أوراقهم تحكي| "شهامة" فكهاني وصيدلي مع أنيس منصور

كتب: منة العشماوي

أوراقهم تحكي| "شهامة" فكهاني وصيدلي مع أنيس منصور

أوراقهم تحكي| "شهامة" فكهاني وصيدلي مع أنيس منصور

بين "الجدعنة والشهامة" تميز المصريون في بلدهم وبلاد الغربة، وهذا ما تأثر به أنيس منصور بعد تعرضه لموقفين مختلفين في أسبوع واحد ما جعله يكتب عنهما في عمود "مواقف" بجريدة "الأهرام" عام 2001.

وحكى أنيس عن الموقف الأول عندما كان في فرانكفورت بألمانيا من أجل حضور المعرض الدولي للكتاب، حيث أصيب بأنفلونزا ما جعله يطلب علاجا من صيدلي مصري: "رجوته أن يسعفني بالدواء، وكان صيدليًا مهاجرًا إلى ألمانيا من سنوات عديدة، أنه الدكتور منير شحاتة".

تفاجأ الكاتب بذهاب منير إلى صيدليته ويفتحها خصيصا يوم إجازته لكي يأتي له بالدواء، وانتهز المصريون هذه الفرصة بإقامة حفل تكريم للرجل ولغيره من المصريين "الجدعان" أبناء الشهامة المحبين لأهلهم وبلدهم وفقا لوصف أنيس في المقال.

وبعد مرور ثلاث سنوات على هذا الموقف، جاء لأنيس شاب وقال له إنه من طرف الدكتور "منير شحاتة" وأنه يرسل له هذا المبلغ "360 ماركا ألمانيا"، ويعتذر أنه تقاضى منه مبلغا زيادة بالخطأ حيث إنه اكتشف ذلك منذ أيام وهو يراجع الحسابات.

"كنت قد نسيت دكتور منير شحاتة، بل ونسيت الواقعة التي مضى عليها ثلاث سنوات، فأنا اشتري أدوية كثيرة من كل مكان، وعندي خوف يحاصرني أينما ذهبت إلى أي مكان جديد".. هكذا وصف أنيس الذي اعتاد قبل السفر البحث عن أسماء المصريين أصحاب الصيدليات وأسماء الأطباء الذين يمكن الاتصال بهم وأين وكيف لمساعدته في حال مرضه.

واتصل أنيس بمنير لشكره وأبدى استغرابه لوجود مثل هذه الشخصيات ذو الشهامة قائلا: "فوجئت بالطبيب المصري الشهم أكثر دهشة مني، فمن الطبيعي هو الذي يقول، أن يفعل أي إنسان مثله، أي إنسان عنده ضمير ودين ولا يهم أن كان أحد قد عرف ذلك لأنه لا يقبل مالا حراما".

أما الموقف الثاني الذي أثار استغراب أنيس منصور كان إلحاح الحاج عبدالرحيم، أحد بائعي الفاكهة، لمقابلته حتى يرد له مبلغا من المال: "فقد اخطأنا في الحساب نحن الاثنين، ولم يتسع الوقت لأن نلتقى، هو مشغول وأنا من النادر أن أتردد على أي بقال أو فكهاني.. ولما قابلته سلمني مظروفا قد تمزق بسبب الانتظار سنتين في جيبه وكان المبلغ خمسة جنيهات.. عجبي".

 


مواضيع متعلقة