محمد نجيب.. رفض النحاس تمرده على الملك عام 1929.. وله 3 تواريخ ميلاد

كتب: سلوى الزغبي

محمد نجيب.. رفض النحاس تمرده على الملك عام 1929.. وله 3 تواريخ ميلاد

محمد نجيب.. رفض النحاس تمرده على الملك عام 1929.. وله 3 تواريخ ميلاد

"جسد نحيف، شهية ضائعة، بصر ضعيف وحركة نادرة".. نتائج ترتبت على أمراض تمكنت من جسد، لم يعرف الهوان في ريعانه، يقضي يوما طويلا وليلا أطول، تلاحقه الذكريات والتفاصيل الصغيرة والكبيرة، وذاكرة تعذب أول رئيس مصري (1953 - 1954)، بكل ما رآه وعاشه منذ طفولته حتى أيامه الأخيرة.

توفي نجيب في 28 أغسطس 1984، ليخلّد اسمه بعد ذلك على منشآت مدنية، حتى كرّمته قواتها المسلحة، وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط بمدينة الحمام، بالتزامن مع الذكرى الـ65 لثورة 23 يوليو 1952.

 

3 توقيتات لميلاد محمد نجيب، الأولى بمذكرات والده، والثاني اعتمده الجيش، والثالث من رواية لكبار العائلة، فوجد نجيب التاريخ الأول 28 يونيو 1899، وكتب أمامه نمرة واحد "ولأنه كان يطلق علينا أرقامًا، فيكتب نمرة واحد ولد يوم كذا ونمرة اثنين ولد يوم كذا، وتصورت أن هذا التاريخ يصبح تاريخ ميلادي"، حتى اكتشف فيما بعد أن أبيه كان متزوجا من أخرى قبل والدته، وأنجب منها أخ أكبر "عباس" وتوفي مبكرا، لذلك شك نجيب في التاريخ.

{long_qoute_1}

 

أما التاريخ الثاني، بحسب رواية نجيب في مذكراته، التي حملت اسم "كنت رئيسا لمصر"، فقرره القسم الطبي بالجيش، وكان 19 فبراير 1901، وشك فيه نجيب لأنه خضع لتقديرات الآخرين، والتي يسمونها عملية التسنين، والتاريخ الثالث هو الذي يطمئن له أكثر، وهو مأخوذ من تاريخ أحد أقاربه، حيث أكد له كبار العائلة أنه أصغر منه بـ40 يوما، وبالحساب يصبح التاريخ الذي ولد فيه هو 7 يوليو 1902.

واختلفت ظنون نجيب عن تاريخ مولده، لكن ما تيقن منه أنه ولد في الخرطوم مثل أمه "زهرة"، إلا أن جدته كانت مصرية الأصل من المحلة الكبرى، وجده لأمه كان ضابطا كبيرا في الجيش برتبة أميرالاي.

صدف كثيرة وحدت بين رئيس مصر ووالده يوسف نجيب، فكلاهما تيتم وهو في عمر الـ13 عاما، وقضى كلاهما في المدرسة الحربية شهرا واحدا، وبدأ كلاهما حياته العملية ضابطا في الجيش المصري في عمر الـ17 عامًا، وتزوج أكثر من مرة مثل أبيه.

لم تكن شحنته ضد الملك فاروق الأول والتمرد على قراراته وليدة عام 1952، لكن سبق ذلك بنحو 30 عاما، وتحديدا في العام 1929، حيث ذهب إلى منزل مصطفى النحاس، عندما حل الملك فاروق البرلمان، ومنع مجلس النواب من الانعقاد وكانت غالبيته من الوفد، وذهب متخفيًا في زي سوداني فوق بزته العسكرية، ليخبره أن الجيش وراءه، ويمكن أن يسهل له اقتحام البرلمان ودخوله بالقوة، وأخبره بأن "الأورطة التي تحرس مجلس الشيوخ والأورطة التي تحرس مجلس النواب لن يتعرض أفرادها لكم، بل إنهم مستعدون أن يفتحوا لكم الأبواب ويحلوا لكم السلال التي تربطها..".

 

كان رد النحاس على نجيب حينها: "أنا أفضل أن يكون الجيش بعيدا عن السياسة، وأن تكون الأمة هي المصدر الوحيد للسلطات.. وإن كنت في نفس الوقت أتمنى أن يكون انتماء الضباط للوطن وللشعب أكثر من انتمائهم للملك".


مواضيع متعلقة