الشرقية: مبادرات للتبرع بـ«المجهود».. ولجان شعبية للإشراف على تنفيذ المشروعات

الشرقية: مبادرات للتبرع بـ«المجهود».. ولجان شعبية للإشراف على تنفيذ المشروعات
- أجهزة طبية
- أهالى القرية
- الأراضى الزراعية
- التواصل الاجتماعى
- الجهود الذاتية
- الشرب والصرف الصحى
- الشقق السكنية
- مستشفى «25 يناير»
- أجهزة طبية
- أهالى القرية
- الأراضى الزراعية
- التواصل الاجتماعى
- الجهود الذاتية
- الشرب والصرف الصحى
- الشقق السكنية
- مستشفى «25 يناير»
التبرعات فى محافظة الشرقية لا تقتصر فقط على جمع الأموال، وإنما تشمل أيضاً تطوع عدد كبير من «الشراقوة» بجهودهم ووقتهم، للمشاركة فى المبادرات الخيرية، التى يتم إطلاقها فى مختلف قرى ومدن ومراكز المحافظة، بهدف حل كثير من المشكلات التى يعانى منها الأهالى فى تلك المناطق، خاصة مشكلات الصرف الصحى، وانقطاع مياه الشرب، التى تضعها تلك المبادرات على رأس أولوياتها. وعلى مدار سنوات طويلة، ظل أهالى 8 قرى وعشرات العزب التابعة لها، بمركز الحسينية، يعانون من مشكلة نقص خدمات الصرف الصحى، مما دفعهم إلى البحث عن حلول للقضاء على هذه المشكلة، ولم يكن أمامهم سوى خيار واحد، وهو توفير قطعة أرض لإقامة محطة رفع للصرف الصحى.. بهذه الكلمات بدأ «مجدى البقرى»، أحد أبناء قرية «شرارة»، حديثه لـ«الوطن»، وقال إن هذه القرى والعزب موزعة على وحدتين محليتين، هما الوحدة المحلية بقرية «الإخيوة»، وتضم 4 قرى رئيسية ونحو 50 عزبة، والوحدة المحلية بقرية «قهبونة»، وتضم أيضاً 4 قرى و19 عزبة، يقطن بها نحو 150 ألف مواطن.
وأوضح أنه فى ظل غياب مشروع الصرف الصحى، اعتمد الأهالى على استخدام «الطرنشات»، التى يتم كسحها مرتين أو ثلاثاً فى الأسبوع، وقد ارتفعت تكلفة الكسح، بعد غلاء الأسعار، من 20 إلى 50 جنيهاً فى المرة الواحدة، بينما قام عدد كبير من الأهالى، الذين تقع منازلهم بالقرب من الترع والمجارى المائية، بتوصيل مواسير من منازلهم إلى هذه الترع، لصرف المجارى إليها مباشرة، رغم استخدام مياه هذه الترع فى رى الأراضى الزراعية، ما يؤدى إلى تلف وتلوث المحاصيل، بالإضافة إلى وقوع خلافات ومشاجرات بين الأهالى، عند طفح الخزانات فى الشوارع. وضرب «البقرى» مثالاً على حجم المعاناة التى يعيشها أهالى القرية بقوله: «منذ يومين، توفى أحد الأشخاص، وتم إقامة العزاء فى دار المناسبات بالقرية، إلا أننا فوجئنا بطفح الصرف وغرق الشارع أمام سرادق العزاء، مما دفع بعض الأهالى إلى شراء مقطورة رمل بمبلغ 600 جنيه، وإلقائها فى الشارع، لامتصاص مياه الصرف، ومساعدة المعزين على الدخول والخروج»، كما لفت إلى أن مساجد القرية يوجد بها خزانات أيضاً، ويتم كسحها نحو 10 مرات فى الشهر، ويتم جمع تكلفة الكسح من الأهالى، بواقع من 3 إلى 5 جنيهات من كل شخص شهرياً.
وسعى أبناء قرى المنطقة إلى إنهاء هذه المشكلة، وتقدموا بالعديد من الشكاوى إلى هيئة مياه الشرب والصرف الصحى، للمطالبة بإدراج قراهم ضمن مشروع الصرف، ولكن دون جدوى، إلى أن جاء رد الهيئة بمطالبتهم بتوفير قطعة أرض لإقامة محطة رفع عليها، وبدأ عدد من الأهالى، خاصة ممن يهتمون بالشأن العام والعمل التطوعى، فى بحث كيفية توفير قطعة الأرض، وعقدوا سلسلة اجتماعات فى مركز الشباب، إلى أن عرض أحد الأهالى رغبته فى بيع قطعة أرض تبلغ مساحتها 6 أفدنة بقرية «الإخيوة»، يمكن إقامة محطة الرفع عليها، ولكنهم فوجئوا بأن قيمة الأرض تبلغ 2.5 مليون جنيه.
{long_qoute_1}
وتابع: «بدأنا رحلة جمع المبلغ بالجهود الذاتية، وتم إطلاق مبادرة بعنوان ادعم بلدك، كما تم تشكيل لجنة تطوعية، ضمت مجموعة من الأشخاص المشهود لهم بحسن الخلق والسمعة، ثم بدأنا فى تقسيم السكان إلى شرائح، حيث تم تحديد 100 شخص من القادرين والأثرياء، ومطالبة كل منهم بدفع مبلغ 5 آلاف جنيه، وتم جمع نصف مليون جنيه كدفعة أولى»، مشيراً إلى أنه تم جمع تبرعات من 3 مرشحين لانتخابات مجلس النواب الأخيرة، بقيمة 50 ألف جنيه، كما تم حصر الوحدات والشقق السكنية، ومطالبة كل شقة بدفع مبلغ 200 جنيه.
ولفت إلى أنه تمت الاستعانة بمكبرات الصوت فى المساجد، لحث الأهالى على التبرع، كما دشن عدد من شباب القرية حملة على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعى، ودعوة أبناء القرى المغتربين بالخارج للتبرع، وكانت هناك استجابة واسعة، إلى أن تم جمع مبلغ 2 مليون جنيه خلال فترة قصيرة، واكتفى صاحب الأرض بهذا المبلغ، معلناً تبرعه بباقى ثمن الأرض للمساهمة فى المشروع، وعلى الفور تم تقديم عقد الأرض إلى هيئة مياه الشرب والصرف الصحى، وفى سنة 2015 صدر قرار بتخصيصها لإنشاء محطة رفع عليها، إلا أنه لم يتم توقيع العقود الخاصة بتنفيذ المشروع إلا أواخر ديسمبر 2017، ومن المتوقع أن يبدأ العمل بإنشاء محطة الرفع خلال الأيام المقبلة، على أن يتم الانتهاء من تنفيذها خلال عامين، مشيراً إلى أن الشركة المنفذة طلبت توفير مكان لإقامة العاملين بالمشروع، طوال فترة التنفيذ، وتبرع الأهالى باستئجار شقة سكنية لهم، بقيمة 500 جنيه شهرياً.
وفى مركز فاقوس، تمكن أهالى قرية «كفر العدوى» من استكمال وتجهيز مكتب بريد بالقرية، من خلال التبرعات التى تم جمعها بالجهود الذاتية.
وفى صان الحجر، أطلق الأهالى مبادرة أهلية لتطوير الوحدة الصحية، بهدف توفير خدمات لمرضى الغسيل الكلوى، الذين يواجهون مشقة فى الحركة والانتقال إلى المستشفيات خارج المركز، وقال «فهمى البلتاجى»، أحد الأهالى، إن أقرب مستشفى يوجد فى مركز الحسينية، على بعد 22 كيلومتراً، وإذا كانت الحالة حرجة، يتم تحويلها إلى مستشفيات مدينة الزقازيق، ويستلزم ذلك قطع مسافة تصل إلى 70 كيلومتراً، وأضاف أن الأهالى قاموا بإنشاء وحدة للغسيل الكلوى، وعدد من العيادات الخارجية، من خلال الجهود الذاتية، على قطعة أرض خالية بالوحدة الصحية، بتكلفة بلغت 1.5 مليون جنيه، تم جمعها من الأهالى، وأوضح أن الوحدة تضم 7 ماكينات للغسيل الكلوى، ووحدة لمعالجة المياه قبل وبعد عمليات الغسيل.
وتشهد قرية «الشبراوين»، التابعة لمركز ههيا، إنشاء مستشفى «25 يناير» بالجهود الذاتية، حيث بدأ المشروع بإنشاء مركز طبى لعلاج أهالى القرية بالمجان، من خلال تبرعات الأهالى، وقال «محمد الجارحى»، أحد أبناء القرية، إن عدداً من الشباب أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان «تاكسى الخير»، ومن خلال التبرعات التى جمعتها الحملة، تم إنشاء عيادتين ومعمل أشعة، كما تم تجهيز المركز بأجهزة طبية حديثة، بلغت قيمتها نحو 500 ألف جنيه، وتابع: «فكرنا فى تطوير المركز، وقررنا إنشاء مستشفى متكامل»، مشيراً إلى أنه تم بالفعل الانتهاء من تشييد 8 أدوار من مبنى المستشفى.