أصحاب المصانع: ورثنا مهنة «الغزل والنسيج» «أباً عن جد» منذ 100 عام.. و2017 أسوأ عام مر علينا

أصحاب المصانع: ورثنا مهنة «الغزل والنسيج» «أباً عن جد» منذ 100 عام.. و2017 أسوأ عام مر علينا
- أسعار القطن
- ارتفاع أسعار
- العام الماضى
- الغزل والنسيج
- الفترة الأخيرة
- القيادات العمالية
- اللغة الإنجليزية
- المادة الخام
- المحلة الكبرى
- أسعار القطن
- ارتفاع أسعار
- العام الماضى
- الغزل والنسيج
- الفترة الأخيرة
- القيادات العمالية
- اللغة الإنجليزية
- المادة الخام
- المحلة الكبرى
عمال يحملون «أثواب» القماش ينقلونها إلى الداخل، وآخرون يحملّون عربات النقل الثقيل بـ«الأثواب» التى تم الانتهاء منها وصبغها وتجهيزها، فيما يعمل زملاؤهم على ماكينات ضخمة، كل منها يتعلق بتنفيذ والانتهاء بجزء من أجزاء هذه الصناعة العريقة.
ويقول سمير غنام، صاحب مصنع غنام للنسيج، «ورثت هذه المهنة عن والدى، ونحن نعمل فى مجال الغزل والنسيج منذ 100 عام، القطاع يمر حالياً بظروف عصيبة، لم يشهدها من قبل، المادة الخام الرئيسية بالنسبة لنا هى غزول القطن، وتم إهمال زراعته، وبالتالى أجبرونا على استيراد كافة المواد الخام من الخارج، التى تضاعف سعرها خلال الفترة الأخيرة»، ويضيف «غنام» أن «سعر كيلو القطن تخطى 100 جنيه لبعض الأصناف، كما تضاعفت أسعار المواد الخام المتعلقة بالصباغة وتجهيز الأقماش، وأنا والله مكمل فى الشغلانة دى لأنى ورثت المهنة عن والدى، وسبت شغلى كمعيد فى كلية هندسة إسكندرية قسم الغزل والنسيج، علشان أشتغل فى بيزنس العيلة، لكن المهنة بتخسر بشكل كبير جداً»، ويوضح غنام أنه تعرض خلال العام الماضى لأكبر الأزمات فى الصناعة على الإطلاق، حيث لم يتمكن من استيراد المواد الخام، قائلاً «قلت إن مع العسر يسرا، وضميت الورديتين فى وردية واحدة السنة اللى فاتت ورفضت أسرح حد واشتغلنا بالنهار بس علشان مفيش مواد خام، قلت أخسر سنة بس العامل اللى كان فاتح بيته ده كسبنى كتير ومش هتخلى عنه».
{long_qoute_1}
ويقف صبرى عيد، عامل المصبغة، أمام ماكينة ضخمة تقوم باستقبال أثواب الغزول وتقوم بصباغتها بدرجات محددة، يختارها من خلال شاشة صغيرة تشبه شاشة الكمبيوتر، يتعامل العامل بسهولة مع الماكينة التى تظهر كل تعليماتها باللغة الإنجليزية، وهو يقول «أنا بقالى فى المصنع ده 20 سنة، اتعلمت كل حاجة وعلمنا أجيال، وربنا يستر على رزقنا ورزق عيالنا أعرف عمال كتير قاعدين فى بيوتهم».
وفى قاعة كبيرة خاصة بتجهيز القماش وإدخاله إلى الماكينات الخاصة بالتجهيز، يقف أحمد الدسوقى أمام ماكينة عملاقة، تقوم بفرد القماش على مساحة كبيرة ثم تقوم بغسله وتجفيفه، ويقول: «صاحب المصنع راجل محترم، لما طلبنا منه يطور المكن علشان يسهل لنا الإنتاج، عمل كده فعلاً وبيقدر يسمع للعامل ويساعده»، موضحاً أن «معظم جيرانه من مدينة المحلة كانوا يعملون فى مصانع النسيج فى وقت الازدهار، وبعد بيع وغلق مصانع كثيرة، ساءت ظروفهم المادية».
وأمام مصنع كبير للملابس الجاهزة فى مدينة المحلة، هو مصنع «محمد فؤاد الصياد»، يقف صاحب المصنع وسط العمال، ويشرف على العمل، ويقول الصياد «من أكبر معوقات صناعة الملابس فى مصر ارتفاع أسعار المواد الخام، والمنتجات الصينية التى أغرقت الأسواق، وبالرغم من أن الحكومة ضبطت تهريب المنتجات إلى مصر، ولكن لا تزال المنافسه فى السوق بالغة السوء»، ويوضح الصياد أنه يعمل فى صناعة الملابس منذ أكثر من 40 عاماً، وخلال الفترة الأخيرة شهدت الصناعة تحديات لم تواجهها من قبل، قائلاً «احنا الحلقة الأخيرة فى الصناعة، الأتواب بتروح مصانع تتصبغ، وتتجهز، وهنا بنصنع منتج نهائى، لكن الطلبيات لم تعد كثيرة مثل الأول، وبالتالى لم يعد هذا يعوض التكلفة الكبيرة التى تتكلفها المصانع، وأنا أناضل من أجل بقاء العمل، خاصة أن من أهم التحديات توفير عمالة مدربة، ومعظم العاملين عندنا من البنات، هما بس اللى بيكملوا فى الشغل، ومقدرش أشغلهم وردية بالليل بس».
بينما يجلس مصطفى السيد، أحد العمال السابقين فى مصنع «أبو السباع»، على مقهى شعبى فى مدينة المحلة، بعدما انتهى من ورديته فى المقهى، وهو يقول، «مصنع السباعى كان من أكبر المصانع فى المحلة الكبرى لكن التحديات مسحته، كان فيه أكتر من 2000 عامل وكلهم قاعدين فى البيوت دلوقتى».
من جهة أخرى، يقول محمد الشرفى، أحد أصحاب المصانع: «أبويا طمنى طول ما بلدنا بتزرع القطن صناعة الغزل والنسيج هتبقى بخير، لكن اللى حصل غير كده، مكناش عارفين الأيام مخبية لينا إيه»، مشيراً إلى أنه طالب ابنه بعدم العمل فى مجال صناعة الغزل والنسيج، على الرغم من أن معظم مصانع المحلة تعتمد على أبنائها فى توريث واستمرار المهنة.
{long_qoute_2}
بينما تقول وداد عبدالرحمن، إحدى القيادات العمالية فى مدينة المحلة: «المهنة دى كانت فاتحة بيوت الناس كلها عمال رجالة وستات، ودلوقتى أصحاب المصانع بيقفلوا وبيبيعوا الأرض».
عمال مصانع الغزل يمرون بظروف صعبة
أسعار المواد الخام الخاصة بالصباغة تضاعفت