10 أسر تسقط من ذاكرة المسئولين فى «تل العقارب»

كتب: محمد صلاح الهوارى

10 أسر تسقط من ذاكرة المسئولين فى «تل العقارب»

10 أسر تسقط من ذاكرة المسئولين فى «تل العقارب»

منذ عام ونصف شرعت الحكومة فى هدم منطقة تل العقارب بالسيدة زينب من أجل إعادة بنائها وتطويرها وتم تعويض السكان بمساكن بديلة فى مدينة «6 أكتوبر» لحين تنفيذ الخطة المقترحة، إلا أن هناك 10 أسر سقطت من حسابات الحكومة ولم تحصل على السكن ووجدوا أنفسهم فى الشارع منهم شخص اكتشف موته فى الأوراق الرسمية بالصدفة فأصبح غير مستحق، وأخرى تعانى من إعاقة لم تتمكن من الحصول على حقها حسبما ادّعت، وتقدم الجميع بشكاوى إلى الجهات المختصة للحصول على التعويض المناسب أو الحصول على سكن، فجاءتهم الإجابة الصادمة «أنتم غير مستحقين».

{long_qoute_1}

على سرير خشبى بعيداً عن الهدم فى شارع عين الصيرة القديم، جلس السيد رضوان، الرجل الستينى، حاملاً مستندات تدل على أحقيته فى الحصول على مسكن بديل، وقال: «أنا من مواليد السيدة زينب وكنت عايش هنا طول عمرى، ولما فكروا فى تطوير المنطقة هدوا بيتى وقالوا لى مالكش حق فى أى تعويض»، وتابع: «بيتهمونى إنى مش من سكان المنطقة طب الأوراق الرسمية كلها دى معناها ايه؟»، رضوان ظل يبحث عن حقه بين مكاتب المسئولين فجاءته الإجابة من رئيس حى السيدة زينب: «أنت ميت فى الأوراق الرسمية» «أين المسئولون؟» لافتة كبيرة وضعها محمد هلال البالغ من العمر 40 عاماً فى الشارع أمام «فرشة» لبيع المشروبات، وبادرنا بالقول: «عملت عشة قسمتها نصين حتة بنام فيها أنا وعيالى الاتنين، وحتة تانية مخليها لأكل العيش، طردونا من بيتى ومعايا ورق أنا من أهل المنطقة، حتى العشة شالوها أكتر من مرة وكل مرة أعملها تانى وماليش مكان تانى أروحه». وتابع هلال: «معايا عيالى متعلمين، جوزت البت علشان أسترها، دلوقت ابنى هجوزه إزاى وإحنا نايمين فى الشارع، فيه ناس خدت شقق ومش معاها ورق ولا من المنطقة أصلاً، وأنا معايا كل حاجة تثبت ونايم فى الشارع».

وسط حالة من الحيرة وقفت سلوى صلاح، 44 عاماً، مستندة على عكاز، يساعدها على الحركة بعدما أصيبت بإعاقة فى سن صغيرة، قائلة: «أنا من مواليد السيدة زينب واتجوزت وخلفت بناتى هنا ولما جوزى سابنى رجعت بيت أبويا وفضلت قاعدة فيه، ولكن بعد الهدم مابقاش ليّا مكان أنا وولادى وبقينا ننام فى الشارع زى المشردين.. هعلّم بنتى إزاى؟». وأضافت: «احترت أعمل إيه، وخايفة أموت فى أى وقت، وبناتى تتشرد.. المسئولين عارفين أن إحنا فى الشارع، والمحافظ جه وشافنا هو ورئيس الحى، رابع يوم العيد، ومحدش عمل لنا حاجة، ارحمونا علشان عيالنا».

من جانبه أكد خالد مصطفى، مسئول المركز الإعلامى بمحافظة القاهرة، أن هناك أكثر من لجنة مشكلة، والأجهزة الرقابية تقوم بدورها فى الكشف عمن يستحق التعويض من عدمه، بجانب اللجان المختصة التابعة لبحوث الإسكان بالمحافظة، وقال إن أجهزة الحى ومباحث المرافق، تقوم بحصر الأهالى على الطبيعة، وجميعهم يقدمون تقارير تفيد من له الحق فى التعويض ومن لا يستحق، لافتاً إلى أن باب التظلمات مفتوح للجميع داخل المحافظة.


مواضيع متعلقة