«الإرشاد القديم»: للفقيد الرحمة.. وللإخوان «العنف والإرهاب»

«الإرشاد القديم»: للفقيد الرحمة.. وللإخوان «العنف والإرهاب»
هذا الشارع الهادئ، على كورنيش النيل، فى منيل الروضة، كان شاهدا على صعود الإخوان، من جماعة محظورة داخل شقة صغيرة بالدور الرابع، كانت مستقرا لاجتماعات مكتب الإرشاد، إلى مواقع حكم مصر، حيث غادروها إلى برج «المقطم» الذى هوى قبيل ثورة 30 يونيو.
أنشئ المقر فى نهاية التسعينات، وتوافد عليه عدة مرشدين للجماعة، منهم محمد الهضيبى ومحمد مهدى عاكف ومحمد بديع. وفى العمارة رقم 20 بشارع الملك الصالح، يروى جيران المقر، الذى تحول إلى مقر جريدة الحرية والعدالة، الناطقة بلسان حزب الإخوان، صور تضررهم من وجود التنظيم لسنوات إلى جوارهم فى عهد الرئيس حسنى مبارك، والمعزول محمد مرسى. فى عهد الأول كان رجال أمن الدولة لا يغادرون الشارع، ويشكلون مصدر توتر دائم لحركة السكان وتوجس من مناوباتهم على المقر أو خارج العمارة أو داخل بعض المحلات المجاورة، وفى عهد الثانى شهد المكان اشتباكات وأحداثا بين مؤيدى ومعارضى مرسى كانت مصدر إزعاج دائم للسكان.
لم يتبق من آثار الإخوان فى العمارة إلا بعض المكاتب، وعلم مصر، ولافتة طولية كتب عليها: تم نقل مقر جريدة الإخوان المسلمين من العقار. يقول حارس العمارة «إن الإخوان كانوا يملكون شقة واحدة قبل ثورة 25 يناير، يجتمعون فيها منذ تولى المرشد عمر التلمسانى، وبعد ثورة يناير اشتروا شقتين إضافيتين لتكونا مقرا لجريدة الحرية والعدالة، والشقتان مسجلتان باسم رئيس الحزب، الدكتور سعد الكتاتنى، بينما الشقة القديمة كانت مملوكة لحسن الجمل، ولما أنشأ الإخوان مقر المقطم، تركوا الشقق للجريدة».
الحارس يؤكد أن أفرادا من أمن الدولة فى عهد مبارك كانوا يوجدون طوال الوقت أمام العمارة وبالمحلات والشوارع المجاورة، يسجلون من يدخل ومن يتردد عليهم، ويجمعون المعلومات عن أى شخص يرتبط بهم، معلقا «بعد ثورة يونيو عادت الشرطة مرة أخرى للمقر عشان تسأل عنهم وتقبض عليهم».
الأهالى يؤكدون أن الإخوان نقلوا مقتنيات ومعدات وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجريدة فى 29 يونيو، وبعدها لم يأت أحد منهم إلى المقر.
بدا الفرح على سكان العمارات المجاورة، بعد إغلاق الجريدة ومغادرة الإخوان، ويروون أنه فى 29 يونيو حضرت مجموعة ملثمة بالزى الفلسطينى، فى سيارتين، وغادروا فى اليوم التالى، ولم يتحدثوا إلى أحد أو يشتبكوا مع أحد، ويرجح الأهالى أن سبب وجودهم الدفاع عن مقر الجريدة.
إحدى السيدات كانت تجلس على كرسى بمدخل باب العمارة، أكدت أن السكان كتبوا لافتة على العمارة، حتى لا يقتحمها أحد من معارضى الإخوان، ما يعرض السكان للخطر «الحمد لله ارتحنا، كنا ساعة المظاهرات بنحط إيدينا على قلوبنا من الخوف عشان عيالنا متتعرضش لأذى».
اخبار متعلقة
مقرات الإخوان.. «من أعمالكم سُلط عليكم»
القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر
جزيرة الدهب: المقر مغلق بناء على «غضب» الأهالى
الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة
قليوب: الإخوان «فص ملح وداب» و«الكراهية» تحرق مقر الجماعة
دمنهور: الفرحة تغمر سكان «عمارة الإخوان» وأهالى المنطقة: «غمة.. وانزاحت»
المنوفية: علم مصر يغطى مقر الجماعة.. والمحافظة تعلن «الارتياح العام»