«سيوة المركزى».. مبنى من 5 طوابق والمرضى يسافرون للعلاج فى «مطروح»

كتب: عبدالفتاح فرج

«سيوة المركزى».. مبنى من 5 طوابق والمرضى يسافرون للعلاج فى «مطروح»

«سيوة المركزى».. مبنى من 5 طوابق والمرضى يسافرون للعلاج فى «مطروح»

فى أحد جوانب الواحة الهادئة والنائية، يقع مستشفى سيوة المركزى المكون من 5 طوابق.. درجات الحرارة المرتفعة قبيل زوال الشمس إلى منتصف السماء لم تمنع بعض سيدات الواحة اللاتى يرتدين النقاب والمتشحات بالسواد من الذهاب إلى العيادات الخارجية لتوقيع الكشف الطبى عليهن بصحبة أزواجهن، ولكن الأجواء فى الداخل كانت هادئة جداً، بسبب ضعف إقبال المواطنين وقلة عدد سكان الواحة الذى يوازى عدد سكان قرية واحدة فى الدلتا.

مدير المستشفى كان يتنقل بين أرجاء المستشفى فى جولات يومية داخل الأقسام، لضمان سرعة الانتهاء من جدول حضور وإجازات الأطباء والممرضات، بينما كان يتم استقبال بعض المرضى فى قسم الاستقبال والطوارئ وفى العيادات الخارجية حتى الثانية عشرة ظهراً.

{long_qoute_1}

محمد العدادسى، 45 سنة، يقيم فى أحد أطراف مدينة سيوة، التى تبعد عن المستشفى نحو 6 كيلومترات، اضطر إلى السفر إلى مرسى مطروح أقرب المدن إلى الواحة لتوليد زوجته «قيصرياً»، نظراً لعدم وجود طبيب تخدير بالواحة، وهو يقول: «لما وجع الولادة جه لمراتى فى الشهر التاسع رحنا المستشفى، وكانت لازم تولد قيصرى بعد التأكد من عدم قدرتها على الولادة الطبيعية، لكن حولونا على مطروح عشان مفيش دكتور تخدير موجود فى الواحة وسافرنا لمدة 4 ساعات وهى تتألم أشد الألم حتى وصلنا إلى مستشفى النساء والولادة فى مطروح»، يضيف العدادسى قائلاً: «لو كان فيه دكتور تخدير موجود فى المستشفى ماكناش هنضطر نسافر مطروح ونصرف المصاريف دى كلها، وإدارة المستشفى بتقول دلوقتى إن فيه دكتور تخدير موجود، لكن ممكن يصادف وقت لا يوجد فيه أحد بالمستشفى أثناء تغيير الإجازات بين الدكاترة لأنهم بيشتغلوا 15 يوم وياخدوا إجازة 15 يوم، ووارد إن دكتور فيهم يتأخر أو ينقل لمستشفى تانية من غير ما يتم توفير حد مكانه»، ويتابع الرجل: «لو فيه حد هيعمل عملية بياخد بعضه ويسافر مطروح على طول، حتى لو كانت العملية مش كبيرة، لكن الناس اللى حالتها على قدها بتستنى لحد ما الدكاترة يرجعوا، لأن المواصلات والمصاريف غالية فى العيادات اللى بره».

فيما يقول أحد أطباء المستشفى، فضل عدم ذكر اسمه: «هناك 3 أسرة رعاية مركزة بالمستشفى، ويوجد أشعة عادية، ويوجد أيضاً أشعة مقطعية لكن لا يوجد فنيون متخصصون لتشغيلها، ويقوم المستشفى بإجراء العمليات العادية مثل الزائدة الدودية والفتاق والاستكشاف والولادة القيصرية، لكن لا توجد عيادة للرمد بسبب عدم وجود إخصائى رمد، ولا يوجد إخصائى أمراض جلدية، أو مخ وأعصاب لكن يوجد طبيب أسنان وباطنه، وإخصائى نساء وتوليد، وتفتح العيادات الخارجية أبوابها لمدة 4 ساعات يومياً»، ويضيف الطبيب: «ويبلغ عدد الأطباء فى كل مستشفى سيوة المركزى والوحدات الصحية التابعة له نحو 50 طبيباً، كما يوجد بالمستشفى 25 ممرضة فقط، بينما يحتاج المستشفى إلى ضعف هذا الرقم، وكل الأطباء والممرضات يقيمون فى استراحات بالمستشفى، ويتبع الإدارة الصحية فى الواحة 4 وحدات صحية يوجد بها أطباء تكليف يقيمون بالوحدات على مدار 24 ساعة، ويتناوب الأطباء على الحضور هنا كل 15 يوماً، بشكل ودى، لجذبهم إلى العمل هنا».


مواضيع متعلقة