صياد من البادية: الصيد يغنينا عن شراء اللحوم

كتب: الوطن

صياد من البادية: الصيد يغنينا عن شراء اللحوم

صياد من البادية: الصيد يغنينا عن شراء اللحوم

أكد فتحى إبراهيم المالكى، أحد أمهر صيادى الطيور المهاجرة فى مطروح، أنهم يصيدون الطيور ليس لمجرد البحث عن وجبة طعام شهية، لكنها تربطهم بالبيئة الصحراوية التى يعيشون فيها، وبطبيعة الصحراء وساحل البحر، وهناك العديد من المواطنين يهوون صيد الطيور، وآخرون محترفون ويتخذونها مصدراً للرزق، يقومون من خلالها بالصرف على أسرهم ويعتبرون لحوم الطيور البديل عن اللحوم الحمراء التى لا يستطيعون شراءها من الجزارين نظراً لبعد المحلات عن التجمعات السكنية فى القرى والنجوع فى محافظة مطروح والصحراء الغربية وارتفاع أسعارها، وهناك أساليب صيد محرمة تهدد بانقراض الطيور.. إلى نص الحوار.

متى يبدأ موسم صيد الطيور المهاجرة؟

- من أول شهر سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر ويشتهر شهر أكتوبر بـ«الشهر الفواح» عند أهل البادية لما فيه من الخير للناس وكثرة صيد الطيور، بينما يكثر فى نوفمبر صيد الصقور والطيور الحرة.

لماذا يرتبط أهل البادية بالصيد؟

- هواية الصيد من هوايات الملوك ونحن كأهل البادية نرتبط ببعض الطيور المهاجرة لسببين، الأول حيث إن هناك صيادين يصطادون لعشقهم الصيد أكثر من البحث عن الأكل، وهناك مقولة شهيرة: «الصياد يمشى على عيونه ويعود على قدميه»، حيث إن أهل البادية قديماً، بحكم ابتعادهم عن المدن والمتاجر والمحلات وإقامتهم فى القرى والنجوع، ينتظرون مواسم الصيد المتتابعة على مدار العام من صيد الطيور والأرانب البرية والغزلان كى يحصلوا على اللحوم التى لا يستطيعون الحصول عليها من المحلات لبعد المسافة.

{long_qoute_1}

ما أنواع الطيور المهاجرة التى يتم صيدها؟

- منها ما يؤكل ومنها ما لا يؤكل كالطيور الجارحة مثل الصقور ولها مواسم، أما طيور الصيد الأخرى التى تؤكل فهى متنوعة من حيث الأحجام والأنواع، ومنها على سبيل المثال القمرى «اليمام المهاجر» وأبوصفير ويتميز بلونه الأصفر الساطع، والجلمة وهى أطول من اليمامة، والأمرعة وتشبه دجاجة الماء، والسمان، والدقوش وهو ذو منقار حاد، بالإضافة إلى أنواع كثيرة وهى صغيرة الحجم وتقع تحت ما يسمى فى الطيور «الشحيم»، ومنها على سبيل المثال الدبسية وأم حميم وأم رطيقة، وأبوحميد والذكار، وجميع هذه الطيور برية مهاجرة نقوم بصيدها فى مزارع التين والزيتون فى الصحراء بعيداً عن الضوضاء، كما أن هناك طيوراً نصطادها على البحر، وهى مثل النغاق والأوز والبط الشرشير والودود، وهذه الطيور كبيرة الحجم يتراوح وزنها ما بين كيلوجرام إلى 10 كيلوجرامات، وهناك نوع مثل الأوز الأبيض والغرنوق وهما من أكبر أحجام الطيور المهاجرة ويصل وزن الواحدة منها إلى 13 كيلوجراماً.

وماذا عن أدوات وطرق الصيد؟

- بالنسبة إلى الطيور التى تمر على ساحل البحر المتوسط غرب مصر مثل البط الشرشير والنغاق والأوز فلها طرق وأدوات تستخدم فى صيدها، حيث يقوم الصيادون بتجهيز المكان الذى يتم فيه الصيد قبل الموسم ومنها إقامة مكان يختبئ فيه الصياد حتى لا تراه الطيور فتهرب، وهذا المكان عبارة عن عشة أو «خص» وتتم إقامته باستخدام البوص والحجر ويدعم بأقمشة عازلة للشمس، وغير لافتة للنظر، وتصل مساحته إلى 3 أمتار مربعة، وهو ما يسمى عند أهل البادية بـ«اللبدية» ومكانه يكون بالقرب من مياه البحر.

كما يقوم الصيادون بوضع أشكال تشبه الطيور التى يتم صيدها بنفس الأحجام، وتوضع يدوياً وبكثرة بجانب اللبدية، لجذب الطيور التى تهبط فور رؤيتها فى أسلوب يخدع به الصياد الطائر وهذه الطيور يتم صيدها ببنادق الخرطوش، لأنها لا تهبط فى الأشجار بجانب كبر حجمها الذى يلزمه بندقية لصيدها، أما بالنسبة للطيور التى تحلق فوق المزارع والأشجار فلها طرق صيد مختلفة وأدوات أخرى، حيث يقوم الصيادون بتجهيز الأشجار داخل المزارع قبل الموسم بأيام ونضع الشباك الكبيرة حول الأشجار من عدة جوانب مع ترك جانب واحد فقط ليكون المدخل الوحيد للطائر إلى الشجرة وهذا الشبك من نوع معين ويسمى بـ«الحليق»، ويراعى الصيادون خلال وضع الشباك بأن يكون الجانب الذى يتم تركه ليدخل منه الطيور من الناحية القبلية، لتتماشى مع طبيعة المكان واتجاه الرياح، ويتم اختيار الأشجار التى يوضع حولها الشباك لتكون الأشجار كبيرة الحجم وأن تكون على أطراف المزرعة، حيث يقوم الصيادون بالإمساك بالطيور بالأيدى عند دخولها الشباك، والتى لا تستطيع الفرار منها فور دخولها، كما يوضع فى الاعتبار أن يكون لون الشباك مقارباً للون الأرض والشجر حتى لا ينتبه إليه الطائر، كما نقوم باستخدام بنادق ضغط الهواء «بنادق الرش» لصيد الطيور على الأشجار والتى تقف عليها الطيور بعيداً عن الشباك.

{long_qoute_2}

هل هناك أدوات صيد ممنوع تداولها أو طيور محظور صيدها؟

- بالنسبة للأدوات السابقة كالشباك وبنادق ضغط الهواء فهى متداولة ونصطاد بها منذ زمن ولا تؤثر على انقراض الطيور أما ما يقوم به بعض الصيادين مؤخراً وهو ما تم استخدامه حديثاً مع التطور التكنولوجى، وقد يؤثر على انقراض الطيور، فهو استخدام بعض الصيادين الأجهزة الصوتية التى تقلد أصوات الطيور لتجذبها إليها فور سماعها، وهى عبارة عن سماعات كبيرة الحجم قوية التردد يتم توصيلها على بطارية كبيرة جافة، وتوضع داخل الأشجار فى المزارع ويقوم الصيادون بتشغيلها ليلاً، خاصة أن الطيور تهاجر وتتحرك ليلاً بشكل مكثف، وعند سماع صوت هذه الأجهزة المقلدة لصوت الطيور تهبط عليها معتقدة أنها طيور مثلها شريكتها فى السفر وليست أجهزة موضوعة لخدعتها من أجل الصيد وهذه الأجهزة تؤدى إلى صيد أعداد غفيرة من الطيور المهاجرة ما يؤثر على انقراض هذه الطيور، وأنواع بعينها، فى ظل انتشار هذه الأجهزة المحرمة دولياً وتمنعها وزارة البيئة والجهات المعنية.

وما أفضل الأوقات لصيد الطيور؟

- يسهل صيد الطيور المهاجرة فى أوقات الصباح الباكر وأوقات الظهيرة حيث تشتد حرارة الشمس، ويصعب صيدها وقت الغروب وما قبله، وهى تهاجر ليلاً فلا يوجد صيد فى أوقات الليل، ومن أفضل الأوقات للصيد من شروق الشمس حتى وقت الظهيرة وخلال هذه الأوقات يتمكن الصيادون من صيد أعداد كبيرة لوجود حركة للطيور وهجرة مقبلة من اتجاه البحر إلى الصحراء فى طريقها إلى السودان ودول أفريقيا جنوباً.


مواضيع متعلقة