«كفر سعد».. زحام أمام العيادات الخارجية.. والروائح الكريهة تطارد المرضى.. وأكوام «المخلفات الطبية» خلف المبنى

«كفر سعد».. زحام أمام العيادات الخارجية.. والروائح الكريهة تطارد المرضى.. وأكوام «المخلفات الطبية» خلف المبنى
- الأطباء والتمريض
- الحشرات الزاحفة
- الرنين المغناطيسى
- الروائح الكريهة
- الساعة الثانية
- العثور على
- العمود الفقرى
- العيادات الخارجية
- المخلفات الطبية
- آدم
- الأطباء والتمريض
- الحشرات الزاحفة
- الرنين المغناطيسى
- الروائح الكريهة
- الساعة الثانية
- العثور على
- العمود الفقرى
- العيادات الخارجية
- المخلفات الطبية
- آدم
«المظاهر خداعة» هذا هو أبسط وصف يمكن أن تطلقه على مستشفى كفر سعد المركزى، فهناك عملية طلاء لأحد المبانى من الخارج يقوم بها العمال، فالمبنى من الخارج ناصع البياض ولكن فور أن تطأ قدمك داخله يتغير المشهد، فالحمامات غير آدمية وبمجرد الوقوف أمامها تطاردك الروائح الكريهة ومنظرها البشع، يضاف إلى ذلك تراكم أكوام كبيرة من القمامة والمخلفات الطبية خلف المبنى مباشرة، أما المبنى الآخر فيشهد ازدحام العشرات من المرضى أمام العيادات الخارجية، حيث افترش بعضهم الأرض انتظاراً للكشف عليهم والحصول على العلاج.
فى البداية خرج أحمد يوسف، 38 عاماً، من أحد المبانى وعلى وجهه علامات عدم الرضا، وبصحبته زوجته وأبناؤه قائلاً: «أنا جيت انهارده عشان الكسر اللى فى إيدى، والأدوية هنا معظمها مش متوفر وبنجيبها من بره، ومابقاش زى الأول لأنه زمان كنا بناخد العلاج كامل من صيدلية المستشفى لكن دلوقتى لأ، وفى أشعات مش بلاقيها هنا بنخرج نعلمها خارج المستشفى»، موضحاً أن جهاز الرنين المغناطيسى كان معطلاً وأضطر إلى عمل الأشعة خارج المستشفى بمبلغ 600 جنيه وهناك بعض المستلزمات والأدوية نحضرها من الخارج مثل الحقن وأدوية السخونية والفيتامينات، ونضطر إلى شرائها من الخارج، وأسعارها مرتفعة للغاية، متابعاً: «كل الصيدليات أصلاً بقت بتشيل السعر وتغيره بسبب غياب الرقابة عليهم، الناس مش هتقدر تستحمل الأسعار دى».
وفجأة مر «محمود عبدالهادى» شاب عشرينى من أمام حمامات الطابق الأرضى، قائلاً بانفعال شديد: «هما إزاى بيدخلوا الحمامات دى.. دى حاجة غير آدمية، وكل حاجة فيها مكسورة من أول الزجاج لحد الخراطيم والصرف».
وعلى أحد المقاعد الخشبية تجلس «وفاء الشربينى»، قائلة إنها جاءت مع نجلها الذى أصيب بمغص كلوى منذ أيام، وتوجهوا إلى مستشفى كفر سعد المركزى بسيارة الإسعاف، وحينما وصلوا إلى المستشفى أبلغوهم أنه لا يوجد أطباء قسم مسالك بولية، وقام طبيب الطوارئ بالاكتفاء بصرف حقنتين كمسكن، وهذه الواقعة تكررت أكثر من مرة. {left_qoute_1}
انتقلنا إلى غرف الحجز واكتشفنا الكارثة، فالنظافة بكافة أشكالها غائبة والقمامة منتشرة بأنحاء الغرف، والقطط تلعب على الأسِرَّة، وبعض قطع القطن الملطخ بالدماء ملقاة على الأرض، وفى إحدى هذه الغرف جلست «فردوس عبدالفتاح» على أحد الأسرَّة مُرددة «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم مفيش اهتمام بالمريض خالص».
وتؤكد «فردوس» أنها مُصابة بداء السُكر والضغط، وتعانى من تضخم فى الكلى، وسبق لها إجراء جراحتين، وأنها فى الليلة السابقة ظلت تبحث عن طبيب أو ممرضة لقياس الضغط ولم تجد وحينما توجهت للطبيب للكشف عليها بقسم الاستقبال وطلبتْ منه إجراء تحليل السكر رفض وقال لها «مش مكتوب فى الروشتة الخاصة بيكى التحليل ده».
وأشارت «فردوس» إلى أنها رغم كونها مُحتجزة ومن المفترض تجد رعاية من قبل الأطباء والتمريض، لم تجدها، قائلة بانفعال: «أنا اللى بدور عليهم، والممرضة زعلت منى لما رحت لها قسم الاستقبال وبقول لها يا بنتى إدينى العلاج»، صمتت برهة وتساءلت بانفعال: «هو المريض المحجوز المفروض يفضل يلف على أقسام المستشفى عشان يلاقى الأطباء والممرضات، عشان يهتموا بحالته ويكتبوا له العلاج؟».
وعلى أحد الأسرَّة استلقت «نور الهدى» على ظهرها بعد إجرائها جراحة فى ثلاث فقرات بالعمود الفقرى وجراحة أخرى بقدمها، قائلة إنه تم احتجازها قبل شهرين تقريباً ولكنها لم تجد اهتماماً من طبيب يعطيها تعليمات ما بعد الجراحة ويخبرها بموعد فك المسامير أو يطمئنها على وضعها الحالى ويخبرها هل سيمكنها السير على قدمها فيما بعد أم لا.
وتؤكد «نور» أنه كان من المفترض قيام الطبيب بفك سلك عملية العمود الفقرى إلا أن الممرضة هى من قامت بذلك، وقالت لها «على فكرة أنا بعمل ده علشانك أنا مش مختصة بفك أسلاك النوع ده من الجراحات ده من اختصاص الدكتور»، مضيفة: «تعبت بجد من سوء الوضع اللى إحنا فيه ده الممرضة هى اللى كتبت لى العلاج مش الدكاترة، ومفيش دكاترة بتجيلنا للمتابعة ولولا تدخل أحد مسئولى المديرية بعدما اشتكيت له الوضع كان زمانى مرمية بره المستشفى».
أما أنغام السيد فترافق والدتها داخل إحدى غرف الحجز بالمستشفى المركزى بعد إصابتها بغيبوبة سكر، قائلة: «لا فى نظافة ولا فى أى اهتمام بالمرضى، والدتى محتجزة والحشرات الزاحفة والطائرة حواليها من كل حتة»، موضحة أنه عندما اتجهت لإحدى العاملات وسؤالها عن غياب النظافة، كان ردها: «مفيش مقشات».
وأمام أحد المبانى التى يتم طلاؤها من الخارج يقف شاب ثلاثينى، يعمل بالمستشفى، مستنداً على أحد الحوائط بالطابق الأرضى، مؤكداً أن المستشفيات المركزية بشكل عام فى دمياط لا تعطى أدوية تُعالج المرضى، ويكتفون فقط بالمسكنات، مضيفاً: «بشوف قدامى مشاكل كتيرة بين الممرضين وأهالى المرضى، واللى تسيب شغلها واللى جاية متأخرة والكلام ده، وناس تعبانة وعايزة تطلع بالأسانسير والعامل مش بيبقى موجود، والناس تفضل تزعق وتدور عليه».
ويؤكد الشاب أنه بحلول الساعة الثانية عشرة يبدأ الأطباء فى مغادرة المستشفى، وبعد نصف ساعة لا يستطيع أحد العثور على طبيب داخل المستشفى، لأنهم يذهبون إلى عياداتهم بعد مغادرة المستشفى، متابعاً: «الحمامات هنا ماينفعش بنى آدم يدخلها وسيئة جداً، ومن ساعة ما اشتغلت فى المستشفى وأنا مش بطيق أمشى أصلاً من قدام باب الحمام»، مشيراً إلى أنه خلف المبانى يوجد أكوام من القمامة العادية والخطرة.