علاء عبدالمنعم: شعبية «السيسى» أعجزت القوى السياسية عن منافسته

كتب: عادل الدرجلى

علاء عبدالمنعم: شعبية «السيسى» أعجزت القوى السياسية عن منافسته

علاء عبدالمنعم: شعبية «السيسى» أعجزت القوى السياسية عن منافسته

{long_qoute_1}

تعود بداية العمل السياسى والنيابى فى مصر لأكثر من 150 عاماً منذ إنشاء مجلس شورى النواب عام 1866، فى حين يبلغ عمر الحياة الحزبية 111 عاماً منذ نشأة أول حزب سياسى مصرى عام 1907، ورغم هذا التاريخ الطويل تعانى الحياة الحزبية من الكساد والتيبس والضعف، فالأحزاب تجاوز عددها 100 حزب لكنها غير مؤثرة فى المشهد ويعصف بها الكثير من الأزمات التى تهدد بقاءها بسبب الانقسامات بين قياداتها والمشاكل المالية والتنظيمية التى تجعلها فى حالة غياب تام عن الشارع، وباتت التيارات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار محصورة فقط فى نخب قديمة تآكل رصيدها دون أن يكون لها حضور مؤثر فى الشارع. ورغم الزخم الكبير الذى شهدته مصر منذ ثورة 25 يناير وظهور الكثير من الكيانات الحزبية فإن الأحزاب والقوى السياسية فشلت فى استثمار هذا الزخم لبناء قواعد جماهيرية والمشاركة المؤثرة فى الاستحقاقات الانتخابية المتتالية، ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتطيح بجماعة كانت الأكثر نفوذاً وتأثيراً على المستوى الشعبى، لكن الأحزاب والقوى السياسية فشلت للمرة الثانية فى ملء الفراغ الذى خلّفته الجماعة.

أسباب كثيرة أدت إلى «هشاشة» الحياة الحزبية فى مصر، فكثيرون يُحمّلون المسئولية لقادة الأحزاب والقوى السياسية باعتبارها لم تتحرك على الأرض بالصورة المطلوبة، ولم تبنِ قواعد شعبية أو تنظيمات داخلية متماسكة، ولم تنجح فى استغلال الفرص التى أتيحت لها، وانشغلوا بالمصالح الشخصية والزعامات الفردية، فيما يُحمّل البعض المسئولية لأنظمة الحكم والحكومات المتعاقبة. «الوطن» سعت من خلال هذا الملف إلى إلقاء حجر كبير فى مياه بحيرة الحياة الحزبية الراكدة من خلال سلسلة من الحوارات مع قادة حزبيين وسياسيين وخبراء لرصد مظاهر ضعف الحياة السياسية والحزبية، والأسباب التى أدت إلى الوضع الحالى، والحلول التى يمكن أن تعيد الحياة لها من جديد وتمنحها «قبلة الحياة» لتبقى قادرة على البقاء والمنافسة.

{long_qoute_2}

أكد البرلمانى البارز علاء عبدالمنعم أن الحياة الحزبية فى مصر شبه ميتة، واعتبر أن «الأهلى والزمالك» هما أكبر حزبين فى مصر بعيداً عن خريطة الأحزاب السياسية، موضحاً أن شعبية الرئيس السيسى أعجزت القوى السياسية عن منافسته فى الانتخابات.

وقال فى حوار لـ«الوطن» إن القوى المدنية حملته رسالة إلى «الوفد» للتوحد تحت رايته عام 2012 لمواجهة الإخوان، لكن السيد البدوى رئيس الحزب فضل التحالف مع الإخوان، وقال له إن «صفر + صفر = صفر» مشيراً إلى أنه يؤيد وجود حزب للرئيس لكن بشروط أهمها منح الحرية لباقى الأحزاب، معرباً عن أمله فى أن تتمكن الأحزاب من الدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة عام 2022

وأضاف أن إجراء الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية أفضل لأنه يضمن حياة حزبية جيدة ويقوى من وجود الأحزاب على الساحة.. إلى نص الحوار:{left_qoute_1}

كيف ترى الحياة الحزبية فى مصر؟

- الحياة الحزبية فى مصر شبه ميتة.. وليست مادة رئيسية فى أحاديث الناس، ولو جلست على أحد المقاهى وسط مجموعة من الناس فلن تجدهم يتحدثون عن الحياة الحزبية، ودائماً ستجدهم يتحدثون عن الرياضة والانتماء إلى فريق الأهلى أو الزمالك، اللذين يعتبران أكبر حزبين فى مصر، ولن تجد شخصاً يقول أنا منتم لحزب الوفد، فيرد عليه آخر ويقول أنا منتم لحزب التجمع أو المصريين الأحرار، وفى اعتقادى أنه منذ عام 1952، والحياة الحزبية فى مصر ماتت مع قرار حل الأحزاب، كما أن استمرار مصر لفترة طويلة مع حزب واحد أفسد الحياة السياسية، وحتى مع عودة الحياة الحزبية أيام السادات، عادت بفعل الدولة، بمعنى أنه كان هناك قرار للدولة بأن يكون هناك حزب الأحرار معارض يمينى، والتجمع معارض يسارى، والرئيس السادات هو من أعلن هذا حينما قال إن هناك 3 منابر، والمنابر من اليوم أحزاب.

وحتى حزب الوفد عاد بحكم قضائى برئاسة فؤاد سراج الدين، وكان له قواعد شعبية، فالدولة كان من الصعب عليها أن يكون هناك حزب له قواعد شعبية، فخلال انتخابات برلمان 1984 حصل حزب الوفد على عدد كبير من المقاعد، وهذا الأمر أزعج السلطة، وقالوا نريد أحزاباً شكلية لا تمارس دوراً حقيقياً، فحيكت المؤامرات ضد حزب الوفد، حتى فقد صحيفته وفاعليته، ونفس الأمر حدث مع حزب التجمع بعد مظاهرات 1977، لأنه كان حزباً قوياً وتدخلت الدولة عن طريق مباحث أمن الدولة وأضعفت الحزب، فأصبحت جميع الأحزاب بلا قواعد جماهيرية، أو بمعنى أدق أحزاباً على الورق، ومعظمها عائلية.

وكيف نواجه أحزاب العائلات التى أفسدت الحياة الحزبية؟

- المفروض أن الأحزاب تنشأ من القاعدة حتى تصل للقمة، ولكننا فى مصر قيادات الحزب تكون عبارة عن شخص يقول أنا رئيس الحزب، دون أن يكون له جماهير، ففى هذه الأحزاب يبدأ العمل الحزبى من القمة وينتهى عندها، ولا يوجد له أى قواعد، لأنه لو كان هناك قاعدة لكان هناك حزب، فإذا تحدثت عن المؤتمر العام لبعض الأحزاب فلن تجد أحداً، وأكبر دليل على هذا هو أنه على الرغم من تأسيس 104 أحزاب، سنجد أن أكبر حزب فى البرلمان حصل على 65 مقعداً من 600 بنسبة 11%، تقريباً من مقاعد البرلمان وهذا يعكس حقيقة مؤكدة وهى أنه لا توجد حياة حزبية فى مصر، فالأحزاب فى أى مكان بالعالم مهمتها الأولى الحصول على مقاعد فى البرلمان للسيطرة على الحكم، أما أحزاب العائلات التى تتكون من رئيس الحزب، وزوجته الأمين العام، وأقاربه أعضاء الهيئة العليا يمكننا القول إنها قضت على الحياة الحزبية فى مصر.

إذن أنت ترى أن الحياة الحزبية الحقيقية كانت قبل 1952؟

- نعم.. بدليل أن حزب الوفد كان يحصل على الأغلبية فى البرلمان، ورغم ذلك كانت هناك أحزاب مناوئة له، ولها نشاطات ولها جماهيرية، وكنا نرى تغيير رؤساء الحكومة من الأحزاب أيضاً، وكانت الحياة المدنية هى المسيطرة، ورئيس الحكومة يتغير على حسب تغير الحزب، وحصوله على الأغلبية فى البرلمان، والملك لم يكن عسكرياً وكانت الحياة المدنية هى السائدة، لذلك كان كل شىء فى مصر جميلاً، من حيث أسعار العملات والعقارات واللحوم وكل شئ، وكان اليونانون والأرمن وغيرهما من الطوائف يأتون إلى مصر ليقتاتوا، وكانت مصر جاذبة للأجانب لتوفير العيش الكريم لهم أكثر من بلادهم، وكانت الحياة مزدهرة، لكن بعد ثورة يوليو 1952، وترسيخ ثقافة الحزب الواحد، سواء من هيئة التحرير، إلى الاتحاد القومى، إلى الاتحاد الاشتراكى، إلى حزب مصر العربى الاشتراكى، ثم الحزب الوطنى الديمقراطى، كلها أحزاب السلطة، فالثقافة الحزبية فى مصر حدث فيها اضمحلال، لأن غياب السياسة أثر على كل الأوضاع.

هل توقف الحياة الحزبية فى مصر من 1952 إلى 1976 أوجد ضعفاً سياسياً نتيجة انعدام المشاركة فى الحياة الحزبية؟

- هناك أسباب أخرى، وأهم سبب هو اعتقاد القائمين على الحكم منذ أيام جمال عبدالناصر أن السيطرة على الجماهير تكون مع تغول الأجهزة الأمنية فى الأحزاب، فأصبحت الأجهزة الأمنية مسيطرة إلى حد كبير على الأحزاب الكبيرة، مثل أحزاب الوفد والتجمع والأحرار، رغم أنها كانت فى بدايتها أحزاباً قوية.

وهل هناك أسباب أخرى أدت إلى ضعف وتراجع دور الأحزاب؟

- نعم وأهمها القبضة الأمنية، وإثارة الضغائن بين قيادات الأحزاب، والوقيعة بين بعضهم البعض، بمعرفة أجهزة الأمن، كل هذا كان كفيلاً بإضعاف الأحزاب، لأن الدولة فى هذا الوقت لم تكن تسمح بأن يكون هناك أحزاب قوية، لأن فى اعتقادهم الخاطئ أن الأحزاب القوية تعنى الديمقراطية، ولسان حالهم كان يقول إن الديمقراطية وجع دماغ، ونحن لا نريد وجع دماغ فى هذه الفترة، فمنذ أيام عبدالناصر حتى الآن كان الشعار الرئيسى أن الدولة فوق الجميع وهى الأولى بالحماية والدفاع عنها، لكن عليهم أن يعلموا أن الدولة تقوى بالأحزاب، وتقوى بالحياة الديمقراطية، فمثلاً كانت هناك تهديدات وأخطار تحيط بدولة مثل إسرائيل فى بداية نشأتها، وترى أن أعداءها يحيطون بها من كل جانب، ومع ذلك أول ما بدأت كدولة ديمقراطية، وانظر الآن كيف أصبح وضعها، وانظر كيف أصبح وضع الدول العربية، على الرغم من الأخطار واستمرارها، لكن الديمقراطية هى التى حمت إسرائيل فى حين أن الدول العربية إذا لم يكن هناك خطر يهددها كانت تصنعه، لأن الديمقراطية من وجهة نظرهم تزعج الحكام.{left_qoute_2}

لكن جماعة الإخوان كانت موجودة فى نفس الوقت وفى نفس الظروف.. فما سبب قوتها وضعف الأحزاب؟

- الإخوان كانوا يدخلون فى صفقات مع الدولة، لذلك تركت الدولة الحشد الشعبى للإخوان، فى مقابل أن يلتزم الإخوان بطاعة السلطة، وأنا كنت أدافع عن الإخوان فى دورة البرلمان من 2005 إلى 2010، وحين تمكنوا من الحكم، كنت أتصل بهم ولكنهم لا يردون على اتصالاتى، وكان منهم من هم أعز أصدقاء لى، لقد كنا مخدوعين فيهم، رغم أنهم كانوا أصدقائى مثل محمد البلتاجى وعصام العريان وصبحى صالح وآخرين، وبعدما تمكنوا من الحكم تنكروا للجميع ممن كانوا معهم ودعموهم، وبالنسبة لقوة أعضاء الإخوان الـ88 فى برلمان 2005، لم يكونوا كلهم فعالين وكان فقط 5 أو 6 منهم فقط هم الفاعلين والظاهرين فى البرلمان، والباقى كان كمالة عدد.

لكن الإخوان لم يكونوا وحدهم من يعقد الصفقات مع النظام.. فمعظم الأحزاب كانت تعقد صفقات مع الدولة.. أليس كذلك؟

- السر فى ذلك أن الإخوان كانوا أكثر فاعلية من باقى الأحزاب فى تفاعلهم مع الشارع، وكانوا يقدمون خدمات طبية وتعليمية وأطعمة، خاصة فى المناطق الفقيرة، التى كان ظهور الإخوان فيها واضحاً، أما الأحزاب فلم يكن لهم نفس الظهور فى المجال.

ما أبرز الأخطاء التى ارتكبتها الأحزاب وأدت إلى عدم تمكنها من تقوية نفسها؟

- أبرز الأخطاء أن الأحزاب، لم تنزل إلى القواعد الجماهيرية فى الشارع، وكانت تعتمد على الدولة، وكل حزب كان يأخذ معونة نحو 100 ألف جنيه من الدولة، بالإضافة إلى المقر ويعتمدون على تلقى المعونة من الدولة، بما فيها أوراق طباعة الصحف الحزبية، فتقوية الأحزاب ذاتياً تكون من خلال القواعد الجماهيرية الكبيرة، التى تُجمع منها الاشتراكات، ويكون الحزب مستقلاً بميزانيته وأمواله عن الدولة، وهذا ما لم توفره الأحزاب لنفسها، فحزب الوفد مثلاً، ما هى الخدمات التى يقدمها فى الريف وفى الأحياء الشعبية لكى يكون له قواعد؟ ويضاف إلى كل ذلك تدخل الأمن، ولكن تبقى المسئولية مشتركة، فالأحزاب عليها جزء من التراجع لأنها فضلت عدم الوجود، والدولة تتحمل جزءاً بسبب التدخلات الأمنية داخل الأحزاب.

{long_qoute_3}

لكن هل غياب مبدأ تداول السلطة داخل الأحزاب نفسها كان سبباً فى ضعفها وتراجع قوتها وتأثيرها فى الشارع؟

- نعم.. والغريب أن كل الأحزاب ترفع شعار تداول السلطة، وقيادات الأحزاب نفسها تتشبث بالكرسى، وتحدث نزاعات بين الأحزاب ويذهبون للمحكمة، ومن هو رئيس الحزب، وكل هذا الخلاف «على إيه ما تعرفش، زى ما تقول الجنازة حارة، والميت كلب حيث يتم الخناق على أمر هايف جداً»، فما أهمية أن أكون رئيس حزب إذا لم أتمكن من خدمة الناس، الغالبية تسعى لمنصب رئيس حزب للوجاهة الاجتماعية، والحكومة تستدعيه، ورئيس الجمهورية يدعوه فى الاحتفالات العامة، وهذه هى شغلته، إنما العمل على الأرض «مفيش»، والكثير من رؤساء الأحزاب لم يسعوا إلى زيادة أعضاء الجمعية العمومية للحزب، حتى يضمنوا السيطرة الدائمة على الحزب.

الأحزاب بعد يناير وصل عددها إلى 104 أحزاب ومع ذلك ليس لها أى تأثير كيف يمكن مواجهة ذلك؟

- فى اعتقادى أن المشرع لا بد أن يتدخل من أجل محاربة هذه الظاهرة السيئة، بمعنى أن تمنح الأحزاب فرصة جيدة للمنافسة، بما فيها الأحزاب القديمة، بمعنى أن تحصل الأحزاب على مقاعد فى البرلمان، وإن لم تحصل على مقاعد فى البرلمان نرى كم مقعداً حصل عليه الحزب فى المحليات، وإن لم تحصل على مقاعد فى المحليات، يجب بقوة القانون أن يسقط الحزب، فأى حزب لا يستطيع الحصول على مقاعد فى البرلمان أو المحليات، ما أهمية وجوده فى الحياة الحزبية؟ وبالتالى أى حزب لا يحصل على كراسى فى البرلمان أو المحليات يشطب، وإن حصل على مقعد فى البرلمان أو المحليات يستمر، وهذا مشروع قانون كنت أفكر فيه قبل مرضى، وعند الشفاء سوف أتقدم بهذا المشروع، إذا كانت الدولة جادة فى إحياء الحياة الحزبية.

وما الحل للوضع الحالى من وجهة نظرك؟

- الحل الأمثل لعلاج هذه المعضلة حالياً يمكن من خلال دمج بعض الأحزاب من أجل تشكيل كيانات قوية إلى حد ما، بمعنى أن يكون فى مصر على الأكثر من خمسة إلى عشرة أحزاب بحد أقصى، وأى عدد أكثر من ذلك تهريج.{left_qoute_3}

أين ذهب شباب يناير؟ ولماذا لم ينضموا للأحزاب لتقويتها؟

- شباب يناير تعرضوا لحملات تشويه وتخوين واتهام بالعمالة والتمويل، وكل واحد من أعداء يناير كان يتفنن فى كيفية القضاء على هؤلاء الشباب، وبالفعل تحقق لهم ما يريدون، وفى اعتقادى أن الأمور كامنة، وليس بالضرورة أن يكونوا ظاهرين، لأن شباب يناير قبل 25 يناير لم يكن يسمع عنهم أحد نهائياً.

كانت لك تجارب حزبية سابقة.. كيف رأيت الأحزاب من الداخل؟ وما الذى جعلك تبتعد؟

- أول تجربة حزبية لى كانت مع حزب الوفد، وكنت فى الحزب أشغل موقع مساعد رئيس الحزب وعضو الهيئة العليا وعضو المكتب التنفيذى ووزير الظل للشئون البرلمانية والقانونية، فى حكومة الظل الوفدية، وعندما رأيت الوفد يتحالف مع الإخوان، ساءنى هذا كثيراً، ولا أذيع سراً أن ما حدث فى أعقاب ثورة يناير وقبل الانتخابات البرلمانية، تم تحميلى رسالة من الأحزاب المدنية، منها أحزاب «المصريين الأحرار والتجمع والشيوعى المصرى والمصرى الديمقراطى» وغيرها من الأحزاب، إلى حزب الوفد، بصفتى عضواً فى الهيئة العليا، وفحوى الرسالة كان طلباً بأن تتضافر الأحزاب المدنية كلها تحت مظلة حزب الوفد، وأن تكون هناك موازنة واحدة للانتخابات فى 2012، وهذا العرض كان من كل الأحزاب المدنية، على أن يكون حزب الوفد هو القائد وكل الأحزاب المدنية تتحد تحت مظلته.

ممتاز.. وكيف تعاملت قيادات الوفد مع هذا الطرح؟

- طرحت هذا الأمر فى الهيئة العليا لحزب الوفد، وجميع الأعضاء بالهيئة ما زالوا على قيد الحياة، فقيل لى من رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى إن وظيفة الأحزاب السياسية أن تحصل على مقاعد فى البرلمان، وهذه الأحزاب ما تطالب به سيكون «صفر + صفر + صفر = صفر»، أما تحالفنا كحزب الوفد مع الإخوان، يضمن لنا المقاعد فى البرلمان، وكان فى تصورى الشخصى أن هذه فرصة تاريخية لحزب الوفد، لكى يقود الأحزاب والحياة المدنية، فالتحالف مع الإخوان كان يؤيده رئيس الحزب، والهيئة العليا للحزب كان يسيطر عليها الدكتور السيد البدوى، وبالتالى فتح الأمر للتصويت، فانتصر الرأى المؤيد للتحالف مع الإخوان، فتقدمت باستقالتى من الحزب، هذه هى تجربتى مع حزب الوفد

لكنك اتجهت بعدها لحزب المصريين الأحرار؟

- نعم.. تجربتى مع حزب المصريين الأحرار عمرها 6 شهور فقط، ورأيت أن الحزب كان يدار ليس كحزب سياسى، وإنما كشركة، فتقدمت باستقالتى من الحزب، أما تجربتى الأخيرة فكانت الاشتراك فى تكوين ائتلاف دعم مصر، حيث رأيت أن الأحزاب السياسية فى غياب تام عن السياسة، وأكبر حزب استطاع أن يحصل على مقاعد فى مجلس النواب، كان حصول حزب المصريين الأحرار على 65 مقعداً، وبالتالى هذا يعنى أنه سيكون برلماناً بلا أغلبية، وهذا أمر فى غاية الخطورة، لأن البرلمان لن يستطيع أن يحقق ما هو مطلوب منه من إخراج مشروعات القوانين، التى تحتاج إلى قوة حزبية، وهو موجود فى كل برلمانات الدنيا، وأن يكون البرلمان له أغلبية، وإن لم تتوافر الأغلبية تتآلف الأحزاب مع بعضها لتكوين هذه الأغلبية، وإذا ما اختل هذا الائتلاف أجريت الانتخابات مرة أخرى، لذلك شاركت فى تأسيس وتكوين ائتلاف دعم مصر، مع اللواء الراحل سامح سيف اليزل، وتشرفت بكتابة لائحة الائتلاف.

لكنك ابتعدت أيضاً عن الائتلاف فلماذا؟

- ابتعدت عندما تغيرت قيادة الائتلاف، فأنا كنت نائب رئيس الائتلاف وعضو المكتب السياسى، وأحد مؤسسيه والمتحدث الرسمى للائتلاف أيضاً، وحالياً لا أريد الدخول فى تفاصيل هذا الموضوع، ولكننى آمل أن يتجه الائتلاف عقب انتهاء الفصل التشريعى الحالى لأن يكون حزباً سياسياً، وأعتقد أن هذا سيحدث، وسيكون هذا الحزب هو الظهير السياسى للرئيس السيسى.

هل أنت مع أن يكون هناك حزب سياسى للرئيس؟

- نعم.. أنا مع هذا تماماً، لكن بشرط إطلاق الحرية للأحزاب، وأن تعمل الدولة على تشجيع الحياة الحزبية، من خلال التشريع، بمعنى أن قانون الانتخابات لمجلس النواب هو من يحدد مسار الحياة السياسية المقبلة، فأنا أؤيد أن تكون الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة النسبية، وهنا سيتبلور المشهد السياسى وتجتمع كل مجموعة من الأحزاب حول حزب سياسى معين، اقتناعاً بأفكاره ومبادئه، وبالتالى لو أجريت الانتخابات بالقائمة النسبية ستضمن حياة حزبية جيدة نسبياً وستقوى الأحزاب من تلقاء نفسها، هذا إذا أردنا فعلاً أن نؤرخ لتاريخ سياسى جديد فى مصر.

ما دامت بهذا الضعف فلماذا لم تسع الأحزاب للحصول على السلطة منذ عودة الحياة الحزبية؟

- الأحزاب لم يكن فى مقدورها أن تنافس على السلطة، ولم يكن يسمح لها بذلك، حتى إن انتخابات الرئاسة فى 2005، كانت شكلية.

وكيف ترى غياب الأحزاب عن مشهد الانتخابات الرئاسية حالياً؟

- نتيجة طبيعية لضعف الأحزاب.

كيف ترى ترشح موسى مصطفى موسى فى الانتخابات الرئاسية؟

- ترشح موسى مصطفى موسى كان مفاجئاً لى، وأرى أنه قام بدور وطنى حتى نحافظ على الشكل العام للانتخابات، وشأنه شأن الدكتور السيد البدوى، الذى رشح نفسه والهيئة العليا رفضت ترشحه، إنما موسى مصطفى أعلن ترشحه والهيئة العليا وافقت على ذلك.

كيف ترى مشهد الانتخابات الرئاسية فى 2022؟ وهل ستكون الأحزاب قادرة على الدفع بمرشح؟

- أتمنى أن تكون الأحزاب قادرة على الدفع بمرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكننى أعتقد أنها لن تكون جاهزة، لأن الحياة الحزبية لا يتم خلقها فى 4 سنوات، لأننا ليس لدينا حياة حزبية حتى الآن.

فى رأيك هل شعبية الرئيس السيسى تعد سبباً لعدم وجود مرشح له فى الرئاسة؟

- بالطبع.. فشعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى أعجزت الأحزاب والقوى السياسية عن إيجاد منافس له فى انتخابات الرئاسة.

 


مواضيع متعلقة