قليوب: الإخوان «فص ملح وداب» و«الكراهية» تحرق مقر الجماعة

قليوب: الإخوان «فص ملح وداب» و«الكراهية» تحرق مقر الجماعة
فى 30 يونيو الماضى، وبعد مقتل 2 من الأهالى، أحرق عدد من الشباب الغاضبين مقر جماعة الإخوان بمدينة قليوب، إحدى أكبر مدن محافظة القليوبية، والتى كان للجماعة نشاط ملحوظ فيها، نتيجة لوجود أحد أقطابها وعضو مجلس الشعب السابق، الدكتور أحمد دياب، منذ عام 2005، وهو التاريخ الذى تم فيه تأسيس ذلك المقر، داخل «محل كبير» بإحدى العمارات الواقعة عند مدخل المدينة.
ويحكى أشرف الشيمى، أحد سكان المنطقة، الذى يمتلك مخزنا للأخشاب بجوار مقر الإخوان، أن عددا من الشباب تجمع أمام مقر الجماعة، وقاموا بإشعال النيران فيه، قائلاً «جالى واحد قال لى إلحق شباب بيحرقوا مقر الإخوان، وأنا المخزن بتاعى جنب المقر، فأسرعت إلى المقر وحاولت تهدئة الشباب ولكنهم لم يستمعوا إلى أحد، وعلمنا قبل الحريق أنه كانت هناك أسطوانتا بوتاجاز بالداخل، فقمنا بكسر الباب «الصاج» وإخراج الأنابيب من الداخل حتى لا تشتعل العمارة بأكملها». ويضيف الشيمى لـ«الوطن» أن سكان العمارة كانوا يعيشون حالة ذعر حقيقى، بعدما رأوا هؤلاء الشباب يتجمعون أمام العمارة، وأنه لا ذنب لهم فيما يحدث، حتى إن صاحب العمارة لم يستطع فعل أى شىء مع هؤلاء الثائرين، إلا أنه قام بتغيير الأقفال الخاصة بالمقر وغلقه ووضع عليه لافتة مكتوبا عليها «المحل للإيجار».
محدثنا الذى لا ينتمى إلى أى فصيل سياسى انزعج من وجود مقر لجماعة الإخوان، فى مكان ملاصق لمصدر رزقه الوحيد، قائلاً «أنا مكنتش مؤيد ليهم ولا لغيرهم، أنا عايز الحياة تمشى والحال يرجع زى الأول، لأننا مش عارفين نشتغل».
ويقول يحيى أبونار، أحد الشباب المقيمين بمدينة قليوب، إنه عقب أحداث 30 يونيو الماضى، بدأ نشاط الإخوان يختفى تماما فى المدينة، حتى وجودهم فى المقر الخاص بهم أصبح نادرا. ويروى الشاب العشرينى أنه خلال شهر رمضان الماضى، وإثر وقوع حادث سير على طريق مصر - إسكندرية الزراعى، تجمع عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من المنتمين إلى جماعة الإخوان، وأشعلوا أحداثا توفى خلالها اثنان من شباب المدينة، فخرج عدد من الأهالى إلى المقر وحاولوا أن يحرقوه، باستخدام زجاجات المولوتوف، وبالفعل تم إلقاء ما يقرب من 20 زجاجة مولوتوف على الباب الخاص بالمقر والذى تم حرقه من الخارج، وكان المقر خالياً تماماً. ويحكى الأهالى أن المقر الخاص بجماعة الإخوان بمدينة قليوب، تم تأسيسه فى عام 2005، كمقر للحملة الانتخابية للدكتور أحمد دياب، أحد قيادات الجماعة فى محافظة القليوبية، ثم تحول بعد ذلك إلى المقر الرسمى للجماعة بالمدينة.
أما نور فرج فيقول إن الشباب أثناء المظاهرات فى 28 و30 يونيو، قاموا بتأمين مقر جماعة الإخوان، حتى لا يندس أحد بينهم ويتعدى على المقر، ولكن بعد عزل الرئيس محمد مرسى، اختفت كافة قيادات الإخوان بالمدينة، ولم يظهر منهم أحد، وتم إغلاق المقر نهائياً. ويتابع «نور» أنه بعد مقتل شابين من شباب قليوب، أثناء خروجهما من عملهما، بعد مظاهرة لجماعة الإخوان، قام الشباب بحرق المقر الرسمى للإخوان، بسبب غضبهم من مقتل هذين الشابين، خاصة أنه أصبحت هناك حالة كراهية لدى الجميع تجاه جماعة الإخوان.
كتب - محمد الخولى:
فى قلب «ميدان الساعة»، بوسط مدينة دمنهور، تقع العمارة الشهيرة التى أطلق عليها الأهالى «عمارة الإخوان»، فلا أحد هنا من جيران المقر المركزى للجماعة بالبحيرة اطمأن له بال، منذ أن تولى الرئيس السابق محمد مرسى الحكم، لأن الاحتجاج والغضب فى الشارع كان يصل إلى محيط هؤلاء الجيران، السكان دائما يغادرون شققهم على أمل أن يرضى الشارع عن «مرسى»، حتى يعود الهدوء، كل المحال التجارية المجاورة للعمارة صُنعت لها أبواب حديدية لكى تحمى مصدر الرزق من الأذى.
ذهب مرسى وعادت الراحة للسكان والسكينة إلى محيط المكان، وعاد الهاربون، وفتحت المحال على مصاريعها أمام الزبائن، فيما أغلقت نوافذ وأبواب مقر جماعة «الإخوان» تماما. «الوطن» رصدت خلال زيارة إلى مقر «الجماعة» و«حزب الحرية والعدالة» التغيرات التى طرأت على المكان، وفرح الجيران بإغلاق المقر الذى أزعجهم طويلا.
العمارة مكونة من أربعة طوابق، فى أسفل العقار توجد محال تجارية، أحدها يتبع شركة «بيع المصنوعات المصرية»، أما فى الطابق الأول فعيادات طبية، وفى الثانى مكتب للمحاماة وشقة سكنية وعيادة طبية، وفى الثالث يوجد مقر الإخوان، تجاوره شقة تابعة لأحد السكان الأقباط، وفى الطابق الرابع شقق سكنية. وفى الدور الثالث كان المقر مغلقا بباب حديدى حديث الصنع، ولا توجد لافتة تشير إلى أن هذا هو مقر الإخوان، فقد أزيلت اللافتة يوم اقتحام المقر، وكل المنافذ الرئيسية التى تؤدى إلى الشقة موضوعة عليها نوافذ حديدية لمنع اقتحامها مجددا، وحسب رواية سكان العمارة، أن الجماعة كانت تستعد لتجديد المقر بعد اقتحامه وتهشيم محتوياته قبل أحداث ثورة 30 يونيو.
سكان عمارة الإخوان عبّروا عن فرحهم بعد إغلاق مقر الإخوان فى عمارتهم، وقال أحد السكان، الذى رفض ذكر اسمه، لـ«الوطن»، «بداية وقوع توتر فى العمارة بسبب المقر كانت فى أعقاب ثورة يناير، قبل تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، حيث حضر عدد من المعارضين لعزل مبارك وحاولوا اقتحام المقر، لكن الإخوان تصدوا لهم، وخرج الدكتور جمال حشمت، القيادى الإخوانى، فى بلكونة المقر وأطلق عدة طلقات نارية فى الهواء من مسدس كان بحوزته وتوالت الأحداث حتى صعد الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم».
ويضيف «الصراحة مشفناش يوم كويس من بعد فوز مرسى، وتحديدا بعد الإعلان الدستورى اللى طلعه فى الوقت اللى كان فيه الاستفتاء على الدستور الجديد، بقينا بنشوف ناس غريبة من الإخوان متجمعة فى العمارة وخارجها، ومعاهم شوم فى المقر وخارج المقر عند مدخل العمارة».
الشقة المجاورة لمقر الإخوان مباشرة كانت تسكن بها أسرة «إبراهيم عبدالمسيح»، الذى قالت إحدى أفراد أسرته «كان الإخوان يتعاملون معنا كويس، ولما يأتى ضيف لنا وإحنا مش فى الشقة كانوا يضايفونه فى غيابنا حتى نعود، لكن كنا بنخاف زى سكان العمارة كلهم وإحنا خوفنا كان أكثر لأننا أقباط، وبرضه مسلمناش من المشاكل، وشقتنا تعرضت لسرقة محتوياتها قبل اقتحام مقر الإخوان ولما سألت أشخاص فى المقر، قالوا لى إنهم شاهدوا السارق وهو يستولى على مقتنياتكم فى الشقة ونعرفه، وهو يتردد علينا لأخذ تبرعات».
اخبار متعلقة
مقرات الإخوان.. «من أعمالكم سُلط عليكم»
القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر
جزيرة الدهب: المقر مغلق بناء على «غضب» الأهالى
«الإرشاد القديم»: للفقيد الرحمة.. وللإخوان «العنف والإرهاب»
الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة
دمنهور: الفرحة تغمر سكان «عمارة الإخوان» وأهالى المنطقة: «غمة.. وانزاحت»
المنوفية: علم مصر يغطى مقر الجماعة.. والمحافظة تعلن «الارتياح العام»