الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة

كتب: عبدالفتاح فرج

الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة

الزقازيق: المقر مرفوع «نهائياً» من الخدمة

على الرغم من مرور نحو 40 عاماً على إنشائه، تعرض مقر الإخوان الرئيسى بالشرقية للحرق والسلب والنهب مثل باقى مقرات الإخوان بالمحافظات. تحمّل المقر الكائن بشارع «عبدالعزيز عياد» المتفرع من شارع المحافظة ممارسات نظام مبارك القمعية على مدار 30 عاماً، لكنه لم يصمد أمام المظاهرات المناهضة للجماعة بعد عام واحد من توليهم الحكم، وشهد الشارع الذى يقع فيه المقر اشتباكات عنيفة بين الإخوان ومعارضيهم قبل 30 يونيو الماضى، انتهت باقتحام المقر وسرقة محتوياته بالكامل. وعلى واجهة الشقة التى كانت تضم المقر تظهر آثار الحريق والتحطيم، الشارع يبدو هادئاً، لا يوجد ما يعكر صفوه بعد اختفاء الإخوان منذ شهرين، وهناك لافتتان معلقتان بالطابق الرابع من العقار الذى يوجد به مقر الإخوان مكتوب بالأولى: «عبدالناصر قالها زمان، الإخوان ملهمش أمان» وبها صورة عبدالناصر، والثانية مكتوب عليها: «رحمك الله يا زعيم.. غدروا بك الخائنين»، وبها صورة السادات. فى المبنى المقابل لعمارة مقر الإخوان يقف محمد شاكر، أحد الأهالى فى مكتبته، يعلق على حرق مقر الإخوان قائلاً: «كل الناس هنا مبسوطة إن الإخوان مشيت من الشارع، ما شفناش يوم حلو من بعد ما مرسى بقى رئيس، المقر دا قديم أوى شفت فيه كل رؤوس الإخوان زى مرسى وفريد إسماعيل.. قبل ثورة 25 يناير أمن الدولة كان بييجى هنا على طول وبيقبضوا عليهم عشان كدا كانوا بيشتغلوا بشكل سرى، لكن فى ظل حكم الإخوان كان بيحرس المقر لواءات شرطة، قلت لهم: انتو بتحرسوا شقة؟ بجد كانت مهزلة». ويضيف شاكر: «وقت الأحداث كنت أقوم بغلق المحل من الساعة الرابعة عصراً خوفاً من تعرضنا لأى أذى، أو استهداف المحل أو سرقته، حالنا كان واقف، لكن دلوقتى الحمد لله ارتحنا من الهم دا». ويشير صاحب المحل إلى مقر الإخوان بالعمارة المواجهة له ويقول: «شقق الناس دى اتبهدلت، عشان كدا الكابتن محمود اللى ساكن فى الرابع علق يافطة كبيرة وكتب عليها: تم طرد الإخوان، العمارة بها أسر وأطفال». وفى الطابق الرابع من العقار كان يجلس الكابتن محمود سامى صاحب مدرسة كرة قدم، وأحد أبطال حرب أكتوبر والحاصل على وسام «نجمة سيناء»، وهو يقول: «عمر مقر الإخوان بالشرقية يرجع إلى تاريخ إنشاء العمارة فى عام 1974، وهو ملك شخصية إخوانية اسمها عبدالرحمن الرصد خصصها للجماعة كمقر رئيسى، ورغم حظر نشاطها ومصادرة أموال قياداتها أيام مبارك، فإن أعضاء الجماعة قاموا بتعليق لوحة كبيرة باسم الجماعة على الشقة من الخارج». ويضيف الرجل الستينى: «كبار قيادات الإخوان كانوا يترددون على المقر بمن فيهم رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى أثناء ترشحه لانتخابات مجلس الشعب فى انتخابات 2005 و2010، وقبل انتخابات الرئاسة مرسى كان بيزورنى فى شقتى كتير، وبدأنا نتصاحب على بعض من بعد انتخابات 2005 لما حاولت الداخلية تزوير الانتخابات ضده، وكنت أتعاطف مع الجماعة لاعتقادى أنها مظلومة، ووقفت مع مرسى فى الانتخابات، وحاولت مراراً السماح لمؤيديه بدخول لجان الانتخابات، ولما فاز فى الانتخابات حضر إلى هنا ليشكرنى، ومن يومها صرنا أصدقاء وأعطانى أرقام هواتفه الخاصة، لكن عندما ترشح للرئاسة قلت له: لو أصبحت رئيساً الإخوان هتبوظ البلد لأنهم بيقولوا يا إما إحنا أو إحنا»! ويعتدل الرجل فى جلسته ويقبض على عصاه ويكمل قائلاً: «قمت بتعليق صورة عبدالناصر فى بلكونة شقتى لأنى من محبى هذا الزعيم، أنا مع الجيش، سيبك من الرئيس اللى يمسك البلد، كان يغيظنى كره الإخوان له خاصة أنه ساعدهم فى الحصول على وظائف وأراض زراعية ومنهم والد مرسى نفسه». وبانفعال يكمل «الكابتن محمود» حديثه قائلاً: «فى الاشتباكات الأخيرة التى وقعت بين الإخوان والمتظاهرين أمام المقر قمت بحماية أحد شبان الإخوان فى شقتى حتى هدوء الأوضاع، استغربت منه جداً حينما أخبرنى بأنه ينوى صلاة الشهادة، نعم قال كذلك. فقلت له: هو فيه صلاة اسمها الشهادة يا ابنى، انتو بتخترعوا دين جديد؟». ويتابع مدرب الكرة: «وضع لافتات مناهضة للإخوان فوق مقرهم الرئيسى بالشرقية سبب لى متاعب كثيرة من بينها اختطافى وإجبارى على توقيع إيصال أمانة. أثناء الخطف أدركت أن هؤلاء بلطجية تابعون للإخوان لأنهم سألونى عمن انتخبته فى الانتخابات الرئاسية، وحاولوا التنكيل بى، كانت قرصة ودن، ثم ذهبت إلى قسم شرطة ثان الزقازيق وحررت محضراً بالواقعة وحصلت على صورة طبق الأصل من المحضر وأخبرنى ضابط المباحث أنهم ينتظرون تقديم المجرمين ووصل الأمانة لأى قسم شرطة حتى يسهل القبض عليهم وهو ما لم يتم حتى الآن». ويلتقط أطراف الحديث من محدثنا نجله الأكبر شادى، 28 سنة، قائلاً: «الناس قالت ازاى مش خايفين على نفسكم من الإخوان وهما اللى ماسكين البلد؟ قلت لهم: اللى خلانا مشّينا حسنى مبارك نقدر نمشّى الإخوان كمان، ولو الواحد مات هيموت شهيد، اليفط بتاعتنا كانت مسمار فى ضهر الإخوان، كانوا متغاظين منها أوى، وبصراحة أنا ارتحت نفسياً لما علقت اليفط دى، إحنا ما خفناش من الإخوان لأننا من عائلة كبيرة فى قرية النخاس وأغلبية الإخوان اللى كانوا بيحموا المقر عارفين والدى وعارفين عيلتنا». ويكشف شادى عن أنه تلقى تهديدات جديدة منذ أسبوعين عبارة عن خطاب مكتوب فيه: «خلى بالك من نفسك».. «بسبب تعليقى لتلك اللافتات أيضاً أُجبرت على ترك عملى خوفاً من استهدافى فى أى وقت خاصة أن أعضاء الإخوان اللى بيحموا المقر كانوا عاملين البوابة سلخانة وبيضربوا فيها الأطفال، قبل 30 يونيو بفترة اعتدى بعض شباب الإخوان على أمى لدى دخولها العمارة، كانت أعدادهم كبيرة وأشكالهم مخيفة ومقززة، كانوا يرتدون خوذات، ويحملون عصياً طويلة، أمى كانت راجعة من بره وقت الاشتباكات بين الإخوان والثوار، وطلبوا منها تفتيش كيس الخضار قبل ما تدخل العمارة ولما رفضت ضربوها، كنت واقف فى البلكونة وشفت المنظر نزلت جرى على تحت واتخانقت معاهم». وتقول والدة «شادى» السيدة «سامية»: «لما كنت باعدّى عليهم كنت باقول حسبى الله ونعم الوكيل فيكم انتم قرفتونا، إحنا اتبهدلنا فى الأحداث الأخيرة، وسبنا الشقة أكتر من مرة بسببهم، قبل 30 يونيو الماضى حدثت اشتباكات عنيفة بين الإخوان ومعارضيهم أمام المقر، وبعد حرق مقرهم قام البلطجية بالاستيلاء على كل محتويات الشقة، وتركوه ركاماً وحطاماً بالإضـــافة إلى ترك 200 كيس خبز يتغذى عليها فئـــران وزواحف، نخشى من مهاجمتها لنا، قام الــــبلطجية أيضاً بسرقة جميع عدادات الكهــرباء من مدخـــل العمــــارة، ورغم ذلك طالبتنا شركة الكهرباء بدفع 400 جنيه شهرياً، لذلك نحتاج إلى تدخل المحافظـــة لحل تلك الأزمة لأننا تضررنا من وجود الإخوان بالعمارة خاصة بعد توليهم الحكم». وتتابع: «عاوزين نبيع الشقة مش لاقيين حد يشتريها، بعد ثورة 30 يونيو كان يأتى عدد كبير من المواطنين إلى هنا ظناً منهم أن المقر ما زال موجوداً، لذلك قام زوجى بتعليق لافتة طويلة بارتفاع العمارة وكتب فيها: «تم طرد الإخوان، العمارة بها أسر وأطفال»، وقمنا أيضاً بتركيب سلسلة حديدية على البوابة منعاً لاقتحامها، خاصة أنه قد تمت سرقة شقة بالدور الأول من العمارة، ولكن عودة مقر الإخوان للعمل بالعمارة مرة أخرى مستحيلة ولن تتحقق، وكنا قد سمعنا أنه تم بيع الشقة إلى أحد الأهالى لتحويلها إلى سكن». وفى شارع سعد زغلول الموازى لترعة «بحر مويس» يقع مقر حزب الحرية والعدالة فى مواجهة مبنى مستشفى المبرة، المقر تم افتتاحه عقب ثورة 25 يناير مباشرة، وتم اقتحامه قبل ثورة 30 يونيو وسرقة محتوياته بالكامل بما فيها الأبواب والشبابيك الخشبية، لم يبق شىء فى المقر سوى بعض الأوراق المحترقة والركام، كما ترك المهاجمون بصماتهم على جدران الشقة القديمة الواقعة فى الطابق الثالث وكتبوا عبارات مناهضة للإخوان. اخبار متعلقة مقرات الإخوان.. «من أعمالكم سُلط عليكم» القاهرة: حطام.. جرافيتى «تمرد».. وشمع أحمر جزيرة الدهب: المقر مغلق بناء على «غضب» الأهالى «الإرشاد القديم»: للفقيد الرحمة.. وللإخوان «العنف والإرهاب» قليوب: الإخوان «فص ملح وداب» و«الكراهية» تحرق مقر الجماعة دمنهور: الفرحة تغمر سكان «عمارة الإخوان» وأهالى المنطقة: «غمة.. وانزاحت» المنوفية: علم مصر يغطى مقر الجماعة.. والمحافظة تعلن «الارتياح العام»