من المستشفى لـ«الشارع».. رحلة المتعافين من المرض النفسى

من المستشفى لـ«الشارع».. رحلة المتعافين من المرض النفسى
- الأمانة العامة
- الأمراض النفسية
- الدكتور محمد
- الشئون الاجتماعية
- العلاج النفسى
- القلق والتوتر
- المرض النفسى
- المرضى النفسيين
- المريض النفسى
- بروتوكول تعاون
- الأمانة العامة
- الأمراض النفسية
- الدكتور محمد
- الشئون الاجتماعية
- العلاج النفسى
- القلق والتوتر
- المرض النفسى
- المرضى النفسيين
- المريض النفسى
- بروتوكول تعاون
كان يحلم يومياً باستكمال الشفاء من المرض النفسى الذى أصابه فى يوم من الأيام، ليفاجأ بعد سنين وشهور من العلاج النفسى والعزلة والوحدة بين السرير والأدوية وفى طرقات مستشفى المعمورة النفسى فى الإسكندرية أنه بلا مأوى. ويسلك المريض النفسى المتعافى الذى لا يعرف مأوى له طريقين بعد إكمال الشفاء والحصول على اذن الخروج من الطبيب المعالج؛ إما الحيل التى يتبعها من أجل البقاء داخل مستشفى المعمورة للأمراض النفسية للاستمرار فى المكان، أو الخروج إلى الشارع.
{long_qoute_1}
تكررت حالات التعافى للأمراض النفسية داخل مستشفى المعمورة للأمراض النفسية، لكن كانت المشكلة فى المأوى، حيث رفض كثير من الأهل تسلم ذويهم بعد استكمال العلاج، وآخرون مجهولو الهوية تم إرسالهم إلى المستشفى من قبَل الشرطة أثناء وجودهم فى الشارع، وعلمت «الوطن» أن تكرار الحالات دفع إدارة المستشفى إلى إبرام اتفاق مع وزارة الشئون الاجتماعية من أجل إيداع المرضى النفسيين المتعافين فى دور الإيواء، خاصة كبار السن مجهولى الهوية، أو من يرفض ذووهم استقبالهم بعد مرحلة الشفاء.
«ن. س»، 40 سنة، إحدى حالات المتعافين من المرض النفسى، التى تطوعت للعمل داخل مستشفى المعمورة كمشرفة، بعد شفائها من المرض النفسى وعدم وجود مأوى لها. وقالت إن أصعب إحساس يمر على المريض النفسى بعد علاجه عدم وجود مأوى وأهل له بسبب رفض أهله العودة إليهم مرة أخرى بعد مرضه الذى يعتبره البعض وصمة عار على العائلة، مؤكدة أنها تطوعت للعمل داخل المستشفى مشرفة من أجل الإقامة فيه أو اللجوء إلى دار الإيواء التى توفرها الإدارة.
وأضافت أن كثيراً من كبار السن لا يجدون مأوى لهم بسبب عدم رغبة الأبناء فى إرجاعهم بعد مرضهم النفسى أو هروبهم من المنزل برغبة عدم العودة إلى ذويهم، مشيرة إلى أن دار الإيواء هى الحل الأفضل لتوفير الرعاية بدلاً من الشارع والإصابة بالمرض النفسى مرة أخرى وإساءة حالتهم الصحية والنفسية. وأوضح «ج. م»، 50 سنة، مشرف متعافى، أن المريض يظل يقاوم المرض ليتحسن ثم يخرج ليفاجأ أنه بلا مأوى ولا أهل، مؤكداً أن نظرة المجتمع للمريض النفسى قاتلة، ولا بد من تغييرها نهائياً.
وأكد أن إدارة المستشفى وجدت بعض البدائل، لكن كثيراً من المرضى يعودون إلى المستشفى مرضى مرة أخرى بسبب عدم وجود المأوى. وقال الدكتور محمد زهدى، مدير مستشفى المعمورة للأمراض النفسية، إنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين الأمانة العامة للصحة النفسية ووزارة الشئون الاجتماعية، ينص على إيداع المرضى الذين تحسنت حالاتهم فى إحدى دور الرعاية التابعة للشئون الاجتماعية، فى حالة عدم الاستدلال على ذويهم لتسلمهم.
وأكد «زهدى» أن المستشفى بالفعل أودع بعضاً من المرضى المسنين، الذين استقرت حالاتهم فى دار «الهدايا» لرعاية المسنين، ويتم توجيه زيارة طبية دورية من المستشفى بشكل دائم لمتابعة حالتهم الصحية. وأوضح أنه يتم صرف العلاج اللازم لاستقرار الحالة أثناء إقامتها فى دار الرعاية، مشيراً إلى أن المستشفى يرفض حجز المريض فى حالة إذا كان يمثل خطورة على نفسه أو المحيطين به، أما الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر فيتم معالجتها من خلال العيادة الخارجية التابعة للمستشفى.