«عبدالمنعم» مش لاقى شغل قرر ينظم المرور: أكل العيش مر

كتب: محمد غالب

«عبدالمنعم» مش لاقى شغل قرر ينظم المرور: أكل العيش مر

«عبدالمنعم» مش لاقى شغل قرر ينظم المرور: أكل العيش مر

 صافرته لها حكمها على السيارات التى تمر ذهاباً وإياباً، فيقف بجلبابه البسيط وسط السيارات على أحد مطالع الطريق الدائرى فى منطقة البراجيل، ويلوح بيده يميناً ويساراً، محاولاً تنظيم حركة السير، تلك المهنة التى اختارها لنفسه، فى ظل عدم وجود بديل.

عمل «عم أحمد عبدالمنعم»، مبيض محارة حين كان شاباً عشرينياً، وبمرور السنين تركها، وظل يبحث عن عمل آخر دون جدوى، إلى أن جاءته فكرة تنظيم المرور، وبدأها فى منطقة مزلقان مطار إمبابة، قبل أن ينتقل إلى مكانه الحالى فى البراجيل.

«أنا على باب الله، ماعنديش شغل، ودى بقت شغلتى، اللى ماعرفش أشتغل غيرها»، يقولها «عبدالمنعم» كلما سمع أحد المارة صوت صافرته، وسأله عن المهمة التى يقوم بها ولا تتسق مع جلبابه، لينصرف الجميع ويبقى هو فى مكانه، منتظراً بعض الجنيهات التى يعطيها له بعض المارة.

يحاول «عبدالمنعم» أن يكون جاداً فى مهمته، خصوصاً وقت الزحام الشديد، فيجرى يميناً ويساراً، ويغضب عندما لا يلتزم أحدهم بإشارة يده أو صافرته، التى حفظها سكان المنطقة والمترددون على ذلك المكان: «بدل ما أقول لحد هات حسنة، قلت أنظم المرور فى المنطقة، ما هى مهنة شريفة وباعمل واجب برضه، واللى بيدينى خير وبركة، واللى بيضحك فى وشى برضه خير»، حسب «عبدالمنعم»، المكبل بالتزامات كثيرة تجاه ابنته الصغيرة التى لا تزال فى الحضانة وأختها التى تدرس فى المدرسة، وإيجار الشقة الذى يبلغ 250 جنيهاً شهرياً.

يعود الرجل الخمسينى إلى منزله متعباً نفسياً وبدنياً، حيث يظل واقفاً تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة، ولا يتمنى سوى أن يكرمه الله، وأن تنعم ابنتاه بحياة أفضل من التى يعيشها.


مواضيع متعلقة