نور الدمرداش.. المخرج الذي أضفى طابعا ريفيا على الروايات "المودرن"

06:13 م | السبت 11 نوفمبر 2017

هو ممثل خفيف الظل قبل أن يكون مخرجا، اعتاد على الظهور بدور الشاب الذي يفرض نفسه على البطلة، رغم اختلاف شخصيته الحقيقية عن ذلك، وكانت بدايته في المسرح ثم اتجه إلى السينما ومنها إلى الإخراج.. هو الفنان نور الدمرداش والد الإعلامي معتز الدمرداش والفنان أحمد الدمرداش، وزوج الفنانة الراحلة كريمة مختار الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده.

يقول الدمرداش أثناء حواره في البرنامج التليفزيوني النادر "لقاء مع فنان": "التمثيل في البداية كانت مرحلة هواية قبل وجود التليفزيون ماكناش عارفين هنشق طريقنا إزاي فبدأت باللون الكوميدي، كنت الفتى صغير السن الذي أصلح للتمثيل أمام شادية وممثلات جيلها، وقدمت أدوار ابن الباشا الفتى المدلل في أكثر من عمل، فالأدوار كانت متكررة".

أحس برتابة ونمطية الأدوار التي يقدمها فقبل أدوراً لا يحبها الجمهور ولكنه كان يرى فيها نوعاً من التغيير، اشتهر به أكثر من الأدوار السابقة، وتوقف عن التمثيل مع بداية اتجاهه للإخراج المسرحي كمساعد مخرج للمخرج الكبير زكي طليمات، وعقب افتتاح التليفزيون اتجه إلى الإخراج الدرامي، وخاصة الكوميديا فأخرج لفرقة إسماعيل ياسين.

افتتح مسرح التليفزيون عام 1962 بمسرحية لإحسان عبدالقدوس، وأخرج مسرحيات تليفزيونية لكبار الأدب العالمي مثل شكسبير وغيره فأخرج 49 عملا درامياً، وعقب اكتمال مسرح التليفزيون أخرج أعمل مسرحية للمسارح الخاصة، والسينما والإذاعة "الحماس جزء من كيان الإنسان مفيش حاجة تقتله".

أحب المسلسلات ذات الطابع الريفي نظراً لكونه ينتمي لمحافظة الفيوم، ولم يخرج من قريته إلا ليتم تعليمه الجامعي وكان أثناء دراسته مرتبطا بقريته ويذهب إليها بصفة مستمرة في إجازاته الأسبوعية، "كنت أخلص دراستي وأركب الأتوبيس الكافوري وأروح القرية التي يمتلكها جدي وارتدى ثياب الفلاح وأحضر الُكتاب وأخالط كل الشخصيات" لذا كانت مسلسلاته الريفية حقيقية منتقاة وأسلوبها مختلف "الروايات المودرن اللي كلها بدل كنت بعمل فيه حاجات من القرى لأني بحبها".

كانت آخر أعماله الإخراجية مسلسل "السقوط في بئر سبع"، ولكنه لم يكمله لوفاته في الـ7 فبراير 1994، فاستكمله المخرج أحمد توفيق ورفض إدراج اسمه على التترات تكريمًا لذكرى نور الدمرداش.