القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر

كتب: مها البهنساوى

القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر

القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر

مصير غريب ومأساوى، أشبه بمصير الحزب «الوطنى» المنحل، لقيه حزب الإخوان «الحرية والعدالة» فى القاهرة، بعد القبض على القيادات، لتبقى مقرات الحزب الذى كان حاكما، شاهدا على رد فعل الشعب تجاه التنظيم وحزبه، مع اختلاف بسيط بين مقرات الحزبين، وهو أن بعض مقرات حزب الإخوان تم غلقها بالشمع الأحمر بعد تفتيشها والتحفظ على ما بها من أوراق. وأمام وزارة الداخلية تحديدا، اختاروا أن يكون هذا المكان أحد أكبر مقراتهم بالقاهرة، فقد ظنوا فيما يبدو أن زمن الخوف من الأمن انتهى، لم يتوقعوا أن تعود عقارب الساعة بهم إلى الوراء مرة أخرى، ليتحول مقر «الحرية والعدالة» التابع لتنظيم الإخوان إلى أطلال، وتضع عليه الداخلية «جارتهم» فى المنطقة بصماتها بالشمع الأحمر. ولم يستغرق الأمر عدة دقائق، بعد كلمات الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، التى أعلن فيها عزل الرئيس السابق محمد مرسى، كانت الأوامر قد أصدرت لرجال الشرطة بتفتيش المقر الرئيسى للحزب، والتحفظ على ما به من مستندات، قد تدين من كانوا فى سدة الحكم. روايات ذلك اليوم يحكيها أحد أمناء الشرطة قائلا «إن تنفيذ القرار اتخذ عدة ساعات بعد محاصرة المتظاهرين للمقر ومحاولتهم اقتحامه وتدميره، وما تبقى من المقر هو عدة مستندات تم التحفظ عليها وبعض الأسلحة و«البلى» و«النبل»، فضلا عن بوابة ضخمة وجزء من اللافتة التى تم تحطيمها». ويقع المقر فى مبنى فخم مكون من طابقين، كان يطل بثقة شديدة على مقر وزارة الداخلية، فلم يظن الإخوان يوما أن تطاردهم الشرطة مرة أخرى كما كان فى السابق، خاصة بعد أن وصل أحد قياداتهم إلى كرسى الحكم. وعلى طريقة، مصائب قوم عند قوم فوائد، استغل أحد معارض السيارات الساحة الأمامية لمقر تنظيم الإخوان بمنطقة «الألف مسكن» لتكون جراجا خاصا به، ويتحدث أحد العاملين بالمعرض عن المقر، الذى كان سببا فى تعرض سياراتهم للخطر، بعد هجوم بعض الشباب عليه يوم 30 يونيو، الأمر الذى اضطر الموجودين داخل المقر المكون من عدة طوابق إلى تغطية اللافتة بعلم مصر، خوفا من تكرار الرشق بالطوب مرة أخرى. ويقول «أحمد» لـ«الوطن»، «احنا جيرانهم من عدة سنوات، من سنة 2005، عندما كان المقر خاصا بالدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى السابق، وقتها كان المكان مقره الانتخابى فقط، وكان له استراحة خاصة به فى الطابق الرابع، ومع وصول الإخوان إلى الحكم تم وضع لافتة الحزب بثقة كبيرة، وبدأ يتردد على المكان شباب الإخوان على مدار اليوم، وأغلبهم من المحافظات لأنهم كانوا يبيتون فى الطوابق المخصصة لهذا الغرض». ويضيف «أحمد»، «ولكن بعد أحداث 30 يونيو لم يعد أحد يتردد على المكان سوى واحد من العاملين، جاء لوضع أسلاك وأبواب حديدية على الشارع الرئيسى، وفى الفترة الأخيرة عندما وقعت الاشتباكات بعد إصرار إحدى المسيرات على الاعتصام فى وسط الشارع هنا لضمان وجود مكان لمبيت السيدات وتوفير دورات مياه باستغلالهم لهذا المقر، رفضنا ذلك بشدة وبدأ الشباب فى الاشتباك معهم، خوفا من اعتصامهم». ويختلف المشهد أمام مقر الإخوان فى منطقة شبرا، فمع تحطم لافتة مقر حزب «الحرية والعدالة» بجوار محطة مترو سانت تريزا، لم تسلم حوائط المكان، بداية من السلم إلى أبواب المقر، من العبارات الرافضة لوجود الإخوان والمنددة بحكم الرئيس السابق محمد مرسى، وبجوار الأسهم التى تشير إلى وجود المقر بالطابق الثالث وضع الشباب بصماتهم فى كل طابق، الطابق الأول كتبوا عليه «الله حى ودورك جى»، وفى الطريق إلى الطابق الثانى «كلنا جمال عبدالناصر»، أما فى الطابق الثالث وبجوار بوابات المقر فكُتب باللون الأزرق على الجدران «الإخوان خرفان». وبمجرد الوصول إلى المقر تظهر معالم باب مكسور وآثار تحطيم المكان بالكامل، أوراق ملقاة على الأرض وأبواب تم تكسيرها، ولم تسلم الأبواب الرئيسية من التحطيم ولم يُترك بعضها سليما إلا لوضع صور الرئيس السابق وعليها علامات الرفض «إكس»، ومن فوقها صورة لعبدالناصر، فيما يرفض الجيران الحديث عما وصل إليه المقر وتكتفى إحدى السيدات بالإشارة إلى كتابات الجرافيتى مؤكدة «هى كافية لتشرح ما حدث يوم 30 يونيو». اخبار متعلقة مقرات الإخوان.. «من أعمالكم سُلط عليكم» جزيرة الدهب: المقر مغلق بناء على «غضب» الأهالى «الإرشاد القديم»: للفقيد الرحمة.. وللإخوان «العنف والإرهاب» الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة قليوب: الإخوان «فص ملح وداب» و«الكراهية» تحرق مقر الجماعة دمنهور: الفرحة تغمر سكان «عمارة الإخوان» وأهالى المنطقة: «غمة.. وانزاحت» المنوفية: علم مصر يغطى مقر الجماعة.. والمحافظة تعلن «الارتياح العام»