اصطياد «الأسراب» على طريقة «الطيور على أشكالها تقع»

اصطياد «الأسراب» على طريقة «الطيور على أشكالها تقع»
- أشكال الطيور
- البحر الأبيض المتوسط
- الطيور المهاجرة
- رسم العين
- ساحل البحر
- سيدى برانى
- أشكال الطيور
- البحر الأبيض المتوسط
- الطيور المهاجرة
- رسم العين
- ساحل البحر
- سيدى برانى
1«إذا شعرت الطيور المهاجرة أن هذه الطيور الجبسية بها أى شىء مختلف عنها، أو أنها ليست إحدى الأسراب التى سبقتها، لن تنزل عليها خلال رحلة الهجرة».. بهذه الكلمات عبّر الحاج عصام محمد، أحد أمهر صانعى أشكال الطيور المهاجرة التى يستخدمها الصيادون فى جذب أسراب الطيور كى تهبط عليها ليقوموا بصيد العشرات منها فى مناطق عديدة بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويجرى صيد هذا النوع من الطيور رمياً بالخرطوش من داخل عشش مخصصة للصيد يختبئ بها الصيادون.
ويتخذ صانع الطيور هذه المهنة كهواية إلى أن أصبحت حرفة يكسب بها قوت يومه، هو وابناه بدر ومصطفى، اللذان يساعدانه فى تصنيع أشكال الطيور أو ما يُعرف فى عالم صيد الطيور بـ«الأهداف»، يقول: «هناك العديد من الطيور التى نقوم بتصنيع طيور مماثلة لها بالجبس ويقوم الصياد بشراء أعداد منها يضعها فى الأماكن التى عندما يمر الطير عليها ويراها يشعر وكأنه رأى سرباً سبقه ليستريح، فينزل لها على الفور كى يشرب ويأخذ قسطاً من الراحة قبل أن يكمل رحلته مرة أخرى، فيقع فريسة للصيادين ويكون فى مرمى نيرانهم من العشة أو اللبدية فيسقط ما يسقط ويطير جزء منها هارباً من المصيدة التى وقع فيها».
{long_qoute_1}
ويستكمل «صالح»: «الغرنوق» أشهر طير يتم تصنيع أشكاله وأهداف له لأنه هو أكثر الطيور المهاجرة المقبلة من أوروبا، وحجمه ووزنه كبيران، وله شكلان، الأول أبيض للأنثى والثانى ما يطلق عليه الصيادون الأشهب أى رصاصى اللون وهو الذكر، وأقوم بتصنيعه من الجبس ويأخذ كل واحد 6 كيلوجرامات من الجبس و2 لتر من المياه ويتم عجنه بطريقه معينة ثم وضعه فى قالب مصمم من الفيبر، ويستغرق تصنيع الهدف الواحد أو طير الجبس 30 دقيقة باستخدام قالب واحد ثم بعد أن يجف نقوم برسم العين وتحديد ملامحه ووضع أسياخ الحديد كأرجل له، طبقاً لكل نوع، يعقبها تلوين جسمه ليكون أشبه بالطائر الحقيقى، فإذا حدث أى خلل فى ذلك يفقد قيمته ولا يكون مجدياً ولا تهبط عليه أسراب الطيور المهاجرة، وأقوم بتصنيع ما بين 10 إلى 15 شكلاً يومياً.
يباع الطير الجبس بـ35 جنيهاً وبحد أقصى 40 فى عز الموسم، بحسب «صالح»، وهناك زبائن كثيرة صيادون يأتون للبحث عنه ويشترونه لأنهم يعرفون قيمته، فهو من أهم أدوات صيد الطيور البحرية ذات الأحجام الكبيرة، وهناك صيادون يأتون من الضبعة ورأس الحكمة ومرسى مطروح والنجيلة وسيدى برانى للبحث عنه وشرائه بأعداد كبيرة، فالصياد الواحد قد يأخذ 10 أهداف أو أكثر ويزيد الطلب عليه قبل بدء موسم الصيد بشهر، أى فى بداية شهر أغسطس من كل عام، وفى هذا التوقيت يستعد الصيادون بشراء كل مستلزمات الصيد وتجهيز الأماكن التى يصطادون فيها، ففى سيدى برانى هناك سبخات عبارة عن بحيرات قريبة من البحر، والصيادون يعرفون جيداً من أين تأتى الطيور المهاجرة ومساراتها ولديهم خبرة فى ذلك، ويجيدون التعامل معها وصيدها بحنكة بخلاف الصيد فى المزارع فى مناطق بعيدة عن البحر بمدن مطروح التى تكون فيها الشباك وبنادق ضغط الهواء أهم أدوات الصيد، والطيور التى تمر بها أنواع أخرى كالسمان.