المحرومون من المصيف بسبب «أكل العيش»: «بنشوف البحر من بعيد»

كتب: فاطمة مرزوق

المحرومون من المصيف بسبب «أكل العيش»: «بنشوف البحر من بعيد»

المحرومون من المصيف بسبب «أكل العيش»: «بنشوف البحر من بعيد»

يتنقلون بين شاطئ وآخر، يتجولون بين الناس حاملين بضاعتهم طامحين فى بيعها، حين يغالبهم التعب يقفون أمام البحر، متأملين أمواجه المرتطمة بالصخور، ينعون حظهم السيئ الذى وضعهم فى قائمة «الممنوعين من المصيف»، يكتفون بإرسال نظراتهم البائسة إلى البحر ويعودون أدراجهم لاستكمال رحلة البحث عن الرزق.

على أحد شواطئ مدينة «فايد» بمحافظة الإسماعيلية، يقف «عادل عيد» داخل قاربه الخشبى يقلب أسماك «الكابوريا» التى وضعها فى قفص صغير بعد أن اصطادها من البحر، يمسك إحداها بين يديه ويلوح بها لمن حوله من أجل اجتذابهم للشراء، 20 عاماً قضاها الشاب الثلاثينى فى مهنة الصيد التى كانت خير رزق له، إلى أن جاءت الثورة حتى قضت عليه: «كل يوم شرطة المسطحات تقتل صياد مع إن معانا رخص وبنصطاد فى الوقت المسموح لينا، لو عدت سفينة من أمريكا بيمنعونا من الصيد وحالنا بيقف لحد ما الناس بطلت تصطاد».

{long_qoute_1}

رغم قرب سكن «عادل» من البحر فإنه لم يقصده يوماً، فالبحر لديه مكان للصيد وليس للمصيف: «البحر جنبنا ومابنقدرش نصيف زى الناس، تفكيرنا كله فى لقمة العيش ومصاريف العيال»، على جانب آخر من الشاطئ، يمشى «إبراهيم أحمد» حاملاً صندوقاً زجاجياً على كتفه الأيسر يحتوى على «الفريسكا» يشعر بالتعب فيلوذ إلى أحد الكراسى الفارغة ليأخذ قسطاً من الراحة، جاء «إبراهيم» من محافظة أسيوط قاصداً مدينة «فايد» لبيع الفريسكا، حيث يعمل بطائفة المعمار فى فصل الشتاء، أما الصيف فيقضيه فى التجول بين محافظة وأخرى لتحصيل الرزق: «باروح إسكندرية والغردقة ومرسى مطروح وشرم الشيخ عشان أبيع الفريسكا، أصحاب البلاجات بياخدوا منى إيجار عشان أدخل وأبيع، ده غير أسرتى اللى ببعت ليها فلوس كل شهر».

«بجنيه يا ترمس» ينادى «أحمد ربيع» فى حماسة، يمسك بعض أكياس الترمس فى يده اليمنى، بينما يمسك دلواً أبيض فى يده اليسرى، يحتوى على كافة أكياس الترمس التى يملكها، يؤكد الرجل الخمسينى أن البحر لديه مصدر رزق فقط، فتكرار حوادث الغرق جعله يقلع عن فكرة قضاء المصيف منذ سنوات بعيدة: «اتولدت فى فايد والبحر بشوفه من بعيد بس لا أنا ولا عيالى بنصيف فيه لأنى بخاف عليهم، البحر غدار، فى الشتا باشتغل فى البطاطا والصيف بلف على البلاجات أبيع الترمس».


مواضيع متعلقة