تصوير «المرضى النفسيين بالعباسية» يفتح النار على «الصحة»

كتب: سلمان إسماعيل ومريم الخطرى

تصوير «المرضى النفسيين بالعباسية» يفتح النار على «الصحة»

تصوير «المرضى النفسيين بالعباسية» يفتح النار على «الصحة»

أثارت واقعة تصوير عدد من المرضى النفسيين بمستشفى العباسية والتشهير بهم، حالة من الغضب فى الأوساط الحقوقية والبرلمانية، التى اعتبرت أن تصوير المريض انتهاك لخصوصيته وخروج عن آداب المهنة، حيث فتحت هذه الواقعة النار على وزارة الصحة التى تواجه اتهامات بالإهمال فى حق هذه النوعية من المرضى والتقصير فى توفير الرعاية اللازمة لهم. وأعلن عدد من الكيانات تشكيل لجان تقصى حقائق، من المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولجنة الصحة بالبرلمان، لإجراء زيارات ميدانية إلى مستشفيات الصحة النفسية. وقال عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن كرامة الإنسان أياً كانت حالته العقلية يجب تقديمها على كل الأمور الأخرى، مضيفاً لـ«الوطن» أن تصوير المرضى بطريقة لا تليق، يجب أن تواجَه بحزم، ولا يصح أن ينال أحد منهم أو يصورهم فى أوضاع لا تليق. وأشار إلى أن الإجراء الذى اتّخذته وزارة الصحة بوقف المسئولين عن الواقعة جيد ومُرضٍ، لافتاً إلى أن ما حدث يستدعى البدء فى العمل على مستوى أعلى من ذلك.

ودعا المجلس القومى للصحة النفسية إلى الاجتماع لوضع تصور يضمن الحد من انتشار هذه الظاهرة التى تسىء إلى الجميع، واستبدال العناصر غير الفاعلة فى هذه المصالح، وتنشيط هذا القطاع، مؤكداً أن هناك مستشفيات فى المحافظات وضعها سيئ للغاية. وكشف «شكر» عن أنه سيتقدّم بمذكرة لمحمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، للعمل على تشكيل لجنة من المجلس، تجوب المحافظات للوقوف على أوضاع نزلاء مستشفيات الصحة النفسية.

{long_qoute_1}

من جانبه، قال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن أوضاع المرضى النفسيين فى مصر لا تسر، لافتاً إلى أن المجلس القومى للصحة النفسية لم يجتمع منذ سنتين، قائلاً: «أنا عضو فى هذا المجلس الذى لم يجتمع منذ تولى الدكتور أحمد عماد الدين، مهامه كوزير للصحة».

وأضاف «سلام» أن مستشفى الخانكة به 1000 مريض نفسى، ولا يوجد به غير 4 إخصائيين فقط، مؤكداً أن واقعة التصوير التى جرت فى مستشفى العباسية، أمر مُجرّم قانونياً وأخلاقياً.

وأشار إلى أن أبجديات حقوق الإنسان، وحقوق المريض، تمنع هذه التصرّفات التى تعتبر تشهيراً، إلا فى حال تقديمها إلى جهات التحقيق فقط، مؤكداً أن واقع المرضى النفسيين فى مصر من وحى الدراما والسينما يقول إنهم يعيشون مأساة يومية، يختلط فيها الإهمال الطبى وسوء المعاملة.

وقال النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن اللجنة ستفتح ملف الخدمة الطبية فى مستشفى العباسية على خلفية واقعة تصوير المرضى بشكل غير لائق، مضيفاً فى بيان أن اللجنة تدرس تنظيم زيارة إلى مستشفى العباسية للاطمئنان على المرضى ومستوى الخدمة المقدّمة لهم. وطالب «عابد» بوضع قواعد محدّدة للتعامل مع المرضى النفسيين، سواء من جانب الأطباء، أو من جانب أطقم التمريض، وأن يتم وضع عقوبات صارمة لمخالفى هذه القواعد.

وشدّد على ضرورة تركيب كاميرات فى المستشفى، لضمان الحفاظ على حقوق المرضى وطريقة التعامل معهم على مدار اليوم، معتبراً قرار وزارة الصحة الخاص بوقف مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، و11 من طاقم التمريض، عن العمل وإحالتهم إلى التحقيق، خطوة جيدة مبدئياً، لكن لا بد من وضع قواعد تضمن عدم تكرار هذه الوقائع مرة أخرى.

{long_qoute_2}

وقال النائب مجدى مرشد، عضو لجنة الصحة بالبرلمان: إن مستشفيات الصحة النفسية فى مصر تعانى من خلل كبير فى عملها، مضيفاً أن الموضوع يُثار من حين إلى آخر فى وسائل الإعلام، ويجب وضع رقابة صارمة على هذا القطاع.

وكشف أن لجنة الصحة ستُشكل لجنة تقصى حقائق للوقوف على واقع المرضى فى جميع المحافظات، ولقاء أهالى المرضى، والخروج بتوصيات فى هذا الشأن، والتأكد من حقيقة هل سوء المعاملة حالات فردية فى مستشفى أو اثنين، أم أنها ظاهرة تستوجب حلولاً ومواجهات أخرى، مشيراً إلى أن هذا القطاع يعانى إهمالاً وتقصيراً من قِبَل وزارة الصحة، لأن غير المؤهلين من الإخصائيين والممرضين يستغلون عدم إدراك المريض فى ممارسات كثيرة. وتابع: «لا بد من تشديد الرقابة؛ لأنها ليست المرة الأولى التى نرى فيها الاستخفاف بالمرضى النفسيين داخل المستشفيات».

من جانبها، أعلنت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض، ورئيس الإدارة المركزية لشئون التمريض بوزارة الصحة، إحالة 11 ممرضة فى واقعة الممارسات غير الأخلاقية بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، إلى الهيئة التأديبية بالنقابة العامة، على أن يتم فصلهن حال ثبوت الاتهامات الموجّهة إليهن. وقالت فى بيان: إن الممارسات التى ارتُكبت فى مستشفى العباسية لا تليق بالعاملين فى مستشفى بهذا الحجم، موضحة أن مجلس النقابة سيُشكل مجموعات عمل لزيارة جميع مستشفيات الصحة النفسية بالجمهورية، بالإضافة إلى المستشفيات العامة والمركزية فى القاهرة والمحافظات.

من ناحية أخرى، قالت مصادر بـ«الصحة» لـ«الوطن»: إن قطاع الصحة النفسية بالوزارة بدأ التطوير منذ عدة أشهر، حيث يتم تطوير عدد من المستشفيات، والعمل على إنشاء مستشفيات أخرى، موضحة أن ما حدث فى حالة «مستشفى العباسية» ليس انتقاصاً من المرضى أو حقوقهم، حيث إن استحمام المرضى أمر إيجابى، وفى إطار العلاج اللازم لحالتهم النفسية، مشيراً إلى أن الأزمة الفعلية هى «التصوير» وهو أمر يمنعه القانون.

وأضافت «المصادر»، أن الخطأ فى التصوير «تصرّف فردى»، والوزارة تخدم عشرات الآلاف من المرضى بأقل مبلغ مالى قد يتم دفعه، حيث يبلغ ثمن الكشف جنيهاً واحداً، والأدوية تُصرف مجاناً فى أغلب الحالات، موضحة أن لجنة تقصى الحقائق الخاصة بالوزارة ستنظر فى الواقعة التى تم التصوير خلالها، لتُحدّد المتسبّب فيها، والوزارة مستعدة للتعاون مع أى حالات أخرى، للوقوف على مدى جودة الخدمات المقدّمة للمرضى النفسيين.


مواضيع متعلقة