صيادون: سعر الطائر يبدأ بـ120 جنيهاً.. والصقور الأغلى.. والمهنة مهددة بالانقراض

كتب: محمد بخات

صيادون: سعر الطائر يبدأ بـ120 جنيهاً.. والصقور الأغلى.. والمهنة مهددة بالانقراض

صيادون: سعر الطائر يبدأ بـ120 جنيهاً.. والصقور الأغلى.. والمهنة مهددة بالانقراض

أهالى مطروح مرتبطون بالصيد، فهناك مواطنون يصطادون لأنهم يعتبرونه «أكل عيش»، وتحديداً الذين يسكنون فى القرى والنجوع ويعيشون بجوار الوديان ومزارع التين والزيتون والمناطق السكنية المطلة على السواحل.. هكذا تحدّث محمد العربى، أحد أبناء مطروح من الصيادين الشباب، مستكملاً: «أسعار الطيور غالية جداً، لكن يوجد عليها طلب وتعود بأرباح تساهم فى تحسين دخل بعض الصيادين، وهناك من يصرفون منها على أنفسهم وأسرهم، ويعتبرونها مصدر رزق أساسياً لهم».

وأضاف أن هناك أشخاصاً يستخدمون الصيد فى التجارة ليكسبوا منه، فيجمعون من الصيادين الهواة الطيور ويشترون منهم، فمثلاً القمرى «اليمام المهاجر» يصل سعر «الجوز» منه إلى 120 جنيهاً مع بدء الموسم، وفى بعض الأوقات 150 جنيهاً، خاصة فى نهاية الموسم، مع انخفاض المعروض فى السوق، وزيادة الطلب من المواطنين من محبى أكل الطيور من سكان المدن.

ويضيف «غنيوة المالكى»، أحد الصيادين بمطروح، أن هناك أشخاصاً يصطادون بعض الطيور خلال رحلة العودة من الهجرة من دول أفريقيا إلى أوروبا، ما يطلق عليه صيد «الشنينى» مثل السمان، ويكون فى هذا الوقت فى موسم التكاثر ومحملاً بالبيض، بذلك يقضون عليه نهائياً، ولا بد من أن يتركوا هذه الطيور تعود لموطنها الأصلى وتضع بيضها وتفقس وتكبر هناك، لتستمر دورة الحياة لها وتأتى العام المقبل فنصطادها ونأكل منها، ويتابع: «هناك صيادون يلتزمون بذلك لأنهم يعرفون معنى الصيد ومعنى الحفاظ على البيئة والطيور، وأخلاقهم كأخلاق الفرسان ويتصرفون بحكمة، إلا أن هناك صيادين يتجاوزون ويصطادون الشنينى وهم لا يعرفون أنهم بذلك يدمرون البيئة ويقضون على الطيور، وإذا استمروا فى ذلك ستكون النتيجة بعد سنوات قليلة انخفاض أعداد الطيور».

{long_qoute_1}

ويكمل عبدالله حمد: «هناك صيادون لا يستحقون أن يطلق عليهم هذا الاسم بسبب قسوتهم، لأنهم يقضون على الطيور بطريقه أخرى، وهى صيد كميات كبيرة من الطيور فوق طاقة من يأكلون مستغلين مهاراتهم فى الصيد واستخدام الملاطش من الشباك التى يقومون بوضعها على البحر مباشرة بأطوال ومساحات كبيرة، حيث تفاجأ بها أسراب الطيور وتقع فى تلك الشباك فلا تستطيع أن تكمل دورتها الطبيعية فى رحلة الذهاب والعودة، وبالتالى يؤثر ذلك على النوع، بل إن هناك أشخاصاً يصطادون أعداداً ضخمة يبيدون بذلك الطيور، ولا بد أن تكون هناك رقابة على ذلك، حيث من يريد أن يصطاد ليأكل فلا مانع أن يصطاد على قدر حاجته».

ويضيف عبدالله علوش العجنى أن «صيد الطيور الحرة يبدأ خلال شهر نوفمبر، وأشهرها صيد الصقور مثل صقر الشاهين والكراك وغيرها من الأنواع المختلفة، ويتوجه الهواة خلال رحلة الصيد إلى الصحراء بأماكن بعيدة لا يسكنها أحد ويضعون الشرَك على ظهر زغلول الحمام على كبوت سيارة، كى يراها الصقر خلال رحلة الهجرة مقبلاً من آسيا أو أوروبا ويهبط عليها عندما يكون جائعاً، ويفترسها، وعند هذه اللحظة يقوم الصيادون بشد الشرَك المربوط بحبل طويل من داخل كبينة السيارة ليقع الصقر داخل الشباك، ومن الممكن أن ينتظر الصياد عدة مواسم دون أن يستطيع صيد طير واحد، وهناك صيادون يصطادونه فى أول موسم، فهى أرزاق يوزعها المولى عز وجل، لكننا نجتهد ونفعل ما بوسعنا، ويأتى سماسرة يشترون الصقر الواحد بمبالغ متفاوتة لصالح أمراء وهواة طيور فى الخليج، ويتراوح ثمن الصقر بين 50 ألفاً و400 ألف جنيه، وهناك أنواع أقل من ذلك وأنواع أخرى أعلى سعراً، حسب اللون والحجم وعمر الصقر، فكل هذه العوامل تحدد قيمته وثمنه، وأنا أهوى صيد الصقور ولدىّ صقر أقوم بتدريبه على صيد طائر الكروان، واصطدت به خلال العام الماضى 7 كروانات وهو أعلى عدد من طيور الكروان قام بصيدها أى شخص فى مصر، خاصة مع صعوبة صيد الكروان الذى يُعتبر من الطيور النادرة التى تؤكل، لكن يتنافس الصيادون الذين يمتلكون الصقور على صيد الكروان لأنه يظهر خلال تلك المنافسة قوة الصقر وتدريبه، فمن الممكن أن يطلق 10 صيادون صقورهم على طائر كروان فى الصحراء ولا يستطيع مسكه سوى صقر واحد سريع لأن الكروان طائر مراوغ ويستمر فى الطير لمسافات تصل إلى 10 كيلومترات يصعد ويهبط يميناً ويساراً محاولاً الفرار والهروب من الصقور التى تطارده فى أجمل وأروع عملية صيد من الممكن أن يراها أحد، وهذه قمة سعادة الصياد، ليست بقيمة وثمن الصقر، لكن بمتعة الصيد نفسها التى نهواها منذ نعومة أظافرنا عن آبائنا وأجدادنا ونعلمها لأبنائنا».


مواضيع متعلقة