«المنشاه المركزى».. زحام أمام العيادات الخارجية.. «تعددت الأمراض والعلاج واحد»

«المنشاه المركزى».. زحام أمام العيادات الخارجية.. «تعددت الأمراض والعلاج واحد»
- الحضور والانصراف
- الرئيس جمال عبدالناصر
- العمليات الجراحية
- العيادات الخارجية
- المبنى الجديد
- المستشفى الجامعى
- المستشفى المركزى
- المستلزمات الطبية
- أبو
- أجزاء
- الحضور والانصراف
- الرئيس جمال عبدالناصر
- العمليات الجراحية
- العيادات الخارجية
- المبنى الجديد
- المستشفى الجامعى
- المستشفى المركزى
- المستلزمات الطبية
- أبو
- أجزاء
ضجيج لا ينقطع وحركة لا تهدأ منذ الساعات الأولى للصباح وحتى الواحدة ظهراً داخل ساحة مستشفى المنشاة المركزى، ازدحام شديد وتكدس عشرات من المواطنين فى طوابير طويلة أمام العيادات الخارجية، نظراً لأنه المستشفى الوحيد فى ذلك المركز، وشكا الأهالى من عدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية.
داخل العيادات الخارجية بمستشفى المنشاة المركزى وتحديداً أمام عيادة «الجلدية» وقف العشرات أمام باب الغرفة المخصصة لها، انتظاراً لوصول الطبيب الذى تأخر عن موعده نحو ساعتين، ما أدى إلى ازدحام شديد أمام العيادة واستياء المرضى، ومنهم «إبراهيم خليل» رجل مسن جاء منذ الساعة الثامنة صباحاً للكشف فى عيادة الجلدية، يقول «إبراهيم» غاضباً: «أنا هنا من الساعة 8 الصبح وبقالى ساعتين مستنى الدكتور ييجى، وكل ما أسألهم على الدكتور جاى ولا لأ وهو فين اتأخر ليه كده، يقولوا لى (الدكتور زمانه جاى، الدكتور فى الطريق)، ولو الدكتور مجاش هروّح بقى مفيش فى إيدى حاجة تانية».
{long_qoute_1}
أمام عيادة «الأسنان» جلس «محمود غريب» على أحد المقاعد الخشبية مصطحباً ابنته الصغيرة التى لا يتعدى عمرها العشر سنوات، عقب الكشف على أسنانها أخبره الطبيب بأنه يجب خلع أحدها، واضعاً لها «البنج» وطلب منهما الانتظار بالخارج حتى يبدأ مفعوله، يقول «غريب»: «بنتى سنانها وجعاها بقالها يومين وجينا هنا المستشفى عشان نكشف عليها وبعد ما دخلنا للدكتور قالنا إن واحدة منهم لازم تتخلع، وأسهل حاجة هنا عند الدكتور فى المستشفى دى هى الخلع، والأسبوع اللى فات كان ضرسى واجعنى وفضلت مستحمل لحد ما جيت للدكتور هنا وبرضه خلعهولى من غير أى علاج»، ويؤكد «غريب» أن أقصى ما يكتبه الطبيب للمرضى داخل عيادة الأسنان هى الأقراص المُسكنة.
وأمام صيدلية المستشفى جلس أحد العاملين بالمنشاة المركزى «رافضاً ذكر اسمه» مرتكزاً على عصا خشبية يستند عليها، قائلاً: «النهارده يمكن يوم أخف شوية من بقية الأيام، المستشفى دى زحمة كل يوم عشان الناس كلها تعبانة ومفيش غيرها فى المنطقة كلها، ده فى القاهرة الشغل شغل والدكتور دكتور، لكن الدكتور فى المستشفى هنا مش بيكشف على حد وبيسأل بس المريض تعبان من إيه ويكتب له الدوا ويمشى، ودكتور الباطنة بيسأل المريض عندك إيه يقوله بطنى وجعانى يكتب له الدكتور على شريطين برشام يصرفهم من الصيدلية، وهما هما نفس الشريطين اللى بياخدهم اللى بطنه بتؤلمه واللى ضرسه واجعه واللى ضهره تاعبه واللى عنده مشكلة فى رجليه»، مؤكداً عدم توافر الأدوية داخل صيدلية المستشفى، وأنه لا يوجد بها سوى شريطين أقراص يكتبهما كل الأطباء فى المستشفى، وأن تفتيش وزارة الصحة الذى يمر على المستشفى يركز فقط على قوائم الحضور والانصراف.
وعن قرار تطوير المستشفى وهدم أحد المبانى، يقول: «المبنى القديم ده اللى اتبنى من أيام الرئيس جمال عبدالناصر هيتهد، رغم إنه أقوى وأشد من الجديد 100 مرة وأعمدته كمان جامدة، ومخصصين 72 مليون جنيه عشان يجددوه، ده لو استفادوا من المبلغ الكبير ده ووفروا بيه دكاترة وأدوية هيبقى أفضل بكتير خصوصاً إن المبنى كويس، وده بيدل على سوء التخطيط اللى فى البلد»، موضحاً أنه توجد غرف للرعاية بالمستشفى ولكن لا يوجد الطبيب الذى يشخص ويعالج ثم يتابع حالة المريض يومياً، وأن جميع الأطباء يغادرون المستشفى فى الساعة الواحدة ظهراً، مضيفاً: «بالليل متلاقيش غير دكتور واحد بس قاعد فى الاستقبال مفيش غيره، ولو المريض محتاج جراحة بيتحول على مستشفيات سوهاج نفسها». {left_qoute_1}
ويقول ياسر أبوعقال، عامل بمسجد مستشفى المنشاة، إن مشكلة المستشفى الرئيسية هى عدم وجود عمال نظافة، مؤكداً أن المستشفى يعج بالفئران والصراصير والقطط وأنواع مختلفة من الحشرات، كما أن الأطباء يقومون بتحويل الحالات التى تصل إليهم إلى المستشفى الجامعى أو مستشفى سوهاج العام، وأنهم لا يقدمون أى خدمات طبية تجاه الحالات التى تصل إليهم، مضيفاً: «المستشفى بالليل مبيبقاش فيها حد من الدكاترة، وبيكتفوا بالوجود الصبح بس».
وبالصعود إلى الطابقين الثانى والثالث من المبنى الجديد، تظهر غرف الحجز فى حالة سيئة، حيث الأسرة متهالكة وخاوية من المرضى مع وجود المراتب وبعض أجزاء الأسرة الحديدية خارج الغرف فى الطرقات، وتوجه أحد موظفى المستشفى بالحديث إلى إحدى الممرضات قاصداً وجود المراتب والأجزاء الحديدية فى الممرات، قائلاً: «ليه ما شلتوش الحاجات دى من الطرقة لغاية دلوقتى؟»، ردت عليه قائلة: «هنحطها فين يعنى مفيش مكان نحط فيه الحاجات دى».
حازم ماهر، 40 عاماً، من أهالى مركز المنشاة، يؤكد أن جميع المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية يتم تحويلهم إلى مستشفيات سوهاج، سواء العام أو الجامعى، وأن 90% من العلاج غير متوافر بصيدلية المستشفى، متابعاً: «المستشفى هنا سيئة جداً والناس تعبت منها، ومحدش بيشتغل بضمير فى المستشفى دى، وممكن تلاقى الدكتور اللى فى الاستقبال دكتور أطفال، وحتى الدكاترة فى العيادات الصبح بتكتب نفس الدوا لكل العيانين»، تعرض «حازم» للعديد من المواقف أثناء مرض أطفاله، قائلاً: «كشفت قبل كدة لعيالى الاتنين فى المستشفى دى ورُحت أصرف العلاج اللى كتبهولى الدكتور قالى مفيش، واحد منهم كان عنده حساسية فى عينه عايز قطرة، والصغير كان عنده سخونية جامدة وكان كاتب له مضاد حيوى، وفى الآخر جبت الدوا للاتنين من بره المستشفى بـ90 جنيه»، ولم يكن ذلك الموقف هو الأخير، مؤكداً أنه كان لديه ضيف فى منزله وظهرت عليه حالة إعياء فى منتصف الليل، واصطحبه إلى المستشفى المركزى، ولم يجد أى طبيب فى الاستقبال أو ممرضة، وأنه طلب الشرطة فى ذلك اليوم ولم يحدث شىء»، ويوضح «حازم» أن الأزمة الكبرى داخل المستشفى هى عدم إجراء العمليات الجراحية، وأن الطبيب يستغل تلك الأزمة ويجرى تلك العمليات فى العيادة، متابعاً: «أى عملية بره بتتعمل بـ7 آلاف جنيه، زى القيصرى، وبقالنا 4 سنين مفيش أى عمليات فى المستشفى، زى القيصرى والزايدة، وفيه حالات كتيرة ماتت لما كان بيتعمل فيها العمليات دى»، يستكمل «حازم» حديثه قائلاً: «لو فيه حد اتحجز فى المستشفى بيسيبوه مرمى 5 أيام على السرير، وميسألوش فيه وأهو اسمه موجود على سرير فى المستشفى وخلاص، لكن لا بياخد العلاج المكتوب عليه ولا التغذية بتاعته»، مشيراً إلى أن مساحة المستشفى كبيرة للغاية، ويمكن استغلالها بطرق كثيرة لخدمة الأهالى.
يلتقط منه «حسين البدرى»، 30 عاماً، أطراف الحديث، مؤكداً أن مستشفى المنشاة يعانى من نقص فى الإمكانيات، ومستوى النظافة به متدنٍ للغاية، وذلك لعدم وجود عمال نظافة بالمستشفى، وأضاف «البدرى» أنه ذهب لمستشفى المنشاة لخلع ضرس، لكن الطبيب أخبره أنه لا يوجد بنج وأنه إذا رغب فى ذلك سيتم خلعه بدون بنج، مؤكداً أنه كان يوجد نحو 40 مريضاً يريدون خلع أسنان، واضطر الجميع إلى مغادرة المستشفى والذهاب للعيادات الخاصة، بعد أن أخبرهم الطبيب أن البنج سيحضر للمستشفى بعد 4 أيام.
وتابع: «فى أول شهر رمضان الماضى، أحضرت خالى للمستشفى عقب إصابته بألم فى البطن، ولعدم وجود طبيب متخصص توفى أثناء نقله لمستشفى الجامعة بعد أن أخبرنا الطبيب الموجود بالاستقبال بأنه يجب علينا نقله للمستشفى الجامعى، وذلك بعد مرور 3 ساعات من وصولنا للمستشفى».
- الحضور والانصراف
- الرئيس جمال عبدالناصر
- العمليات الجراحية
- العيادات الخارجية
- المبنى الجديد
- المستشفى الجامعى
- المستشفى المركزى
- المستلزمات الطبية
- أبو
- أجزاء
- الحضور والانصراف
- الرئيس جمال عبدالناصر
- العمليات الجراحية
- العيادات الخارجية
- المبنى الجديد
- المستشفى الجامعى
- المستشفى المركزى
- المستلزمات الطبية
- أبو
- أجزاء