكي| مصطفى محمود: نعيش بلا إيمان.. وديننا ظاهر فقط

كتب: محمد متولي

أوراقهم تحكي| مصطفى محمود: نعيش بلا إيمان.. وديننا ظاهر فقط

أوراقهم تحكي| مصطفى محمود: نعيش بلا إيمان.. وديننا ظاهر فقط

ألَّف الكاتب والمفكر الكبير مصطفى محمود كتابا حمل فيه كل مذكراته والذي نشر قبل أيام قليلة جدا من وفاته، ويضم جميع أسراره، وأوضح فيه وكشف عن جميع الأسرار التي تخفيها تلك الشخصية العبقرية والشهيرة التي تعرضت للهجوم والشائعات واعتبرت شخصيته واحدة من الشخصيات التي سببت جدلا كبيرا في الشارع المصري خلال القرن العشرين.

نجح الكاتب الصحفي الشاب السيد الحراني في اختراق حياة العزلة التي فرضها العلامة الكبير مصطفى محمود على نفسه، حتى استطاع الاقتراب منه والاستماع لأسرار حياته ورحلاته العجيبة حول العالم وتأملاته الفلسفية التي أدت إلى موجات هجوم على شخصه وتكفيره، حتى استطاع أن يسجل في كتاب مرحله طفولته ومراحله العمرية وما المؤثرات التي جعلته ما هو عليه، بخلاف علاقته بصلاح حافظ والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وعبدالوهاب مطاوع ومحمد عبدالوهاب وصلاح جاهين والرئيس الراحل أنور السادات ولويس جريس وإحسان عبد القدوس ولوتس عبد الكريم وماركس والشيوعية وغيرهم.

تبدأ مذكرات العالم الكبير مصطفى محمود بـ"أبي شكّل الدعم الأكبر في هذه المرحلة.. فمن المشاهد التي لا أستطيع حتى اليوم أن أنساها أبدا أنه بينما كان الآباء من جيراننا يدخلون بيوتهم وفي يد الواحد منهم كيس من الفاكهة أو الخضار، كان أبي يترك شؤون البيت هذه لأمي، فأبي لم يدخل البيت أبدا وهو يحمل (ربطة فجل) كان يحمل دائما في يديه المجلات والكتب"، ليسرد فيما يلى من صفحات كتابه المزيد والمزيد عن حياته الشخصية البحتة.

وفي حالة من الامتنان الخالص لوالدته يتذكر محمود خوف أمه عليه لمرضه المستمر والذي أدى إلى ضعفه وسعيه لتجربة كل شيء بجرأة منقطعة النظير، وضعف صحته كان دافعا له لحالة من القراءة المبكرة حيث كان يميل لكتب سلامة موسى وشبلي شميل وغيرهما، حيث كان تيار "الوجودية" سائدا في تلك الفترة بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يكن يوما والده يبخل عليه بالكتب وكان مثقفا من طراز رفيع هو الآخر، واصطحب الأسرة لمنزلهم الجديد بالقاهرة.

اتهم محمود بالخروج عن الدين الأسلامي فترة من الزمن حتى عاد بحلقات برنامج "العلم والإيمان" وكتابه الشهير والذي فتح عليه نار ألسنة المشككين فيه، حتى لخص تلك الفترة في مذكراته بقوله "نعيش بلا دين، بلا إيمان وأن ديننا هو من الظاهر فقط، كلمات على الألسن في المناسبات وصلوات تؤدي بحكم العادة أصبح الآن بحكم الوصول لا بد من المرونة والتكيف، حتى لا نصطدم ونشتبك، ولا بد لنا من المداهنة والمجاملة والتملق واكتساب الناس بالكذب عليهم، لا بد من أن ننافق الذين نكرههم لأن لهم فائدة ونتجنب الذين نحبهم لأنهم يعطلوننا في الطريق، بالفعل إن نجاحنا يعتقلنا، ينتهك حرماتنا وفي الوقت الذي نظن فيه أننا ننجح ونحقق أحلامنا إذا بنا في الحقيقة نفقد هذه الأحلام، ونفقد أنفسنا وكل هذا من أجل إشباع حوافز الطعام والجنس وحب السيطرة".


مواضيع متعلقة