حكاية من كتاب| قصة رفض أنيس منصور عرضا مغريا من سوزان مبارك

حكاية من كتاب| قصة رفض أنيس منصور عرضا مغريا من سوزان مبارك
- أنيس منصور
- حول العالم في 200 يوم
- كتب
- القراءة للجميع
- أنيس منصور
- حول العالم في 200 يوم
- كتب
- القراءة للجميع
التجارب الفاشلة تتكرر كل يوم، مدخل الأديب المصري أنيس منصور لرفض 3 عروض لكتاب كان أكثر الكتب انتشارًا وشعبية في العالم العربي حسب ما قالت منظمة اليونسكو في وقته، كانت العروض من 3 جهات لا يُرد لها باب وأموال كثيرة يطالها من وزارة التربية والتعليم والانتاج الفني وسوزان مبارك.
"حول العالم في 200 يوم"، كتاب أنيس منصور صدرت طبعته الأولى في العام 1963، حيث زار الأجزاء البعيدة من العالم في الشرق لأقصى وفي أمريكا، والتي لا تخلو من الوصف الممتع، وفي مقدمة الطبعة الرابعة والعشرين. وبعد نجاح الطبعات السابقة بشكل ملحوظ ارتفع ثمنه في السوق مع كل طبعة تقريبًا.
وأشاد به نقاد ومفكرين وأدباء مثل طه حسين وكامل الشناوي والحكيم ولويس عوض وصولًا إلى المشير عبدالحكم عامر، تحدث منصور للمرة الأولى عن 3 عروض تلقاها بعد نجاح كتابه كان مصير جميعها الرفض رغم العائد المادي الكبير.
العرض الأول كان من وزارة التربية والتعليم، والتي طلبت من أنيس منصور الموافقة على طبع الكتاب وأن يكون مقررًا على الطلبة لقاء مبلغ كبير جدًا من المال، وعلى الرغم من سعادته بالعرض إلا أنه لم يتردد في الاعتذار عنه، "أُفضل أن يختارني القارئ على أن أكون مفروضًا عليه"، ذلك المبدأ الذي اتبعه واضعًا نصب عينيه صراخ الطلبة من كتب طه حسين المقررة عليهم، ويصرخون أكثر من كتب العقاد: "عبقرية عمر.. وعبقرية محمد"، لدرجة أن طه حسين رصد مكافأة لمن يقول له: إنه فهم كتاب العقاد (عبقرية عمر) "فإذا كان الكتاب صعبًا هكذا، ثم مفروضًا على الطلبة، فمن الذي يقرأ للعقاد كتابًا بعد ذلك؟!.. ولهذا رفضت" كما قال أنيس منصور.
الكتاب الذي كان باكورة سلسلة أدب الرحلات لأنيس منصور، تلقى عرضًا فنيًا بعمل مسلسل تليفزيوني وكان صلاح ذوالفقار هو المرشح لأن يقوم بدوره في هذه الرحلات قائلًا إن المكافأة كانت كبيرة ولكنه اعتذر أيضًا، ذاكرًا السبب أن الشاشة حركتها كثيرة وكلامها أقل، وهي بذلك تجرد العمل الأدبي من أدبه وفنه وتجعله مجرد رحلة مثل الفيلم الشهير (حول العالم في 80 يوما) للكاتب الفرنسي جيل فرن، ثم عاد التليفزيون ووعد بأن يترك مساحة للأدب الجميل، واعتذر لأن هذه التجربة الفاشلة تتكرر كل يوم، فمعظم الروايات الأدبية فشلت على الشاشة، فالصفحات في الكتاب تتحول على الشاشة إلى لقطة واحدة أو نظرة أو كلمة، حسب تعبير منصور.
وطلبت منه سوزان مبارك أن يوافق على تحويل هذا الكتاب إلى قصص للأطفال، ليقول إنه انتهز فرصة انشغالها الشديد بالكتاب والمكتبات واعتذر عن ذلك أيضًا: "فأنا أكره أن أتطوع إلى أن يكرهني الناس صغارًا، لتتأكد لهم هذه الكراهية كبارًا".