"محمود" يساعد أهل الروضة في استخراج إعلام الوراثة: مجانا لأهل قريتي
"محمود" يساعد أهل الروضة في استخراج إعلام الوراثة: مجانا لأهل قريتي
الأيام تمر والفجيعة باقية في النفوس، ففي وقت المُصاب يزداد أهل بئر العبد التصاقًا، يشيعون الجنائز ويتقبلون العزاء ويساعدون بما تطال يدهم للكف عن الباقيين، ذلك المنهج الذي تسير عليه القرى، ودفع "محمود" ابن المنطقة إلى خدمة أهالي بلدته باستخرج إقرار وصاية والإعلامات الشرعية لأهالي الشهداء.
أرقام تليفونات مرفقة إلى جانب الإعلان "أي حد من متضرري حادث الروضة عايز إقرار وصاية أو إعلام وراثة يتواصل مع الأرقام المرفقة ويجيب أصل شهادة الوفاة وصورتين وشهادات ميلاد القُصر وصور شهادات وفاة الجد للأب"، طريقة "محمود" ابن بئر العبد لمساعدة أهالي بلدته.
من موقعه كموظف في محكمة شمال سيناء الابتدائية، قرر "محمود" التكفل باستخراج إقرار الوصاية والإعلامات الشرعية، بحسب حديثه لـ"الوطن"، فهي أوراق لا تحتاج إلى محامٍ، "أنا هعملها لأهل بلدتي ودون أي تكاليف وحتى الرسوم البسيطة أدفعها أنا".
بعد استشهاد 305 مواطنين، لم يجد "محمود" أحدًا بداخل قرية الروضة حينما ذهب إليها، مساء أمس، فالسكون يخيم عليها و3 شباب واقفين عند الجامع "والشباب مكنوش حاضرين الحادثة"، ليقرر الاتجاه إليها يوميًا عند رجوعه من عمله للوصول إلى أهالي الشهداء، إلى جنب التواصل مع رئيس المحكة، لبحث كيفية التيسير على أهالي الشهداء.
"محمود" ينتمي إلى البدو ويسكن في بئر العبد، وعمله في العريش، وتواصل مع صاحب صيدلية إلى جوار مسجد الروضة الذي شهد الحادث الإرهابي، طالبًا مساعدته في الوصول لأهالي الشهداء، وكذذلك من خلال المعلمين المصابين عند خروجهم من لمستشفى والإعلان عبر "فيس بوك".
وأعلن النائب العام، أمس، استشهاد 305 مواطنين، بينهم 27 طفلا، وأُصيب 128 آخرين، في هجوم على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، وأعلنت الرئاسة حالة الحداد العام في البلاد، لمدة 3 أيام.
